تثقيف السياسة بعد تسييس الثقافة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

تثقيف السياسة بعد تسييس الثقافة

تثقيف السياسة بعد تسييس الثقافة

 لبنان اليوم -

تثقيف السياسة بعد تسييس الثقافة

حازم صاغية

كان أحد أوجه الاستبداد في العالم العربيّ تسييس الثقافة تحت عناوين «الالتزام» و «المثقّف الثوريّ» وسوى ذلك. ولم يشذّ اليسار الذي كان يخالف أنظمة الاستبداد في التفاصيل، عن هذه التعريفات، إن لم نقل إنّه كان مصدرها الأصليّ وجدّها الأعلى. وبدورهم، كان للإسلاميّين، يوم كانوا البيئة الأعرض في مناهضة الاستبداد، سهمهم الكبير في تحديد الوظائف هذا. هكذا، وبقواميس مختلفة، التقى طرفا الساحة السياسيّة والفكريّة على إحكام الربط بين الثقافة وقضيّة ما، قضيّةٍ قد يكون الناطق باسمها ضابطاً أو شيخاً. ونقد تسييس الثقافة لم يعد جديداً بوصفه تعبيراً عن تعطيل المجتمع واختزاله، كما بوصفه شكلاً من أشكال الاستبداد، فضلاً عن كونه قيداً على العقل عموماً. لكنْ في مجتمعاتنا، حيث مسألة الدول – الأمم غير مبتوتة، ولو في الحدّ الأدنى، كان لذاك التسييس ولقضاياه المصاحبة أن حلّت محلّ التفكير في تشكيل الدول – الأمم وفي تمتين نسيجها الوطنيّ، أو ربّما إعادة التفاوض في شأنه. هكذا قضي على المهمّة الثقافيّة الأولى والأشدّ إلحاحاً، وصارت شتيمة «انفصاليّ» المساهمة الأبرز في «فهم» اجتماعنا، فيما لم يُكتب عن مشكلة كالمشكلة الكرديّة، مثلاً لا حصراً، إلاّ جزء تافه قياساً بالحبر الذي سال حول «الحداثة والأصالة» و «المعاصرة والتراث». ولم يكن بلا دلالة أنّ أنظمة الاستبداد لم تكن تبخل على رعاية هذه النشاطات والمؤتمرات «التغييريّة». ولربّما جاز الافتراض أنّ المرحلة المقبلة، ما بعد فشل الأنظمة ثمّ فشل الثورات، تضعنا أمام مهمّة تثقيف السياسة. ذاك أنّه حين تفشل الأنظمة ثمّ تفشل الثورات عليها، تكون الحقيقة التي لا بدّ من مواجهتها أنّ البلدان نفسها تعاني مشكلات من سويّة بنيويّة، وأنّها ربّما كانت هي نفسها الفاشلة. وفي حالتنا وظرفنا الراهنين، يتحدّد الثقافيّ بأنّه، أوّلاً، موقف راديكاليّ من الاستبداد. فهو ضدّ ذاك السياسيّ وحامل الهيمنة المضادّة لهيمنته، أي أنّه إعادة تأسيس تقابل ما سبق أن أسّسه ذاك السياسيّ. بيد أنّ الأمر أبعد من الاستبداد لأنّ ما أُسّس قبلاً لم يؤسّسه الاستبداد فحسب، بل يمكن القول إنّ ذاك الاستبداد، بقدر ما كان تأسيسيّاً، كان نتاجاً من نتائج التأسيس السابق عليه. وهنا، وثانياً، لن يكون ممكناً التقدّم إلى أمام في ظلّ التردّد والرخاوة حيال القيم الغربيّة التي هي القيم الكونيّة. ذاك أنّ الموقف منها كان على الدوام الطريق الأقصر لإحكام قبضة السياسيّ على الثقافيّ، مداورَةً عند القوميّين واليساريّين، ومباشرةً عند الإسلاميّين. وهذا، بطبيعة الحال، ما لا يستبعد الخلاف السياسيّ مع بلدان الغرب، لكنّه يستبعد فيضانه إلى الثقافيّ وتعطيله، أي ببساطة تعطيل التفكير بأحوالنا وباجتماعنا. هذه الأولوية للثقافيّ محكومة بهواجس أوّلها ألاّ يطغى سؤال أكثريّة - أقلّيّة على الاجتماع الوطنيّ المفترض، بحيث يطمس سؤال الحقّ في ظلّ دولة واحدة ومجتمع متجانس. فطغيان ذاك السؤال يمكن أن يكون مقبرة الثورات، بعد تشغيله طويلاً أداة من أدوات الطغيان السياسيّ. وكي لا يسود سؤال أكثريّة - أقلّيّة يُفترض بالجهد الثقافيّ أن يملك الشجاعة الكافية لطرح الدول القائمة نفسها على المحكّ بوصفها حاضناً لأولويّة ذاك السؤال ومحرّضاً عليها. فـ «عبء التاريخ المشترك»، بحسب تعبير الكاتب السوريّ عمر قدّور، لا ينبغي أن يبقى عبئاً على المستقبل. والحال أنّه بعد اليوم، لم يعد من الممكن التفكير في السلطة من دون التفكير في الخريطة. هنا تكمن وظيفة الثقافة الأولى: الوظيفة التي تجاهلتها طويلاً، وعن عمد، تلك السياسة المقبورة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تثقيف السياسة بعد تسييس الثقافة تثقيف السياسة بعد تسييس الثقافة



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon