أين سيتوقف الانحدار البريطاني
تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد
أخر الأخبار

أين سيتوقف الانحدار البريطاني

أين سيتوقف الانحدار البريطاني

 لبنان اليوم -

أين سيتوقف الانحدار البريطاني

بقلم : خير الله خير الله

المضحك المبكي في أحيان كثيرة الكلام الذي يصدر عن سياسيين لبنانيين وعرب عن دور بريطانيا في الشرق الأوسط والخطط البعيدة المدى التي ترسمها للمنطقة. يكشف هذا الكلام وجود نوعين من السياسيين اللبنانيين والعرب. نوع يعيش في الماضي ونوع على تماس مع الحاضر ومع التطورات التي شهدها وما زال يشهدها العالم. كلّ ما في الأمر، أن بريطانيا في حال انحدار ولا وجود لدهاء ولا لمن يريد ادعاء الدهاء بين سياسييها.

لعلّ المرّة الأخيرة التي كان فيها لبريطانيا دور أساسي في مجال اتّخاذ قرار كبير على الصعيد العالمي، هو في العام 1990. كان ذلك في مرحلة ما بعد الاحتلال العراقي للكويت والقرار المجنون الذي اتخذّه صدّام حسين باجتياح بلد جار مستقلّ يمتلك ثروة نفطية كبيرة واحتلاله. لعبت وقتذاك مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء، دورا حاسما في إقناع الرئيس جورج بوش الأب بأن ما ارتكبه صدّام حسين يجب ألّا يمرّ. يجب إخراجه من الكويت مهما كلّف الأمر ومعاقبته على الجريمة.

منذ اللقاء المشهور بين تاتشر وبوش، صيف 1990، لم يعد من مجال لأيّ تردّد أميركي من أيّ نوع. لم تمض أيّام على اللقاء، إلّا وبدأت التحضيرات لتشكيل تحالف عسكري دولي بعدما أعلنت السعودية وضع أراضيها في تصرّف الدول التي تريد إرسال قوات لتحرير الكويت وإعادتها إلى أهلها. ترافق ذلك مع موقف لا لبس فيه للرئيس الأميركي دفعته إليه تاتشر. تلخّص ذلك الموقف بأنّ أميركا “رسمت خطا في الرمال”. هذا الخط هو الحدود الدولية المعترف بها دوليا لدولة الكويت.

منذ العام 1956، تاريخ ما يسمّى “حرب السويس” المغامرة العسكرية الأخيرة لبريطانيا، من دون ضوء أخضر أميركي، ارتضى الأسد العجوز بدور اللاعب المساند للاعب الكبير هـو الولايات المتحـدة الأميركية. أجبر الرئيس دوايت أيزنهاور بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على وقف الحرب وذلك بعد إنزال جوي فرنسي ـ بريطاني في السويس وبعد احتلال إسرائيلي لسيناء.

أبلغت واشنطن البريطاني والفرنسي والإسرائيلي أنّه لا يحق لأيّ من الثلاثة الدخول في حروب من خلف ظهرها. هناك عرب كثيرون لم يفهموا في تلك المرحلة معنى ذلك. اعتقدوا أن انتصارا كبيرا حققه جمال عبدالناصر “على الاستعمار وأعوان الاستعمار”. صار زعيم مصر يستطيع، بفضل انتصار وهمي، قلب أنظمة عربية تتمتع بحدّ أدنى من الحسّ الحضاري، فكانت مأساة الوحدة المصرية ـ السورية في شبـاط (فبراير) 1958 ثمّ الانقـلاب الدموي على النظام الملكي في العراق في الرابع عشر من تمّوز ـ يوليو من تلك السنّة. كانت الوحدة بداية للمأساة السورية وكان يوم حصول الانقلاب العسكري في العراق اليوم الأخير الذي يعيشه العراقيون في ظروف طبيعية.

منذ 1956، قبلت بريطانيا العظمى بدور التابع للولايات المتحدة، فيما لم تجد فرنسا سوى الاندفاع في اتجاه أوروبا كي تحافظ على وضع يسمح لها بممارسة دور، وإن كان محدودا، على الصعيد الدولي. كان على فرنسا الاستسلام في الجزائر والخروج منها نهائيا في العام 1962 وكان على بريطانيا بدء الانسحاب من منطقة الخليج، خصوصا بعد اضطرارها إلى القبول باستقلال اليمن الجنوبي والخروج من عدن التي كانت محط اهتمام الاتحاد السوفييتي.

حتّى عندما انضمت في العام 1973 إلى المجموعة الأوروبية، التي صارت لاحقا الاتحاد الأوروبي، بقيت بريطانيا تغرّد خارج السرب الأوروبي. بقيت مرتبطة بتلك العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة. كان أفضل تعبير عن ذلك سير توني بلير إلى النهاية في ركب السياسة الأميركية تجاه العراق في عهد جورج بوش الابن.

في العام 1990، كانت مارغريت تاتشر تؤثّر في الرئيس الأميركي جورج بوش الأب. لم تترك أي مجال لأيّ نوع من التردّد عندما كان الموضوع مرتبطا بإخراج صدّام حسين من الكويت. في العامين 2002 و2003، لم يكن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سوى موظّف في الإدارة الأميركية مهمّته الترويج لقرار الحرب على العراق. إنّه قرار أدّى إلى تدمير الشرق الأوسط، خصوصا بسبب غياب الرؤية الواضحة لما بعد الانتهاء من إسقاط نظام صدّام حسين. أكثر من ذلك، لم تمتلك بريطانيا أيّ تصوّر استراتيجي لما يمكن أن يصبح عليه العراق في ظلّ التشجيع الإيراني على الانتهاء من النظام القائم ومشاركة إيران للأميركيين والبريطانيين في الإعداد للحرب على العراق وفي الحرب نفسها لاحقا.

من الدور الذي لعبته مارغريت تاتشر في جعل جورج بوش الأب يسير في خطّ رسمته له… إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اثر استفتـاء “بركسيت” الذي مضى عليه عام كامل، مرورا بالدور الذي لعبه بلير في الترويج للحرب على العراق إرضاء لبوش الابن فقط، تتابع بريطانيا سقوطها. هذا لا يعني بالطبع أن البلد سيفقد كلّ أهمّيته على الصعيدين الأوروبي والدولي، لكن الواضح أن مرحلة الانحدار مستمرّة.

من استفتاء “بركسيت” الذي صوّت فيه جهلة لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، من دون معرفة عواقب ذلك، إلى الانتخابات المبكرة التي دعت إليها تيريزا ماي في الثامن من حزيران ـ يونيو والتي أتت نتائجها بمثابة كارثة على حزب المحافظين، يصعب تصوّر كيف يمكن لدولة تمتلك كلّ هذه المؤسسات العريقة أن تصل إلى ما وصلت إليه في العام 2017.

هناك رئيسة للوزراء في السلطة وهناك في الوقت ذاته من يبحث عن بديل منها داخل الحزب الذي تنتمي إليه. يصعب لحزب حاكم المحافظة على تماسكه فيما الصراعات قائمة بين أكثر من وزير في الحكومة. هناك أيضا رئيسة للوزراء لم تحسن حتّى التعاطف مع ضحايا حريق البناية الكبيرة في لندن والكارثة التي نجمت عنها. هناك رئيسة للوزراء راهنت على خروج هادئ وبطريقة ناعمة من الاتحاد الأوروبي، فإذا بكل رهاناتها تسقط في ضوء فشلها في الحصول على أكثرية مريحة في مجلس العموم الجديد.

مأساة المآسي أن تكون تيريزا ماي التي تظهر للناس العاديين وكأنها امرأة لا تمتلك أي مشاعر إنسانية نجحت في تعويم زعيم حزب العمّال جريمي كوربن الذي لا يحظى بشعبية واسعة داخل حزبه نفسه. ليس كوربن سوى سياسي بريطاني من النوع الذي تجاوزه الزمن. يريد إعادة بريطانيا إلى ما قبل أيّام مارغريت تاتشر التي استطاعت خلق ثورة حقيقية جعلت للإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها بعض المكانة على الخارطة الدولية.

أين يتوقف الانحدار البريطاني؟ من الصعب الإجابة عن السؤال. الأكيد في الوقت الراهن أن تيريزا ماي لا تستطيع سوى الخروج من أوروبا من دون أن تكون مقبولة كحليف يمتلك كلمة في واشنطن…

المصدر : صحيفة العرب لندن

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين سيتوقف الانحدار البريطاني أين سيتوقف الانحدار البريطاني



GMT 15:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 16:42 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

GMT 11:13 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 17:50 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

نجاحات مغربية... و يقظة ضرورية

GMT 20:01 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon