لبنان الأرمنيّ، لبنان التركيّ
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

لبنان الأرمنيّ، لبنان التركيّ

لبنان الأرمنيّ، لبنان التركيّ

 لبنان اليوم -

لبنان الأرمنيّ، لبنان التركيّ

حازم صاغية

ظهرت في لبنان أصوات تمثيليّة تحتجّ على تكريم الذكرى المئويّة لإبادة الأرمن، وعلى القرار الرسميّ بالتعطيل يوماً واحداً استذكاراً للمناسبة السوداء. ومن دون اكتراث بالمكوّن الأرمنيّ للشعب اللبنانيّ، ذُكرت مناسبات أخرى رأى المعترضون أنّها أشدّ استحقاقاً للتذكير بها وإحيائها، أو أقلّه مساوية في الاستحقاق، كـ «مذبحة دير ياسين ومجزرة البوسنة 1992 والإبادة في كوسوفا 1995، ومجزرة صبرا وشاتيلا 1982»، بل وصل التعداد إلى «ذكرى إبادة المسلمين والعرب في الأندلس (إسبانيا) 1492، وإبادة الشعب في بورما، والإبادة والمجازر المتكرّرة على مدى التاريخ بحقّ العرب والمسلمين». ولم يفت المعترضين التذكير بخلافات في وجهات النظر التاريخيّة حيال ما حصل للأرمن، والتسلّح بما يُفترض أنّه الموقف المعرفيّ الأكثر صواباً.

لكنْ كائنة ما كانت الحجج والتعليلات، يبقى الصوت الاعتراضيّ هذا صوت حرب أهليّة. فردود الفعل التي استثيرت، لا توصف إلاّ بالانغلاق والتشنّج في الهويّة، ما لا يجد استطالته الطبيعيّة إلاّ في وعي أصوليّ ضيّق بالاختلاف وبَرِم بالآخر المختلف.

وطبعاً، وعلى جاري التقليد النزاعيّ اللبنانيّ، يتّجه كلّ واحد من الأطراف إلى رفع ظلاماته عالياً، وإلى تظهير الظلامات التي يُنزلها به طرف لبنانيّ آخر، علماً بأنّ «الخطأ لا يصير حقّاً عندما يتضاعف»، وفق قول شهير للمهاتما غاندي.

واقع الأمر أنّ ما نعيشه راهناً من خلافات حول كلّ شيء، وآخرها الكارثة الأرمنيّة، يتّصل بلا معقوليّة السلام اللبنانيّ القائم اليوم. فهو، والحقّ يقال، أشبه بالمعجزات غير المفهومة، وإن كانت من صنف المعجزات المحمودة. فلمّا كان لبنانيّون كثر يلحّون في التساؤل: لماذا لا تقع الحرب عندنا في ظلّ تكارُهنا الشامل، كما بتأثير الحروب المتمدّدة في المنطقة، يزدهر الميل إلى اعتناق عنف اللغة بديلاً من لغة العنف، والقتال على مستوى الرمز نيابةً عن القتال على مستوى الواقع.

وطبعاً، وفي ظلّ الاستنفار المتمادي للهويّات الفرعيّة، يوفّر الاعتراض على الذكرى الأرمنيّة مناسبة نموذجيّة أخرى.

لكنّ الهويّات الهائجة إذ «تتسلّى» بعنف اللغة، على أمل (!) أن تسطع لغة العنف، فإنّها تحكم على نفسها أيضاً بالانحصار في خيار تاريخيّ شنيع. فإذا كان الانحياز إلى أرمن 1915 انحيازاً للضحايا، فضلاً عن إسهامه المبدئيّ في تمتين النسيج الوطنيّ المتداعي للبنانيّين، فإنّ الانحياز الى الارتكاب العثمانيّ انحياز الى نظرة إلى العالم يصعب على المنصف تبنّيها. ومن منظور كهذا، يغدو مرعباً حقّاً ذاك الإجماع التركيّ العريض على الإنكار، والذي لا يحيل الاقتداء به إلاّ إلى التماهي مع القتل والجريمة طريقاً إلى بناء الهويّات السياسيّة.

والواقع، أنّ الهويّة التركيّة الحديثة إنّما بنيت على هذه المركزيّة الإثنيّة التي أوقعت بالأرمن مليوناً ونصف المليون، لكنّها أيضاً قتلت عشرات آلاف العرب السريان، وأنزلت مذابح بالأكراد في جبل أرارات (1930) ومدينة درسيم (1938)، وهجّرت جماعيّاً يونانيّي السواحل التركيّة بعد الحرب التركيّة - اليونانيّة عام 1922، ما استمرّ حتّى 1964، حين أخليت مدينة اسطنبول من يونانيّيها. وتُعطف على هذا السجلّ، اضطهادات نزلت باليهود في مقاطعة تراقيا عام 1934، ثمّ بأقليّات اسطنبوليّة صيف 1955، وأعمال ترحيل إجباريّ أو طوعيّ للمسيحيّين العرب في جنوب الأناضول الشرقيّ. وقد كان بارزاً في هذه التجربة، أنّ القوميّة «العلمانيّة» هي التي أخذت على عاتقها تحويل تركيّا بلداً شبه صافٍ دينيّاً. وحتّى اليوم، لا يزال الأرمن خصوصاً، وسواهم من الأقليّات على وجه العموم، ينتظرون اعتراف مؤمني تركيّا و»علمانيّيها» على السواء بما حلّ بهم.

وهذا ليس نموذجاً قابلاً للدفاع عنه، ناهيك عن تقليده، في أيّ مكان من العالم، وخصوصاً في لبنان.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الأرمنيّ، لبنان التركيّ لبنان الأرمنيّ، لبنان التركيّ



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon