وضوح ما بعد الثورات
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

وضوح ما بعد الثورات

وضوح ما بعد الثورات

 لبنان اليوم -

وضوح ما بعد الثورات

حازم صاغية

استدرجت الثورات العربية قدراً من الوضوح إلى حياتنا، فلم يعد الغامض والملتبس غامضاً وملتبساً. وبغض النظر عن المآلات التي قد تنتهي إليها الثورات، فإنها رسمت الخط بين من يرفضون الواقع القائم ومن يريدونه بحجج «ثورية». لكن ما هو أبعد وأهم أنها طعنت الأيديولوجيا الشعبية الجامعة التي أفردت، على مدى عقود، مكاناً لكل شيء وبجلت كل شيء.
فالجيش، قبل الثورات، هو جيشـ»نا» الموصوف بأنه مفدى وباسل، كائناً ما كان رصيده في القمع والهزائم. أما الـ»نا» فتعود إلينا جميعاً، حاكمين ومحكومين، سجانين ومسجونين...
وربما لأن «ثوراتنا» في الخمسينات والستينات كانت انقلابات عسكرية، تشربت الثوريةُ التي راجت محافظةً عميقة مفادها احترام الجيوش وتبني إيديولوجيتها التي تصورها صنواً للوطنية.
أمرٌ آخر كان يخص طريقة تقديمنا للدين. فهو، وفقاً لما اقتنعنا، أو لما تظاهرنا، ملازم لكل فعل ثوري إن لم يكن مرشداً له ومصدراً لإلهامه. وما دامت الثورة، كما قُدمت في الخمسينات والستينات تستهدف الغريب وتستمطر الذات الأصيلة، بات دينـ»نا» جزءاً من تلك الثورة، وتلك الثورة جزءاً من إملاءات دينـ»نا». وربما لأن الناصرية والبعث والثورتين الجزائرية والفلسطينية، كلاً منها بطريقته، زاوجت بين القومية والوطنية والدين، تعزز الموقع التسليمي للأخير في حياتنا.
هكذا بدا الجيش والدين مما لا يجوز عليه الانقسام، ومما لا يحض إلا على الوحدة والإجماع.
الآن، وبفضل ثورات «الربيع العربي» وتداعياتها المُرة، يبدو الأمر أوضح، ففي ثورة يناير المصرية اعتُبر أن الجيش إنما وقف مع الثورة ضد حسني مبارك. وكان لاعتبار كهذا أن ضاعف الاستعداد لحب الجيش ولاستبعاد صورته كأداة للقمع. بهذا انعقدت المصالحة مجدداً مع الإيديولوجيا الشعبية الجامعة، موفرةً لنا الكثير من الألفة مع أنفسنا كما نعهدها. وفعلاً أراحنا هذا وطمأننا إلى أننا لن نتغير كثيراً ولن نحيد عما رسمه السلف الصالح. ومجدداً علت الدعوات الوطنية البسيطة عن «جيشنا»، ثم جاء انتخاب «الإخواني» محمد مرسي رئيساً ليعزز الصورة المتوهمَة عن تعالي الجيش وعن كونه ملاكاً حارساً لنا جميعاً. هكذا استمرت الحال إلى أن أطيح مرسي ثم كانت رئاسة عبد الفتاح السيسي بنسبة تقارب الـ97 في المئة، وبين هذا الحدث وذاك استعيدت وجوه مباركية إلى الصدارة. ولما مزج السيسي عبد الناصر بالسادات، وأوقفهما عن يمينه ويساره، اندثر كل تعريف سياسي أو إيديولوجي له ولحركته فلم يتبق إلا التعريف العسكري البحت.
وهذا جميعاً لن يترك لأي ثورة مقبلة أن تكون حيادية حيال الجيش، كي لا نقول ودية، ناهيك عن أن الجيش، وقد استقرت السلطة بين يديه، سيجد نفسه حُكماً في موقع محدد يصعب إسباغ الحياد أو التعالي عليه.
ولئن بدا مفهوماً، في سورية، أن «تخرج الثورة من الجوامع»، لأن الأماكن الأخرى مسدودة كلها في وجه السوريين، لم يكن مفهوماً ولا مقبولاً أن ترتفع رايات «داعش» و «النصرة» و «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» وسواها باسم نصرة الجامع. هكذا، وفي مواجهة ارتكابات تلك التنظيمات، بات يستحيل الفصل بين مقاتلة النظام القمعي ومقاتلة التنظيمات الدينية، بل لم يعد ممكناً المضي في غض النظر باسم «وحدة» الشعب في مواجهة النظام. فوق هذا، أفضى الفرز في الواقع إلى ميل متعاظم للفرز في التاريخ والتراث الديني، ميلٍ يتجرأ على الخرافات الغيبية القاتلة ويرى فيها سنداً موضوعياً لنظام قاتل يسمي نفسه علمانياً.
وكانت مصر، مع رئاسة مرسي، قد أوضحت أن «الإسلام هو الحل»، ما لا يُغني عن التفكير في الإسلام كما لا يُغني عن التفكير في الحلول.
وحين نرفع عنا التمويه الذي تنشره الإيديولوجيات القومية والوطنية وإيديولوجيات الإجماع الشعبي على عمومها، نكون نضيف إلى الانقسام الوعي به. وهذه نقلة مهمة باتجاه الوضوح، علماً بأن اتضاح الأمور قد لا يجعلها بالضرورة أسهل.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وضوح ما بعد الثورات وضوح ما بعد الثورات



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon