الفراغ في غزّة والدور المصري
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الفراغ في غزّة... والدور المصري

الفراغ في غزّة... والدور المصري

 لبنان اليوم -

الفراغ في غزّة والدور المصري

بقلم : خير الله خير الله

ذروة منطق اللامنطق في غزّة احتمال التوصل إلى اتفاق على هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة “حماس” بضمانات مصرية. كلّ هذه الحروب وكلّ هذا الدمار وكلّ هذا البؤس والفقر من أجل هدنة كان يمكن الوصول إليها في اليوم الذي انسحبت فيه إسرائيل من القطاع صيف العام 2005.

يبدو الجانب الوحيد الإيجابي، في حال التوصّل إلى اتفاق هدنة أو تهدئة، اقتناع “حماس” بأنّ عليها أن تكون على علاقة أكثر من جيّدة مع مصر، بدل أن يتحوّل قطاع غزّة إلى قاعدة يستخدمها الإخوان المسلمون ومن لفّ لفّهم في التآمر على القاهرة وإرسال إرهابيين إلى سيناء وغير سيناء. ولكن ما العمل مع الشبق إلى السلطة الذي يتحكّم بالإخوان المسلمين وكل تصرفاتهم والذي يجعل منهم أسوأ ما أنتجته منطقة الشرق الأوسط في القرن العشرين؟

ليس مهمّا التوصل إلى هدنة بمقدار ما أن المهمّ الاستفادة من تجارب الماضي القريب ومن أنّ “حماس” لم تعمل منذ قيامها في العام 1987 سوى على تقويض المشروع الوطني الفلسطيني، وصولا إلى الهدنة الطويلة التي لا فائدة تذكر منها إلا خدمة الاحتلال الإسرائيلي. هذا لا يعني، بأيّ شكل، دعوة إلى استئناف إطلاق الصواريخ المضحكة المبكية في اتجاه الداخل الإسرائيلي أو إرسال شبان إلى خط الحدود مع إسرائيل كي يموتوا من أجل لا شيء، فيما العالم يتفرّج ويتفهّم للأسف الشديد قتل هؤلاء بدم بارد.

استطاعت “حماس” أن تكون منذ ولادتها مطيّة لكلّ من يريد تعطيل الحلّ السياسي في فلسطين. كانت مجرّد أداة لجأ إليها كلّ من كان يودّ الدخول في لعبة المتاجرة بالقضيّة الفلسطينية والفلسطينيين، بمن في ذلك إسرائيل. حصل كلّ ذلك على حساب فلسطين والفلسطينيين. تكفي الإساءة الأكبر التي ارتكبتها “حماس” في حقّ الشعب الفلسطيني. تتمثل هذه الإساءة في تصويره بشكل مسلّح يضع قناعا يطلق شعارات من نوع “فلسطين وقف إسلامي”.

 نجحت “حماس” إلى حد كبير في تحويل الشعب الفلسطيني من ضحيّة، يتعاطف معها من يمتلك حدّا أدنى من الشعور الإنساني في هذا العالم، إلى جلّاد لا همّ له سوى ممارسة الإرهاب على الشعب الفلسطيني نفسه. الدليل على ذلك أن طموح كل شاب فلسطيني في غزّة هو الهجرة منها. استطاعت “حماس” تحويل الأرض الفلسطينية إلى أرض طاردة لأهلها لا أكثر ولا أقلّ. هذا يتفق تماما مع ما تطمح إليه إسرائيل، إنْ لجهة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو لجهة ترسيخ الهوّة وتوسيعها بين الضفّة الغربية وغزّة.

كان في الإمكان، خصوصا بعد صيف العام 2005، لدى اتخاذ أرييل شارون قرارا أحاديّ الجانب يقضي بالانسحاب الكامل من قطاع غزّة وتفكيك المستوطنات فيه، تحويل غزّة إلى نموذج لما يمكن أن تكون عليه دولة فلسطينية مستقلّة “قابلة للحياة”.

كان في الإمكان استغلال فرصة الانسحاب الإسرائيلي والتعاطي مع الواقع، بدل الوقوع في فخّ لعبة الأوهام التي لم يجن منها الجانب الفلسطيني غير سلسلة من الكوارث التي لا تزال تأثيراتها تتفاعل إلى اليوم.

 كان في الإمكان الانطلاق من الانسحاب الإسرائيلي للتفاوض في شأن إعادة تشغيل مطار غزّة الذي افتتحه ياسر عرفات في العام 1998 في أثناء وجود الرئيس بيل كلينتون في القطاع. ما لبثت إسرائيل أن أغلقت المطار في العام 2001 في ظلّ قرار عسكرة الانتفاضة التي اندلعت بعد زيارة شارون للمسجد الأقصى أواخر العام 2000، ممهدا لوصوله إلى موقع رئيس الوزراء خلفا لإيهود باراك في شباط – فبراير من العام 2001.

الآن، هناك تفاوض من أجل إعادة فتح المطار الذي ربط طوال ثلاث سنوات قطاع غزّة بالعالم الخارجي!

قبل التفاوض في شأن إعادة فتح المطار وتشغيل الميناء وفتح المعابر، من الضروري التساؤل ما الذي أوصل الوضع في غزّة إلى ما وصل إليه. هذا هو التحدي الأكبر أمام “حماس”. تختزل هذا التحدي فكرة امتلاك شجاعة القيام بعملية نقد للذات. مثل هذه الشجاعة تعيد بعض الأمل للشعب الفلسطيني الذي يجد الآن أن قضيته باتت قضية هامشية بعدما كانت تشغل العالم.

ماذا تعني عبارة امتلاك الشجاعة الكافية للقيام بعملية نقد للذات؟ تعني أوّل ما تعني التساؤل لماذا أُغلق المطار بعد العام 2001؟ الجواب بكل بساطة أن الفلسطينيين لم يقدّروا النتائج المترتبة على قرار عسكرة الانتفاضة في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق أوسلو وعودة ياسر عرفات إلى رام الله بعد توقف في غزّة إثر مروره بمعبر رفح.

لعبت “حماس” كل الأدوار المطلوبة منها كي تكون هناك عسكرة للانتفاضة. لم يدرك ياسر عرفات في تلك المرحلة خطورة دخول مثل هذه اللعبة التي كان يشجّعها داعمو “حماس” في الخارج، على رأسهم إيران. هؤلاء تابعوا دعم “حماس” لاحقا في مرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي وصولا إلى تشجيعها على الانقلاب الذي نفّذته على السلطة الوطنية الفلسطينية منتصف حزيران – يونيو من العام 2007.

لا حاجة إلى استعادة مسلسل الأحداث من 2007 إلى يومنا هذا. إذا كانت “حماس” التي اعتمدت على الدعم الإيراني والتركي والقطري وصلت إلى شيء، فهي وصلت إلى طريق مسدود. واجهت في كلّ ما قامت به طريقا مسدودا ومأزقا، أكان ذلك عسكريا أم سياسيا.

 لم تشأ في أي وقت التراجع والاحتكام إلى المنطق، حتّى عندما تصدت إسرائيل بالقوّة للسفينة التركية التي سعت إلى فكّ الحصار عن القطاع. لم تكتف إسرائيل في أيّار – مايو 2010 بالاعتداء على السفينة “مرمرة” التي كانت تنقل متطوعين من أصحاب النيات الطيبة أرادوا إيصال مساعدات إلى أهل القطاع. كشفت أن تلك العملية التي تقف وراءها تركيا لم تكن أكثر من عملية دعائية وجزء من حملة علاقات عامة لتلميع صورة رجب طيّب أردوغان في العالم الإسلامي!

خاضت “حماس” حروبا عبثية عدّة مع إسرائيل. لا يزال هناك غزاويون ينامون في العراء إلى الآن بسبب هذه الحروب التي دمرت منازلهم. المهمّ اليوم ما الذي سيحصل بعد الاتفاق مع إسرائيل. إلى أين ستأخذ “حماس” أهل غزّة في ظل سلطة وطنية فلسطينية تعاني من الترهّل الشديد وحال ضياع حقيقية يعبر عنها العجز عن القيام بأي مبادرة في أيّ اتجاه كان، بما في ذلك حيال غزّة نفسها.

سيترتب على مصر أخذ المبادرة شاءت أم أبت. كان الاستخفاف بوضع غزّة وما يدور فيها في السنوات الأخيرة من عهد حسني مبارك من بين الأسباب التي جعلت من القطاع “ساحة” للآخرين، بما في ذلك للذين لا يريدون الخير لمصر من جهة، والقضاء على أي دور إقليمي لها من جهة أخرى.

ليس اتفاق الهدنة المتوقع سوى دليل على إفلاس “حماس”. إنّه إفلاس على كلّ المستويات ناجم عن فراغ لا يستطيع أي طرف آخر ملؤه… باستثناء مصر. هذه فرصة كي تثبت مصر أنّ المرحلة التي كان فيها لغزّة تأثير في القاهرة انتهت، وأن ما هو أكثر من طبيعي أن تكون اللعبة الدائرة في القطاع تدار من القاهرة وليس من أيّ مكان آخر.

المصدر : العرب
المقال يعبر عن رأس الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفراغ في غزّة والدور المصري الفراغ في غزّة والدور المصري



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon