خروج إثيوبي– إريتري… من اللامنطق
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

خروج إثيوبي– إريتري… من اللامنطق

خروج إثيوبي– إريتري… من اللامنطق

 لبنان اليوم -

خروج إثيوبي– إريتري… من اللامنطق

بقلم : خير الله خير الله

المصالحة بين الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي الجديد يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة. في أساس هذه المرحلة الدور المحوري لإثيوبيا وإريتريا في النظام الأمني الذي يحمي خطوط الملاحة في المنطقة كلها، من خليج عُمان إلى البحر الأحمر.

ليست المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا حدثا عابرا. إنّه انتقال من عالم اللامنطق إلى عالم المنطق ستكون له انعكاساته، التي يؤمل بأن تكون إيجابية، على كلّ منطقة القرن الأفريقي وما يتجاوز هذه المنطقة، وصولا إلى الخليج العربي. بكلام أوضح، هناك منظومة أمنية متكاملة يدخل اليمن في إطارها لا يمكن بناؤها من دون تعاون في العمق بين إثيوبيا وإريتريا.

تُوّجت المصالحة الإثيوبية – الإريترية بزيارة قام بها لأسمرة رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد آبي أحمد حيث كان في استقباله الرئيس أسياس أفورقي، الرجل الذي لم تعرف إريتريا زعيما غيره منذ استقلت في العام 1993.

كان لا بدّ من الدور الذي لعبه الشيخ محمد بن زايد وليّ عهد أبوظبي كي تقتنع إثيوبيا وإريتريا بأن مصلحتهما المشتركة تكمن في مصالحة وعلاقات طبيعية في ظلّ التكامل الإلزامي الذي فرضته الجغرافيا على البلدين.

جاءت المصالحة بعد سنوات طويلة من القطيعة والجفاء تخللتها حرب عبثية بين العامين 1998 و2000 سقط فيها ثمانون ألف قتيل في أقلّ تقدير. لا تزال أسباب تلك الحرب مجهولة إلى يومنا هذا، خصوصا أنّه كان مفترضا أن يكون أسياس أفورقي وملس زيناوي، رئيس الوزراء الإثيوبي وقتذاك، حليفين حقيقيين في ضوء العلاقة الشخصية، وحتّى علاقات القربى، القائمة بينهما. كانا رفاق سلاح منذ ثمانينات القرن الماضي، أي قبل أن تستقل إريتريا وقبل أن يسقط الديكتاتور الإثيوبي منغيستو هايلي مريم. كانت والدة زيناوي إريترية وهو ينتمي إلى القومية نفسها التي ينتمي إليها أفورقي (القومية التيغرية). كانا في خندق واحد خلال حكم منغيستو الذي أدى سقوطه في 1991 إلى استقلال إريتريا في وقت لاحق. سارت كلّ الأمور بين أفورقي وزيناوي استنادا إلى الاتفاقات والتفاهمات القائمة بينهما عندما كانا زعيمين لتنظيمين ثوريين يخوضان الكفاح المسلّح.

كان أفورقي زعيما لـ“الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا”، وزيناوي زعيما لـ“الجبهة الشعبية لتحرير التيغري”. من بين هذه الاتفاقات والتفاهمات بين الرجلين إعطاء الإريتريين حق تقرير المصير في مرحلة ما بعد خروج منغيستو من أديس أبابا. هذا ما حصل بالفعل. استقلت إريتريا، لكن الصديقين ما لبثا أن تحوّلا إلى عدوين لدودين، كل منهما للآخر، في غياب العدو المشترك، كما لو أن العداء لمنغيستو كان الأمر الوحيد الذي يجمع بينهما!

عانت المنطقة طويلا من التوتر الذي تسبب به العداء المستجد بين أفورقي وزيناوي. لم يتعلّم أي منهما من تجارب الآخرين ومما يدور في العالم، خصوصا من تجربة ألمانيا وفرنسا وكيف أن الحروب لا تجلب سوى المصائب، وأن التعاون بين الشعوب الجارة أهمّ بكثير من الحدود بين الدول. لو بقيت ألمانيا تطالب بمقاطعتي الألزاس واللورين اللتين كانتا داخل حدودها التاريخية، لما كانت تشكل اليوم مع فرنسا العمود الفقري للاتحاد الأوروبي.

المهمّ الآن أن ثمّة وعيا لدى الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي، وهو أول رئيس وزراء مسلم في بلده، بأن هناك حاجة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أسمرة وأديس أبابا بعيدا عن الحساسيات. ليس معقولا أن يكون بلد مثل إثيوبيا غير قادر على استخدام الموانئ الإريترية، وليس طبيعيـا أن تكـون إريتريا في عـداء مع إثيـويبا وأن تبقى مستنفرة عسكريا خوفا من هجوم يمكن أن تتعرض له من البلد الذي كانت في الماضي جزءا لا يتجزّأ منه. هناك مجال للتعاون والتكامل بين بلدين وشعبين هما في واقع الحال شعبا واحدا، بل شعوب واحدة.

ليس القضاء على التناحر بين إثيوبيا وإريتريا مسألة مرتبطة فقط بضرورة توقف استنزاف كلّ منهما للآخر. هناك ما هو أبعد من ذلك بكثير. ستتحرر إثيوبيا من اضطرارها إلى أن تكون تحت رحمة ميناء جيبوتي، وستستفيد إريتريا من عودة الحياة إلى مينائي عصب ومصوّع اللذين يعتبران بين أهم الموانئ على البحر الأحمر.

فوق ذلك كلّه، يمكن لإثيوبيا وإريتريا لعب دور في استعادة الصومال عافيته بعد قرابة أربعة عقود على انهيار الدولة هناك. ما لا يمكن تجاهله أن إثيوبيا اضطرت في مرحلة معيّنة، في أيّام ملس زيناوي، إلى التدخل في الصومال لمنع تمدد الحركات المتطرفة في هذا البلد.

ليس مستبعدا أن تشكّل المصالحة الإثيوبية – الإريترية حجر الزاوية لنظام أمني شامل في المنطقة الممتدة من بحر العرب إلى قناة السويس. لعبت إثيوبيا في الماضي القريب دورا كبيرا على الصعيد الإقليمي وذلك في عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي وبعد الانقلاب عليه في العام 1974، وصولا إلى تحولها جرما يدور في الفلك السوفياتي. ليس سرّا أن إثيوبيا كانت تؤثر دائما في اليمن. ارتبطت في مرحلة معينة بعلاقات أكثر من متميّزة مع اليمن الجنوبي، خصوصا في عهد علي ناصر محمّد بين 1980 و1986. كان هناك نوع من وحدة الحال بين أديس أبابا وعدن في ظلّ رعاية سوفياتية لشبكة من القواعد العسكرية أقيمت في المنطقة. إضافة إلى ذلك، ليس سرا أن إريتريا استُخدمت في العام 1995 في عملية استهدفت خلق أزمة لعلي عبدالله صالح في مرحلة ما بعد انتصاره في حرب الانفصال صيف العام 1994. هناك ما جعل إريتريا تقدم وقتذاك على مغامرة احتلال جزيرة حنيش اليمنية وجزر يمنية أخرى في البحر الأحمر لأسباب مازالت أسرارا لدى أسياس أفورقي.

في كلّ الأحوال، يظل السؤال المطروح كيف البناء على المصالحة الإثيوبية – الإريترية التي تبقى أكبر بكثير من مجرد مصالحة متى وضعت في إطارها الإقليمي الواسع، خصوصا في ضوء التحولات التي يشهدها اليمن، حيث تدور معركة مصيرية محورها ميناء الحديدة الذي تصرّ إيران على بقائه تحت سيطرتها عبر الحوثيين. الأكيد أنّ ما حصل بين أسياس أفورقي وآبي أحمد، بدءا بإعادة فتح سفارة إريتريا في أديس أبابا وسفارة إثيوبيا في أسمرة يبشّر بالخير. يمكن أن يشير ذلك إلى دخول قيادتي البلدين، اللذين كانا في الأمس القريب بلدا واحدا، مرحلة النضج السياسي.

إذا كانت الحساسيات ذات الطابع الشخصي أوصلت أسياس أفورقي وملس زيناوي، الذي توفّي في العام 2012، إلى حرب طاحنة، ثم إلى قطيعة بين البلدين، فإن المصالحة بين الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي الجديد يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة. في أساس هذه المرحلة الدور المحوري لإثيوبيا وإريتريا في النظام الأمني الذي يحمي خطوط الملاحة في المنطقة كلّها، من خليج عُمان إلى البحر الأحمر. سيعتمد الكثير على مدى التفاهم الذي سيتكرّس بين زعيمي بلدين في حاجة إلى خوض حرب مشتركة على الفقر ومن أجل المحافظة على الاستقرار الإقليمي وحمايته ومكافحة الإرهاب، وصولا إلى إقامة علاقة ذات طابع إيجابي مع السودان ومصر اللذين يتشاركان مع إثيوبيا في مياه النيل.

ليست قمة أسمرة حدثا عاديا بأيّ شكل، خصوصا إذا وُضعت في إطارها الإقليمي أمنيا واقتصاديا وسياسيا في الوقت ذاته، في وقت أصبح فيه البحر الأحمر منطقة واعدة خصوصا مع بدء العمل بمشروع “نيوم” في سياق “رؤية- 2030” للأمير محمد بن سلمان وليّ العهد في المملكة العربية السعودية.

المصدر: جريدة العرب
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خروج إثيوبي– إريتري… من اللامنطق خروج إثيوبي– إريتري… من اللامنطق



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon