الصراع على عدن وأحداث 1986
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الصراع على عدن.. وأحداث 1986

الصراع على عدن.. وأحداث 1986

 لبنان اليوم -

الصراع على عدن وأحداث 1986

بقلم - خير الله خير الله

لم يبدأ الصراع على عدن أمس ولن ينتهي غدا. ليس طبيعيا التساؤل من يسيطر على عدن في الوقت الحاضر. الطبيعي أن تكون السيطرة على عاصمة الجنوب اليمني، ذات التاريخ العريق، للقوى التي لديها علاقة بعدن نفسها وطموحات أهلها والمحافظات المحيطة بها والقريبة منها مثل لحج والضالع.

لا يمكن السيطرة على عدن عبر قوى لا علاقة لها أصلا بالمدينة، بل تريد استخدامها قاعدة لها في خدمة مشروع سياسي غير قابل للتحقيق. يقوم هذا المشروع على استعادة الوحدة اليمنية انطلاقا من عاصمة الجنوب اليمني. ليس طبيعيا أن تكون السيطرة على عدن من شخص ليس لديه وجود في المحافظة التي ينتمي إليها، وهي محافظة أبين التي تقع على مسافة قريبة من عدن أيضا. ما نشهده اليوم في عدن هو استمرار لما حصل في الثالث عشر من كانون الثاني – يناير 1986 لا أكثر.

وقتذاك انتصرت قوى معينة في عدن، من منطلق مناطقي وقبلي قبل أي شيء آخر. بكلام أوضح انتصر عسكريو لحج والضالع على عسكريي أبين وشبوة الذين كانوا يسيطرون على البحرية وسلاح الجوّ. حسم المعركة الضابط هيثم قاسم طاهر، وكان من الضالع، وذلك بواسطة الدبابات التي كانت في إمرته ورجّح كفة الفريق المعادي لعلي ناصر محمّد.

ليس طبيعيا، بعد اثنين وثلاثين عاما على إزاحة علي ناصر محمّد، وهو من أبين، من موقع رئيس الدولة والأمين العام للحزب الاشتراكي الحـاكم، أن ينتصر في عـدن ضابط من الذين كانوا موالين له. عرفت جماعة علي ناصر محمّد التي خسرت السلطة في العام 1986 بتسمية “الزمرة”. كان عبدربّه منصور هادي الذي أصبح رئيسا موقتا في العام 2012، كما كان قبل ذلك نائبا للرئيس في عهد علي عبدالله صالح، من المنتمين إلى “الزمرة”. كان أيضا بين الذين لجأوا إلى صنعاء بعد “أحداث 13 يناير” التي اعتُبرت نقطة تحوّل على الصعيد اليمني ككلّ.

لم تكن تلك الأحداث، التي لم يستطع الاتحاد السوفياتي احتواءها، إشارة إلى انتهاء النظام في اليمن الجنوبي فحسب، بل مهّدت أيضا للوحدة اليمنية التي تحقّقت في الثاني والعشرين من أيار – مايو 1990.

في الثالث عشر من كانون الثاني – يناير 1986، انتصر خصوم علي ناصر محمد بعد مواجهات ذات طابع دموي سقط فيها ما يزيد على عشرة آلاف قتيل. لا أرقام دقيقة عن حصيلة تلك المعارك، لكن الثابت أنها كانت حربا أهلية تواجهت فيها محافظات مع محافظات أخرى. اضطر المنتصرون في تلك المواجهة، من عسكريي لحج والضالع، إلى الاستعانة بشخصيات مدنية من حضرموت لتشكيل غطاء لهم بعد تحقيق انتصار عسكري على “الزمرة”. كانت أبرز شخصيتين في تلك المرحلة علي سالم البيض الذي تولى الأمانة للحزب الاشتراكي الحاكم وحيدر أبوبكر العطاس الذي أصبح رئيسا للدولة. وكان هذان الموقعان في يد علي ناصر محمد قبل إزاحته نتيجة صراع دموي حاول خلاله التخلص من خصومه، فقتل، عبر مرافقه حسان، أربع شخصيات أساسية منهم. قُتل عبدالفتاح إسماعيل وعلي عنتر وصالح مصلح قاسم وعلي شايع. لم يوفق في التخلص من الآخرين الذين أصبحوا في الواجهة، خصوصا بعد الوحدة التي استمرت عمليا أربع سنوات.

عاد اليمن كله، في ضوء رغبة الحزب الاشتراكي بالعودة عن الوحدة في العام 1994، إلى نظام يتحكّم به علي عبدالله صالح من دون شراكة جنوبية تذكر. لم يكن عبدربّه منصور هادي الذي أصبح نائبا للرئيس سوى جزء من الديكور ليس إلا.

لا ضرورة لاستعادة كل الأحداث التي شهدها اليمن بشطريْه الشمالي والجنوبي منذ العام 1986. لكنّ ما لا مفرّ من الاعتراف به حاليا أن الرغبة لدى أكثرية الجنوبيين هي في الانفصال ولا شيء آخر. يعبّر “المجلس الانتقالي” عن هذه الرغبة. ما الذي يعنيه الانفصال؟ هذا موضوع آخر.

الأكيد أن لا مجال لإعادة الحياة إلى “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” التي كانت قائمة قبل الوحدة. وهذا يعني في طبيعة الحال أن لا مجال للعودة إلى بلد مستقل اسمه اليمن الجنوبي. لم يعد هناك ما يربط حضرموت من جهة بعدن أو بلحج والضالع من جهة أخرى. يمكن ربط حضرموت بشبوة في المستقبل. كما يمكن ربط عدن بمدينة مثل تعز تعتبر عاصمة الوسط اليمني ذي الكثافة السكّانية الكبيرة والأكثرية الشافعية.

منذ ما قبل اغتيال الحوثيين لعلي عبدالله صالح، قبل شهرين، هناك واقع جديد في اليمن. هناك “شرعية” لم تعرف كيف تتعاطى مع هذا الواقع وهناك قوى شعبية حقيقية في الجنوب. تضمّ هذه القوى الشعبية قسما من أهالي أبين أيضا. تحاول هذه القوى التكيف مع حال التشظي التي يعاني منها بلد لم يعد فيه مركز يمكن أن تدار شؤون الدولة الموحدة منه. كان علي عبدالله صالح أول رئيس لليمن الموحد وآخر رئيس له.

هذا هو الواقع اليمني الآن. شكلت الوحدة في مرحلة معينة ضرورة، خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان يسيطر على الجنوب إبان الحرب الباردة. حفظت الجنوب وساعدت في تفادي حروب بينه وبين الشمال. من المنطقي حاليا أن يبحث أهل كل منطقة في اليمن عن الصيغة التي تناسبهم. لم يعد مقبولا أن يعيش أهل عدن في ظـل فوضى مستمرة بحجة أن المدينة صارت عاصمة “الشرعية” في حين ليس لدى هـذه الشرعية ما يكفي من الشجاعة للإقامة في عدن والاهتمام بشؤون أهلها.

هل على أهل عدن والمناطق المحيطة بها انتظار تحرير صنعاء من الحوثيين كي يسمح لهم بالتفكير في كيفية استعادة التيّار الكهربائي؟

ليس معروفا بعد كيف ستنتهي الأمور في عدن، لكن من حق أهلها، في الوقت الذي يتراجع فيه الحوثيون في تعز، وفيما يتعرض هؤلاء لمزيد من الضغوط في صعدة، التفكير في أنفسهم أولا. عليهم التفكير في موقعهم على الخريطة الجديدة لليمن، وهي خريطة لن ترسم قبل حسم معركة صنعاء التي يبدو أنّها ستكون طويلة. هل على أهل عدن وما حولها وعلى الساكنين فيها وفي المحافظات القريبة انتظار نتائج معركة صنعاء كي ينعموا بحد أدنى من الأمن والخدمات العامة؟

لا شرعية لـ”الشرعية” في عدن. هذا عائد إلى أسباب تاريخية أولا. الشرعية الوحيدة هي لمن يستطيع الاستجابة لمطالب المواطنين وإبعاد عدن عن مزيد من العذابات في انتظار اليوم الذي قد يأتي أو لا يأتي… يوم تتبلور فيه صيغة جديدة لبلد تشظى لم يعد فيه مركز تدار منه شؤونه.

المصدر : جريدة العرب

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع على عدن وأحداث 1986 الصراع على عدن وأحداث 1986



GMT 15:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 16:42 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

GMT 11:13 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 17:50 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

نجاحات مغربية... و يقظة ضرورية

GMT 20:01 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon