عن اللجوء والعنصريّة وسوى ذلك
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عن اللجوء والعنصريّة وسوى ذلك

عن اللجوء والعنصريّة وسوى ذلك

 لبنان اليوم -

عن اللجوء والعنصريّة وسوى ذلك

حازم صاغية

فضلاً عن الأسلاك الشائكة التي بناها بلد كهنغاريا، وعن الهرب عبر البحر والموت غرقاً، لا يمرّ يوم من دون حدث شائن كبير: فرنسا تراجع حقوق المواطنة، بحيث تستقيل وزيرة العدل احتجاجاً. الدنمارك تريد مصادرة المحمولات «الثمينة» التي في عهدة المهاجرين كمساهمة في إعالتهم. السويد تقرّر إعادة 80 ألف لاجئ من حيث أتوا. اتّفاقيّة شنغن قد تسقط. الشعبويّون من مارين لوبان إلى دونالد ترامب في صعود. أنغيلا مركل تُتّهم بسياسات غير مسؤولة ومستقبلها السياسيّ تلفّه علامات استفهام...

عنصريّة؟ بالطبع. والعنصريّة هذه تتغذّى، قبل اللجوء الأخير وبعده، على عدد من العناصر في عدادها الانتقال المديد والمتطاول من العصر الصناعيّ إلى ما بعده، مع انعكاس ذلك على الوظائف وسوق العمل، وتحلّل أشكال التضامن الحزبيّة والنقابيّة السابقة، وانكماش التقديمات التي درجت دولة العناية على توفيرها، وانحطاط أشكال الاندماج القوميّ الكلاسيكيّة لمصلحة الروابط التي تتّصل بالهويّة، لا سيّما الثقافة وطريقة الحياة. فهذه الأخيرة باتت، قبل اللون والدين، وأحياناً بالتقاطع معهما، نقطة التركيز من جهتين: جهة العنصريّ الغربيّ وجهة المهاجر الذي يلوذ بثقافته المغلوبة في مواجهة الثقافة الغالبة.

وبوصفها جواباً كاذباً على مشكلات فعليّة، تميل العنصريّة إلى تحويل الهجرة سبباً يفسّر قلق التحوّلات وما ترتّبه مراحل الانتقال من أعباء وأكلاف. فكيف حين تتحوّل الهجرة إلى الضخامة التي صارتها في السنة المنصرمة؟

وقد يكون أخطر ما يحصل اليوم أنّ أوروبا، مهد الحداثة ومصدرها، تتراجع تحت وطأة الهويّات والهويّات المضادّة إلى ما سبق أن تجاوزته. فاليمين المتطرّف يقوى، وثمّة علمانيّون يعاودون اكتشاف مسيحيّتهم، وبعد إقلاع الاتّحاد الأوروبيّ ينتعش العقل الحدوديّ، وتنبعث قيم قروسطيّة كالخوف من الجار والحذر من الغريب. وفي هذا جميعاً تكمن عناصر ردّة على الحضارة بكلّ ما تعنيه الكلمة.

وفي هذا المنعطف الانتقاليّ، تجمّعت الظروف المأسويّة التي بالغت في امتحان الدولة – الأمّة الغربيّة وهي في أسوأ أحوالها، فبدت كأنّها تدعوها إلى إحراق المراحل، فيما الثقافة الغالبة على اللاجئين لم تبلغ بعد سويّة الدولة – الأمّة. هكذا نشأ وينشأ التعايش الصعب بين نمط في الحياة عماده الحرّيّة والفرديّة ونمط آخر صنعه الاستبداد السياسيّ والثقافيّ، كبتاً على الأصعدة جميعاً تُنزله باللاجئين الضحايا أبويّةٌ قامعة وشالّة للمبادرة والتفكير الحرّ، ومانعة للانفصال عن أسلاف ذكوريّين كُثر لا تنهض الحداثة من دون الانفصال عنهم. وغنيّ عن القول إنّ هؤلاء سُلبت منهم عقداً بعد عقد حرّيّة الاختيار والتقرير، وتُركوا رهائن للفاقة والعوز ونقص التعليم وللجهل بالعالم وأحواله وكيفيّاته.

لكنّ فرص التحكّم بالوجهة العنصريّة، والحدّ من فاعليّتها، ليست قليلة، وأوّلها الجهر بالتمايزات داخل الكتل اللاجئة والمهاجرة، وتبرّؤ الأكثريّات البريئة من أفعال الأقلّيّات المسيئة، ومن ثمّ تطوير مشاركة هذه الأكثريّات في الحياة السياسيّة للدول المستقبِلة وفي الدفاع عن حقوقها، وتالياً التصدّي للعنصريّة من خلال القنوات التي لا تزال تتيحها الأنظمة الديموقراطيّة. وفي هذا، لن يكون مفيداً على الإطلاق التمسّك برسابات الأيديولوجيّات المتشاوفة، التي تقرن بؤسها وطلبها للحياة والعمل والإقامة في الغرب بمزاعم «التفوّق» على الغربيّين، أو بـ «عدالة» النضال ضدّ الاستعمار، أو حتّى بالنسبيّات الثقافيّة المزعومة التي لا تُمتحن بتاتاً على تفاوت التجارب ونجاحاتها بقدر ما تتحوّل إلى مناعة ضدّ التأثّر بمجتمعات وثقافات يستظلّ بها اللاجئون من موت تنتجه الثقافات التي وفدوا منها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن اللجوء والعنصريّة وسوى ذلك عن اللجوء والعنصريّة وسوى ذلك



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon