أميركا والحربان الخاسرتان
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أميركا والحربان الخاسرتان

أميركا والحربان الخاسرتان

 لبنان اليوم -

أميركا والحربان الخاسرتان

بقلم ـ خير الله خير الله

ليس إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان حدثا عاديا، هو الذي نادى في أثناء حملته الانتخابية بالانسحاب العسكري من هذا البلد. إنه نقطة تحول على صعيد توجّه الإدارة الأميركية ودليل على خروجها من حال الانعزال التي حاول فرضها مساعدون لترامب كان آخرهم ستيف بانون الذي خرج، مشكورا، قبل أيّام قليلة من دائرة كبار الموظفين النافذين في البيت الأبيض.

لن يؤدي إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان إلى انتصار أميركي في الحرب على الإرهاب في بلد كان يؤوي أسامة بن لادن. لكنّ التحرّك الأميركي الأخير يشير إلى رغبة واضحة في عدم خسارة أفغانستان وتسليمها إلى حركة “طالبان” التي حمت في الماضي بن لادن و“القاعدة”، وأقامت معهما علاقات أقل ما يمكن أن توصف به أنّها من النوع الحميم. أكثر من ذلك، لا يمكن تجاهل الدور الإيراني في إبقاء التوتر قائما في أفغانستان في سياق سياسة تقوم على التدخل في كلّ دول المحيط، حتّى لو كان ذلك يعني إيواء عناصر من “القاعدة” في الأراضي الإيرانية.

من يقرأ نص خطاب ترامب، الذي أعلن فيه زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان، يدرك من دون أدنى شك أن الرئيس الأميركي يسعى إلى تفادي انهيار كامل في ذلك البلد يصبّ في مصلحة “طالبان” والذين يدعمونها، خصوصا في باكستان.

ليس جديدا أن تشكو الإدارة الأميركية من باكستان ومن دعمها لـ“طالبان” التي ارتدّت على القوى التي دعمتها في بداية صعودها باستثناء باكستان. ليس سرا أن “طالبان” من صناعة الأجهزة الأمنية الباكستانية، على رأسها جهاز الاستخبارات العسكرية. ليس سرّا أيضا أن هناك ارتباطات ذات طابع قبلي بين “طالبان” وباكستان وذلك عن طريق قبيلة الباشتون. ما ليس سرّا في طبيعة الأحوال أن الولايات المتحدة نفسها شجّعت في مرحلة معيّنة على قيام “طالبان” وعلى سيطرتها على باكستان وذلك في إطار الانتهاء من مرحلة الصراعات ذات الطابع القبلي والمناطقي وحتّى الديني والمذهبي، في مرحلة ما بعد سقوط النظام الموالي لموسكو بقيادة محمد نجيب الله في العام 1992.

سيطرت “طالبان” على معظم أراضي أفغانستان بعد العام 1996 بدعم أميركي وباكستاني. كان ذلك في سياق تنفيذ سياسة تقوم على إيجاد نوع من التهدئة والحكم المستقر يسهل تمرير أنابيب النفط الذي تنتجه الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي… وصولا إلى باكستان التي تمتلك موانئ لتصدير هذا النفط.

في مرحلة بات فيها الحكم في كابول مهدّدا، لم يعد أمام الإدارة الأميركية سوى خيار واحد. يتمثل الخيار في منع انهيار النظام الذي قام في أعقاب العملية العسكرية الأميركية التي أخذت شكل عملية لحلف شمال الأطلسي. ردّت الولايات المتحدة على غزوتي واشنطن ونيويورك في الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001 بإسقاط حكم “طالبان” التي رفضت تسليم أسامة بن لادن زعيم “القاعدة”، الذي كان تنظيمه وراء العمل الإرهابي الذي استهدف المدينتين الأميركيتين.

تكمن مشكلة الولايات المتحدة بكل بساطة في أنّها رفضت في أيّ وقت متابعة الحملة على “طالبان” والانتهاء منها. كان مطلوبا في كلّ وقت التعاطي مع الموضوع الأفغاني على مستويين. الأول باكستاني والآخر أفغاني. تعرف الولايات المتحدة، قبل غيرها، أن وجود “طالبان” مرتبط أساسا بالدعم الباكستاني. لم تسع جدّيا في أي وقت إلى وقف هذا الدعم، كما لم تقم بعملية عسكرية واسعة تقتلع “طالبان” من المناطق التي رسّخت فيها نفوذها.

تدفع الولايات المتحدة حاليا ثمن التهاون لسنوات طويلة في التعاطي مع باكستان و”طالبان”. إنّها تدفع في الحقيقة ثمن الذهاب إلى العراق قبل الانتهاء من حرب أفغانستان. بعد أحداث الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001، عقد اجتماع لكبار المسؤولين الأميركيين في كامب ديفيد.

في هذا الاجتماع الذي نشرت وقائعه مجلة “فانيتي فير”، طرح بول ولفويتز، الذي كان نائبا لوزير الدفاع، أن يكون الردّ على العمل الإرهابي الذي نفّذته “القاعدة” في العراق. أجابه كولن باول وزير الخارجية بأن لا علاقة للنظام العراقي الذي كان على رأسه صدام حسين بـ“القاعدة” وأحداث الحادي عشر من سبتمبر. أفهم باول ولفويتز أنّ الموضوع مرتبط بأفغانستان و“طالبان” التي تؤوي أسامة بن لادن.

في مرحلة لاحقة سئل ولفويتز لماذا أثار موضوع العراق، علما أن المسؤولية تقع على “طالبان” وأفغانستان، كان جوابه “زرعت البذور”. أي أنّه زرع بذور فكرة الحرب الأميركية على العراق. في آذار – مارس من العام 2003 وفيما كانت الحرب في أفغانستان في أوجها، وفيما كان أسامة بن لادن لا يزال طليقا في حماية زعيم “طالبان” الملا عمر، ثم في حماية الباكستانيين، اجتاحت القوات الأميركية العراق.

من أخذ الأميركيين إلى العراق؟ لا يزال ذلك لغزا. خسرت الولايات المتحدة حربين بعدما كان في استطاعتها الذهاب بعيدا في الانتهاء من “طالبان” لو كرّست قدرات جيشها لذلك. كان عليها الانتصار في أفغانستان قبل البحث في كيفية التخلّص من نظام صدّام حسين وإيجاد بديل صالح، وتقديم العراق على صحن من فضة إلى إيران.

ما حصل كان تشتيتا للقوة الأميركية ولا شيء آخر. لم تستطع الولايات المتحدة إقامة نظام قابل للحياة في أفغانستان، وما زالت باكستان تلعب دور الراعي لـ“طالبان”. بات نفوذ “طالبان” في باكستان نفسها من النوع الذي لا يمكن تجاوزه، خصوصا في ظلّ ارتباطها بالأجهزة الأمنية التي ترى في الهند العدو الأول لباكستان.

من يتمتع بمثل هذه العقلية لا يمكن أن يكون في أي وقت شريكا في الحرب على الإرهاب. هل بدأت الإدارة الأميركية تفهم ذلك بعدما وجه ترامب تحذيرا شديد اللهجة إلى إسلام أباد في خطابه الأخير المتعلق بزيادة التورط العسكري الأميركي في أفغانستان بدل الانسحاب منها؟

هناك واقع لم يعد في استطاعة الولايات المتحدة تجاهله، لا في أفغانستان ولا في باكستان التي تمرّ بمرحلة انتقالية في ضوء اضطرار رئيس الوزراء نواز شريف إلى الاستقالة. هذا الواقع الجديد ينسحب أيضا على العراق الذي لم يعد قابلا للحياة كدولة موحّدة بسبب النفوذ الإيراني الطاغي أولا، والشرخ المذهبي الذي يعاني منه البلد على كلّ المستويات.

لن يؤمن ما طرحه الرئيس الأميركي انتصارا عسكريا في أفغانستان، ولن يؤدي إلى أي تغيير جذري في باكستان. ما لا يمكن نسيانه أن الأميركيين قتلوا أسامة بن لادن في آبوت آباد داخل الأراضي الباكستانية في أيار – مايو 2011.

كل ما فعله دونالد ترامب أنه أعطى إدارته فرصة للتفكير في ما يمكن عمله في حال كان مطلوبا متابعة الحرب على الإرهاب وعدم الرضوخ لباكستان في أفغانستان ولإيران في العراق. هل لدى الفريق، الذي على رأسه الجنرال هربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي والجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع، ما يقدّمه لتحويل حربين خاسرتين في أفغانستان والعراق إلى حرب رابحة، في مكان ما، عن طريق البحث عن جذور الإرهاب ومن يستثمر فيه فعلا مستغلا كلّ الهفوات والأخطاء الأميركية استغلالا علميا؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا والحربان الخاسرتان أميركا والحربان الخاسرتان



GMT 17:20 2024 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

جزيرة المتعة!

GMT 22:10 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

المحاكمة

GMT 10:43 2022 الخميس ,28 إبريل / نيسان

المؤسسات والتطرف

GMT 12:43 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

عن سياسة جو بايدن نحو اليمن

GMT 10:52 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

معركة القضاء مرهونة بصلابة الموقف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon