السنّية السياسية والشيعية السياسية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

السنّية السياسية والشيعية السياسية

السنّية السياسية والشيعية السياسية

 لبنان اليوم -

السنّية السياسية والشيعية السياسية

حازم صاغية

لناقد سني، أو سني الهوى، من منطقة المشرق العربي، أن يلاحظ كيف أن الشيعة يحكمون العراق منذ 2003، وخصوصاً منذ انتخابات 2005، وكيف أن العلويين يحكمون سورية منذ 1963، وخصوصاً منذ 1970، وكيف أن «حزب الله» الشيعي يمسك بمقابض السلطة الفعلية في لبنان منذ 2005، بعدما كُيفت السياسة والاجتماع اللبنانيان منذ أواخر الثمانينات على النحو الذي يلائمه ويلبي مصالحه.
وواقع كهذا، ما دامت الجماعات الوطنية طوائفَ، ظلمٌ محض نازل بالسنّة الذين هم أكثرية عددية في سورية وأقلية كبيرة في العراق وثلث اللبنانيين.
ولناقد شيعي، أو شيعي الهوى، من منطقة المشرق العربي، أن يلاحظ كيف أن السنة حكموا العراق وسورية منذ نشأة الكيانين في شكلهما الراهن في النصف الأول من القرن الماضي، وكيف أنهم مثلوا جميع المسلمين في لبنان ونابوا عنهم، وبصفتهم هذه كانوا شركاء الموارنة والمسيحيين في حكم البلد وتسييره.
وأيضاً ما دامت الجماعات الوطنية طوائف، فواقع كهذا ظلمٌ محض نزل بالشيعة الذين ظلوا في البلدان الثلاثة على هوامش القرار السياسي، والأقل إفادة من التحولات الاقتصادية، علماً بأنهم أكثرية العراقيين وثلث اللبنانيين فيما يُعد علويو سورية أقلية معتبرة فيها.
سرديّتا المظلومية هاتان فيهما كثير من التعميم الذي يكتّل الطوائف وحداتٍ صلدة، كما تحتملان بعض الطعن والتشكيك الجزئيين هنا وهناك، إلا أنهما في المجمل صحيحتان، وهذا ما يوفر نموذجاً آخر عن احتمال أن يتجاور تناحُر حقين وكونهما في الوقت عينه حقين. لكن النقد الشيعي إذ يركز على الماضي الظالم لا يعد الحاضر بغير الرد الانتقامي، فيما النقد السنّي إذ يركز على الحاضر الظالم فإنه نادراً ما يفتح كوة غير انتقامية للمستقبل. ويواكب هذا التمركز الذاتي لكل من الطرفين حول حقه تغافل النقد السني عن نقد الأنظمة والأوضاع التي أقامها، والتي جاء انهيارها لصالح أنظمة وأوضاع شيعية برهاناً على فشلها. وبدوره، يتغافل النقد الشيعي عن الأنظمة والأوضاع التي يقيمها راهناً، والتي تجيء الردود السنية عليها في سورية والعراق، ولكنْ أيضاً في لبنان، برهاناً على فشلها.
وهذا ليس للدعوة إلى توفيق «أخوي» بين السرديتين، على ما هو معهود في جاري الثقافة السياسية العربية، خصوصاً أن توفيقاً كهذا بين عصبيات متناحرة مستحيل في الواقع، كما في الأفكار والتصورات. إنه في المقابل بمثابة دعوة إلى الصعود فوق السرديتين وفوق اندفاعهما الغريزي إلى قياس الحق بمقياس الطوائف، ومن ثم رفض الإشكال الأساس الذي بنيت عليه السرديتان، سيما وقد تكشفت عملياً النتائج الكارثية لحكم السنة الشيعةَ أولحكم الشيعة السنةَ.
فهل نصل إلى يوم يدور فيه إشكالنا الأساس على إقامة مجتمعات سياسية لا يحكم فيها السنةُ الشيعةَ ولا الشيعةُ السنةَ، بل يتقدم الجميع من الشأن العام بوصفهم مواطنين أفراداً؟ وهل يتسنى الإقلاع لمثل هذا الافتراض في ظل الأشكال الراهنة للاجتماع السياسي والوطني، أي الدول في حدودها القائمة بوصفها الحاضن والمحفز على النزاع الأهلي؟
ما من شك في أنه افتراض يبدو اليوم خيالياً أو وعظياً، لكنه -مع هذا- الفرصة الأخيرة لإبقاء العراق وسورية، وربما لبنان، على قيد الحياة، وهي حياة باتت صعبة جداً، بحيث بات التعويل على الخيال مدخل الرهان، الذي ربما بات الرهان الأوحد على استمرارها.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السنّية السياسية والشيعية السياسية السنّية السياسية والشيعية السياسية



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon