حتّى آخر لبناني وسوري وعراقي وفلسطيني

حتّى آخر لبناني وسوري وعراقي وفلسطيني!

حتّى آخر لبناني وسوري وعراقي وفلسطيني!

 لبنان اليوم -

حتّى آخر لبناني وسوري وعراقي وفلسطيني

خيرالله خيرالله

ما يصعب على كثيرين فهمه وما قد  لن يتمكنوا من فهمه يوما هو الرقم الاهم والاصعب في المعادلة السورية. هذا الرقم هو الشعب السوري. ما سيجعل الرئيس بشّار الاسد يخرج خاسرا من المواجهة الدائرة منذ ما يزيد على سنتين عائد قبل أي شيء آخر الى أنّه في مواجهة مع الشعب السوري. سيخرج خاسرا على الرغم من القاء "حزب لله" الشيعي بثقله في الحملة العسكرية التي يتعرّض لها الشعب السوري. خسر المواجهة وسيظهر ذلك على نحو علني عاجلا ام آجلا نظرا الى أنّ الشعب السوري اتخذ قراره. قرار الشعب السوري واضح كلّ الوضوح وهو أنّه لا يريد بعد الآن السماع بنظام تابع لآل الاسد. لا يريد السماع بشيء اسمه "سوريا الاسد". لا يريد السماع بنظام يتاجر يوميا بسوريا والسوريين باسم "المقاومة" و"الممانعة". كيف يمكن الحديث عن "مقاومة" او "ممانعة"، في حين ما زالت جبهة الجولان صامتة منذ العام 1974، فيما المطلوب جعل لبنان اسير شعارات لا هدف منها سوى ابقائه اسيرا للعبة الاسرائيلية التي تقوم اساسا على منع قيام دولة لبنانية ذات مؤسسات قوية وبقاء اهل الجنوب تحت رحمة السلاح غير الشرعي بغض النظر عن هوية هذا السلاح. ما لا يفهمه بشّار الاسد، او على الاصح، ما لا يستطيع استيعابه ينطبق الى حدّ كبير على "حزب الله" في لبنان. هذا الحزب اثبت مرة اخرى أنّه ليس سوى لواء في "الحرس الثوري" الايراني وكشف أنه ليس سوى اداة ايرانية وأنّه على استعداد للتضحية بلبنان واللبنانيين جميعا من أجل ايران المستعدة لخوض كلّ انواع الحروب... حتى آخر لبناني وسوري وعراقي وفلسطيني. تستهدف ايران من حروبها  تحقيق اهداف خاصة بها على الصعيد الاقليمي، وذلك على حساب كلّ ما هو عربي في المنطقة...من المحيط الهادر الى الخليج الثائر، على حد تعبير القومجيين باشكالهم المختلفة. من سخرية القدر أنّ بعض هؤلاء القومجيين صاروا يحلفون بايران حاليا وبعضهم الآخر صار يراهن على الاخوان المسلمين بعدما كان قبل فترة قصيرة بعثيا او ناصريا! فاجأ الشعب السوري الجميع. فاجأ النظام السوري وفاجأ ايران وتوابعها، بما في ذلك"حزب الله" الذي لا يزال يعتقد أن في استطاعته الرهان على انقاذ النظام السوري عن طريق اشراك شيعة لبنان في الحرب على الشعب السوري. والشيعة براء من ذلك. لا فائدة من هذا النوع من الرهانات، مثلما لا فائدة من سعي بشّار الاسد الى الكلام عن سنّة لبنان والاشادة بدورهم. هؤلاء، مثلهم مثل سنّة سوريا وشيعة لبنان ومسيحييه، لا يحتاجون الى شهادة في الوطنية من احد. بكلام اوضح، يعرف أهل السنّة في لبنان أنّهم لم يكونوا يوما ميليشيا ولا يمكن أن يكونوا كذلك في يوم من الايّام لا في حياة رفيق الحريري ولا بعد استشهاده. انّهم يعرفون بين ما يعرفونه من قتل رفيق الحريري ورفاقه ومن قتل كلّ رموز السنّة، بمن في ذلك المفتي حسن خالد...ومن اغتال، سياسيا، الرئيسين صائب سلام وتقيّ الدين الصلح  قبل سنوات طويلة من وفاتهما بشكل طبيعي. كان صمود الشعب السوري، ولا يزال، اقرب الى اسطورة من أيّ شيء آخر. من كان يتصوّر أن كل المحاولات التي عمرها ما يزيد على خمسين سنة ستفشل في اخضاع السوري وتدجينه. الشعب السوري هو مشكلة بشّار الاسد الحقيقية. ولذلك لن ينقذه السعي الى نقل حربه الى لبنان بغية ابتزاز المجتمع الدولي وتخويفه. كلّ هذه التصرّفات تنتمي الى الماضي. النظام السوري انتهى، حتى لو استطاع "حزب الله" اقامة ممرّ يربط الساحل السوري بالبقاع اللبناني. هناك جديد في سوريا. هناك شعب يقاوم وهناك نظام يتآمر مع قوى دولية واقليمية على هذا الشعب وعلى سوريا نفسها. لعلّ اخطر ما يواجه سوريا في الوقت الحاضر هو اطالة الحرب الدائرة على ارضها. انّ اطالة الحرب تصبّ في تعزيز القوى المتطرفة على حساب قوى الاعتدال وتساهم في تدمير ما بقي من مؤسسات الدولة السورية والبنية التحتية للبلد. قبل أيّام، صدر مقال لكاتب اميركي مؤيّد كلّيا لليمين الاسرائيلي. اعطى امثلة عدّة عن حروب مطلوب تغذية الطرفين المشاركين فيها كي تطول. تحدّث خصوصا عن الحرب العراقية- الايرانية بين 1980 و1988. قال صراحة أن المطلوب كان اضعاف الجانيين، أي انهاك العراق وايران. وهذا ما حصل بالفعل. عندما كان العراق يتقدم في الاراضي الايرانية، هبطت المساعدات العسكرية على ايران. وعندما صارت المبادرة بيد الايرانيين توفّرت كلّ انواع المساعدات للعراق، بما في ذلك صور لمواقع القوات الايرانية التقطتها الاقمار الاصطناعية. كان المهمّ اطالة الحرب قدر المستطاع وليس انهاءها، لانّه كان مطلوبا أن لا يخرج رابح من الحرب بل أن يخسر الجانبان. وهذا ما حصل بالفعل بدليل أن ايران لم تشف بعد من جروح الحرب، فيما هرب صدّام حسين الى الكويت في العام 1990 مرتكبا عملا مجنونا اوصله الى...المشنقة! مطلوب حاليا تدمير سوريا. هذه طبيعة المؤامرة التي يتعرّض لها الشعب السوري للاسف الشديد. كلّ ما تبقى تفاصيل. الشعب السوري شعب عظيم. ولذلك، وجد من يمنع عنه السلاح والغطاء الجوّي في وقت تتدفق الاسلحة على النظام وشبيحته ويوجد من يرسل اليه مقاتلين من لبنان...علما أن الجميع يعرف، بمن في ذلك روسيا وايران، أن لا مستقبل للنظام وأن السوريين طووا صفحة العائلة التي ارادت أن تستعبدهم. هل من يوقف الحرب في سوريا قبل فوات الاوان، أم أنّه مكتوب علينا أن نشهد مأساة ليس بعدها مأساة تتمثل بتفتت دولة عربية بطريقة غير حبّية. هل هذا كلّ ما يسعى اليه النظام ويشفي غليله؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتّى آخر لبناني وسوري وعراقي وفلسطيني حتّى آخر لبناني وسوري وعراقي وفلسطيني



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon