من يوسف زعيّن إلى أكرم الحوراني
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

من يوسف زعيّن إلى أكرم الحوراني

من يوسف زعيّن إلى أكرم الحوراني

 لبنان اليوم -

من يوسف زعيّن إلى أكرم الحوراني

حازم صاغية

في نعيه يوسف زعيّن، رئيس الحكومة السوريّة أواخر الستينات الذي توفّي الأسبوع الماضي في السويد، لاحظ الزميل ابراهيم حميدي («الحياة»، عدد الثلثاء الماضي) عدداً من التناقضات بين ما أراده ونواه وبين ما انتهى إليه واقع الحال في سوريّة. فهو، مثلاً، تحمّس للوحدة مع العراق، إن لم يكن للوحدة العربيّة، وانتهى بلده نفسه ممزّقاً بين سلطات متضاربة عدّة. وبطريقته، أراد أن ينتصر لمصلحة الفئات الاجتماعيّة الأضعف والأكثر بؤساً، إلاّ أنّ هذه الفئات نفسها ذاقت الأمرّين على مدى العقود الماضية، قبل أن تودي بها الحرب الأهليّة إلى مآسي الاقتلاع واللجوء.

ومسافة كهذه بين الرغبات والنتائج ليست بالطبع حكراً على زعيّن، أو على ساسة سوريّة، إذ تمتلئ بمثلها تجارب الشعوب والبلدان، لا سيّما في ظلّ أنظمة راديكاليّة تستعجل الطوبى التي تظنّها تقدّماً، ولأجل بلوغها تلوي عنق الواقع إلى أن تكسره تماماً.

لكنّ ما يُلاحظ في التاريخ السوريّ الحديث أنّ زمن البراءة كان أطول ممّا في بلدان أخرى وأشدّ تكراريّة. وفي إطار كهذا شكّلت الحقبة التي سادها زعيّن ورفاقه أعلى ذرى البراءة التي تظهّرها المسافة بين الرغبات، وفي عدادها المحفوظات الإيديولوجيّة الموروثة، والإمكانات التي يتيحها واقع الحال.

وقبل زعيّن ورفاقه، عرفت سوريّة الحديثة سياسيّاً ربّما كان أكثر سياسيّي المشرق العربيّ إشكالاً، هو أكرم الحوراني الذي تحلّ هذا العام الذكرى العشرون لرحيله. فالحوراني، زعيم حماة والقائد الفلاّحيّ في الخمسينات، والقطب الذي، على عكس زعيّن، كان قائداً شعبيّاً وبرلمانيّاً، عُرف بحماسة شديدة للديموقراطيّة البرلمانيّة، يقابلها استعداد للتغاضي عن الأفعال العسكريّة والانقلابيّة حين تستهدف تلك الديموقراطيّة، كما عبّر عن قوميّة عربيّة متشدّدة دفعته إلى التطوّع للقتال في عراق 1941 وفلسطين 1948، ثمّ وصلت به إلى الرهان على الوحدة مع مصر في 1958، فيما كانت تقابلها لديه وطنيّة سوريّة لا تقلّ تشدّداً حملته على تأييد متحمّس لانفصال 1961. وهو احتفظ طويلاً بنزعة جمهوريّة صارمة وحادّة جعلته الصوت الأعلى في مواجهة الملكيّتين الهاشميّتين في الأردن والعراق، لكنّ جثّته دُفنت، عام 1996، في الأردن الملكيّ، وليس في الجمهوريّتين العسكريّتين والبعثيّتين السوريّة والعراقيّة، اللتين ساهم هو نفسه في تربية صنّاعهما وقادتهما.

لقد كان بناء الوطنيّة السوريّة ونظامها الديموقراطيّ يتطلّب من الجهود ما لا يتيح تبديد أيّة طاقة في قضايا أخرى، سيّما وأنّ هذه القضايا، أي العروبة وفلسطين والتحويل الاجتماعيّ، مُتطلّبة للحسم المستعجل ومُلحّة عليه.

وبما أنّ كثرة القضايا بدّدت القضيّة الواحدة الممكنة، وهي الوطنيّة السوريّة وإجماعاتها الضروريّة، بات من الممكن، في وقت واحد، أن يُعدّ الحوراني أحد أعمدة الحياة الديموقراطيّة في سوريّة، وأحد آباء الدور العسكريّ في استفحاله وقضمه السياسة. ولأنّ «الاجتماعيّ» قابل، في مجتمعات ضعيفة الإجماع وذات نسيج مهلهل كمجتمعات المشرق، لأن ينقلب «طائفيّاً»، فإنّ ما يُزرع قد لا يكون بالضرورة ما يُحصد.

هكذا يتكرّر في السياسيّ القوميّ والراديكاليّ السوريّ ما وصفه أحمد فؤاد نجم في الضابط المصريّ إبّان العهد الناصريّ: «يزرع سُكّر يطلع شطّه».

لكنّ المأساة التي ترتّبت على حمل «البطيخات» الكثيرة في يد واحدة، شملت الحوراني وزعيّن وسواهما ممّن كانوا «سعداء التاريخ» وانتهوا تعساءه الذين لا مكان لهم في «سوريّة الأسد».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يوسف زعيّن إلى أكرم الحوراني من يوسف زعيّن إلى أكرم الحوراني



GMT 10:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

... والدفرسوار الخليجي؟

GMT 08:26 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مخاض عسير للحكومة اللبنانية

GMT 09:32 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

لبنان وخيار التوجّه نحو الشرق

GMT 17:41 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

أخبار عن أبحاث وسورية ومبيعات السلاح

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

حزيران الرابع .. تركي أردوغاني!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon