عن الإرهاب والديموقراطيّة والإعجاز
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

... عن الإرهاب والديموقراطيّة والإعجاز

... عن الإرهاب والديموقراطيّة والإعجاز

 لبنان اليوم -

 عن الإرهاب والديموقراطيّة والإعجاز

حازم صاغية

مع تخمتنا بالأحداث الكبرى التي تهزّ منطقة الشرق الأوسط، ينبو اهتمامنا عن قضايا بالغة الأهميّة ليست منطقتنا مسرحها، إلاّ أنّها لا بدّ أن تترك عميق الأثر فيها. وبعد كلّ حساب، وفي الحدّ الأدنى، صار يستحيل الكلام في يومنا هذا على قضيّة يقتصر أثرها في نطاقها الجغرافيّ.

فقد صوّت البرلمان الفرنسيّ على قانون يقضي بتعزيز السلطات الأمنيّة في مراقبة المواطنين، بل التطاول عليها، لهدفٍ وصفه الإعلام بـ «منع الهجمات الإسلاميّة». وكان اللافت أكثر أنّ القانون هذا، الذي صيغ بعد ثلاثة أيّام على جريمة «شارلي إيبدو»، نال تأييد 438 صوتاً ولم يعارضه إلاّ 86.

ولئن رأت الحكومة الاشتراكيّة أنّ القانون بات ضروريّاً مع التغيّر الذي طرأ على استخدام «الجماعات» تقنيّات الاتّصال، رأى فيه نقّاده توسيعاً للرقابة الجماعيّة يعطي الدولة الكثير من السلطات التدخّليّة، كما يهدّد استقلاليّة الاقتصاد الرقميّ.

وما لبث مجلس العموم الكنديّ أن باشر التداول في قانون موصوف، هو الآخر، بمناهضة الإرهاب، قانونٍ استدعاه، كما يقول رعاته، هجوم العام الماضي على البرلمان. ويتيح القانون هذا لوكالة المخابرات الكنديّة أن تمدّ نشاطها التجسّسيّ إلى الخارج، وأن تقدم على توقيفات استباقيّة. وجدير بالذكر أنّ مجلس الشيوخ الكنديّ، الذي يسيطر عليه حزب المحافظين، مرشّح للموافقة على القانون قبل حزيران (يونيو) المقبل.

وهنا أيضاً يمتدّ تجريم الإرهاب إلى فضاء الإنترنت، ما حمل أربعة من رؤساء الحكومات السابقين وخمسة من قضاة المحكمة الكنديّة العليا على توجيه رسائل عامّة تتراوح بين التحفّظ والتنديد، خصوصاً أنّ «الصياغة الغامضة» للقانون تمكّن الحكومة من استخدامه اعتباطاً.

وهنا يظهر إجماعان بارزان، واحد على إخضاع التواصل الاجتماعيّ والعوالم الافتراضيّة للرقابة، وثانٍٍ على التلاقي بين يسار فرنسا ويمين كندا في موقف لن يعارضه يمين فرنسا ولا يسار كندا.

وإذا صحّ ما يحذّر منه المحذّرون من أنّ وجهة كهذه تحدّ من الحقوق والممارسات الديموقراطيّة، فهي تترافق مع النكوص الذي تعانيه الثورات العربيّة، ما يؤكّد، مرّة أخرى، أنّ الوجهات الكبرى في عالمنا اليوم لا يمكن إلاّ أن تكون عالميّة، وإن تفاوت التعبير عنها بين منطقة وأخرى.

صحيحٌ أنّ الأحداث التي أملت على الفرنسيّين والكنديّين أن يفعلوا ما فعلوه لا ترقى إلى سويّة الجريمة الإرهابيّة في 11/9. لكنّ الأخيرة، بوصفها النمط - البدئيّ، تستطيع أن تدلّنا إلى مدى الهستيريا التي يمكن أن تطلقها الأعمال الإرهابيّة في أيّامنا هذه.

يكفي التذكير بأنّ جورج دبليو بوش الذي فاز بالرئاسة في أواخر 2000 بـ 537 صوتاً في ولاية فلوريدا، وصل إلى البيت الأبيض مطعوناً برئاسته، إذ تفوّق عليه منافسه آل غور بنصف مليون صوت على نطاق وطنيّ. إلاّ أنّ 11/9 حوّلت بوش من نابوليون في طوره الأوّل، أي كمغتصب للسلطة، إلى نابوليون في طوره الثاني، أي كهادم للعالم القديم ومحرّر للشعوب.

ولئن قيل بحقّ إنّ هذه الصورة لم تعش طويلاً، بقي أنّها أدّت إلى حربين كبريين في أفغانستان والعراق، وإلى إخضاع الديموقراطيّة الأميركيّة نفسها لـ «القانون الوطنيّ» الشهير. فالإرهاب اليوم يكاد يكون من طبيعة إعجازيّة، لا يخفّف من ذلك تفنيد الظاهرة أو تبيان تهافتها.

وهي وجهة لا زالت سارية المفعول على نطاق العالم الغربيّ كلّه، وإن بقدر من التفاوت. بيد أنّ الشيء المؤكّد أنّ حساباتنا لا تزال تضيق عن أخذها، وأخذ تداعياتها علينا وعلى العالم، في الاعتبار.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 عن الإرهاب والديموقراطيّة والإعجاز  عن الإرهاب والديموقراطيّة والإعجاز



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon