محمّد السادس والقدرة على المبادرة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

محمّد السادس والقدرة على المبادرة

محمّد السادس والقدرة على المبادرة

 لبنان اليوم -

محمّد السادس والقدرة على المبادرة

بقلم : خيرالله خيرالله

إن ملك المغرب يبني منذ تسعة عشر عاما دولة عصرية. في عماد كلّ دولة عصرية المدرسة والبرامج التعليمية. لا يمكن ترك أيّ شيء للقدر والصدفة.
 هناك عناوين كثيرة لخطاب عيد العرش الـ19 في المغرب. كان خطاب الملك محمّد السادس في المناسبة من النوع الشامل الذي عكس همّ العاهل المغربي منذ صعوده إلى العرش في مثل هذه الأيّام من العام 1999. همّه الأوّل والأخير المواطن المغربي وكيفية تحسين ظروفه والعمل من أجل الانطلاق بالمغرب في اتجاه آفاق جديدة تكرّس دوره على كلّ صعيد، خصوصا في مجال الحرب على الفقر التي يرى فيها محمّد السادس أولوية الأولويات.

من بين العناوين المهمّة في خطاب العرش، المكان الذي أُلقيَ منه. اختار العاهل المغربي ذكرى عيد العرش ليزور مدينة الحسيمة في الشمال المغربي. ذهب إلى الحسيمة ليؤكد أمورا عدّة. في مقدم هذه الأمور أنّ الاستقرار خط أحمر في المغرب، وأن لا مجال لقبول أي تجاوز للقانون أو اعتداء عليه. الأهمّ من ذلك كلّه أن العاهل المغربي أكّد أنّه يتفهّم جيدا كلّ ما يمكن أن يعاني منه المواطن في منطقة معينة.

 الملك ليس بعيدا عن هموم المواطنين بغض النظر عن المنطقة التي ينتمون إليها، بل لديه حساسية زائدة لأي أذى يلحق بأي مواطن. لذلك قال “إن الوطنية الحقة تعزز الوحدة والتضامن، وخاصة في المراحل الصعبة. والمغاربة الأحرار لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، رغم قساوتها أحيانا. بل تزيدهم إيمانا على إيمانهم، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب، ورفع التحديات. وإني واثق أنهم لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية، وبائعي الأوهام، باستغلال بعض الاختلالات، للتطاول على أمن المغرب واستقراره، أو لتبخيس مكاسبه ومنجزاته. لأنهم يدركون أن الخاسر الأكبر من إشاعة الفوضى والفتنة، هو الوطن والمواطن، على حد سواء.  وسنواصل السير معا، والعمل سويا، لتجاوز المعوقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش الكريم”.

لم يترك العاهل المغربي تفصيلا إلا وتعرض له في خطابه. المدرسة كانت ولا تزال هاجسا لديه. يعرف محمّد السادس أهمّية التعليم ويعرف جيدا، مستندا إلى دراسات طلبها وتوافرت لديه، أين تكمن المشكلة. لذلك خصص للمدرسة جزءا من خطابه داعيا إلى الاهتمام بالتعليم الرسمي ومستواه وكيف الحؤول دون أي تهرب من الذهاب إلى المدرسة. ذهب إلى أبعد من ذلك بالحديث عن نوعية المطاعم في المدارس وعن المدارس الداخلية نفسها وعن مشكلة النقل التي يواجهها الطلاب. يشير ذلك إلى حرص على التعاطي مع التفاصيل عندما يتعلّق الأمر بالمدارس وبالجيل الجديد في المغرب وكيفية تنشئة هذا الجيل. عندما يُتركُ قسم من هذا الجيل ضحية لمدارس غير لائقة، لا يعود مستغربا أن يجد التطرف بيئة حاضنة له لدى شباب جاهل لا يعرف شيئا عن العالم ولا يعرف كيف يجد وظيفة له.

في نهاية المطاف، إن ملك المغرب يبني منذ تسعة عشر عاما دولة عصرية. في عماد كلّ دولة عصرية المدرسة والبرامج التعليمية. لا يمكن ترك أيّ شيء للقدر والصدفة. لا بدّ من معالجة كلّ المشاكل بطريقة علمية بعيدا عن الاتكالية. من هذا المنطلق، تطرّق خطاب عيد العرش إلى التنمية البشرية و”النهوض برأس المال البشري”. تطرق إلى الضمان الصحي وكيف يجب أن يستفيد كلّ مغربي من “التغطية الصحّية”. لم يهمل قضية المياه وضرورة متابعة إنشاء السدود في بلد ترتسم فيه الابتسامة على وجوه جميع المواطنين عندما تمطر السماء.

يعكس الملك نبض الشارع من دون أن يعني ذلك انصياع الدولة ومؤسساتها لمنطق الفوضى. هناك غد مشرق ينتظر المغرب الذي عرف دائما كيف يكون استثناء في المنطقة

من الضروري أيضا تسهيل الاستثمار. كذلك من الضروري تطوير اللامركزية. ليس هناك أكثر من محمّد السادس يعرف ماذا يريد المواطن المغربي وماذا يطمح إليه وما الذي يفكّر فيه. هناك تجديد لفعل الإيمان بالمغرب والشراكة القائمة بين الملك والمواطن. ليس أوضح من ذلك أكثر من قول محمّد السادس “إن تحقيق المنجزات، وتصحيح الاختلالات، ومعالجة أي مشكل اقتصادي أو اجتماعي، يقتضي العمل الجماعي، والتخطيط والتنسيق، بين مختلف المؤسسات والفاعلين، وخاصة بين أعضاء الحكومة، والأحزاب المكونة لها.

كما ينبغي الترفع عن الخلافات الظرفية، والعمل على تحسين أداء الإدارة، وضمان السير السليم للمؤسسات، بما يعزز الثقة والطمأنينة داخل المجتمع، وبين كل مكوناته. ذلك أن قضايا المواطن لا تقبل التأجيل ولا الانتظار، لأنها لا ترتبط بفترة دون غيرها. والهيئات السياسية الجادة، هي التي تقف إلى جانب المواطنين، في السراء والضراء. والواقع أن الأحزاب تقوم بمجهودات من أجل النهوض بدورها. إلا أنه يتعين عليها استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم، هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم. كما يجب عليها العمل على تجديد أساليب وآليات اشتغالها.

فالمنتظر من مختلف الهيئات السياسية والحزبية، التجاوب المستمر مع مطالب المواطنين، والتفاعل مع الأحداث والتطورات، التي يعرفها المجتمع فور وقوعها، بل واستباقها، بدل تركها تتفاقم، وكأنها غير معنية بما يحدث.

إن الشأن الاجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغيْن، كملك وكإنسان. فمنذ أن تولّيتُ العرش، وأنا دائم الإصغاء لنبض المجتمع، وللانتظارات المشروعة للمواطنين، ودائم العمل والأمل، من أجل تحسين ظروفهم.

وإذا كان ما أنجزه المغرب وما تحقق للمغاربة، على مدى عقدين من الزمن يبعث على الارتياح والاعتزاز، فإنني في نفس الوقت، أحس أن شيئا ما ينقصنا، في المجال الاجتماعي. وسنواصل العمل، إن شاء الله، في هذا المجال بكل التزام وحزم، حتى نتمكن جميعا من تحديد نقط الضعف ومعالجته”.

في الواقع، يعكس الملك نبض الشارع من دون أن يعني ذلك انصياع الدولة ومؤسساتها لمنطق الفوضى والانفلات. هناك غد مشرق ينتظر المغرب الذي عرف دائما كيف يكون استثناء في المنطقة. يكفي لتأكيد ذلك أن المملكة استطاعت تجاوز مرحلة الانقلابات العسكرية التي أوصلت ليبيا والجزائر إلى ما وصلتا إليه. إضافة إلى ذلك، أن المغرب استطاع تفادي الوقوع في فخ “الربيع العربي” الذي عاد بالويلات على تونس.

استطاعت المملكة المغربية تفادي مرحلة الانقلابات العسكرية في سبعينات القرن الماضي. واجه الملك الحسن الثاني، رحمه الله، محاولتين انقلابيتين في صيفي العامين 1971 و1972. لم يغلق وقتذاك باب الديمقراطية تماما. على العكس من ذلك التقطت المملكة المغربية أنفاسها شيئا فشيئا، وصولا إلى تولي معارض هو عبدالرحمن اليوسفي موقع رئيس الوزراء في السنوات الأخيرة من عهد الحسن الثاني.

لا داعي إلى العودة إلى السنة 2011 وإلى إقرار الدستور الجديد في الوقت الذي كانت المنطقة كلّها تغلي.

ما لا مفرّ من الاعتراف به أنّ محمّد السادس كان دائما ملكا مبادرا. ليس الدستور الجديد وليست الانتخابات التي جرت بعد إقرار هذا الدستور في استفتاء شعبي سوى مثال حيّ على أن المغرب ينتمي إلى الدول الصاعدة. هذا لا يعني أنّه لا توجد شوائب بمقدار ما يعني أن بناء الدول الحديثة يقوم على شراكة في العمق بين محمّد السادس والمواطن العادي. يظل في أساس هذه الشراكة الثقة المتبادلة بين القصر والمواطن من جهة، وروح المبادرة لدى العاهل المغربي من جهة أخرى. هذه الثقة مكّنت المغرب من تفادي أزمات كثيرة. مكنته هذه الأزمات التي استطاع تطويعها من أن يكون أكثر ثقة بنفسه وبالمستقبل من دون أي عقدة من أي نوع كان. من يريد التأكد من ذلك يستطيع زيارة المغرب كي يرى بنفسه كلّ الأدلة على أن الاستثناء المغربي استثناء حقيقي.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: العرب

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمّد السادس والقدرة على المبادرة محمّد السادس والقدرة على المبادرة



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon