الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى

الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى

 لبنان اليوم -

الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى

بقلم : خيرالله خيرالله

في الذكرى التاسعة والعشرين للوحدة اليمنية، لا مفرّ من الاعتراف أن تلك الوحدة صارت من الماضي. شهدت ولادة الوحدة في 22 أيّار – مايو 1990، وشهدت انتهاءها في بلد لم أكن أتصوّر يوما أني سأتعلّق به وبأهله إلى الحد الذي تعلّقت به.

دفعني ذلك التعلّق إلى وضع كتاب عن اليمن صدر قبل ثلاث سنوات تحت عنوان “حرائق اليمن”. كتبتُ مقدمة للكتاب تحسرت فيها على اليمن بعدما شعرت أن لا عودة إلى بلد موحّد، بل ستكون هناك كيانات عدّة سترى النور في يوم من الأيّام. صدر الكتاب قبل أن يغتال الحوثيون علي عبدالله صالح بدم بارد أواخر العام 2017.

كان لديّ شعور دفين بأن الحوثيين سيُقْدمون على هذه الخطوة بعدما غلب عليهم شعور بأنّ وجودهم في صنعاء أبدي، وأنّه لم تعد لديهم حاجة إلى المحافظة على حياة الرئيس السابق الذي كان أوّل رئيس لليمن الموحّد وآخر رئيس له. اعتقد علي عبدالله صالح أنّه سيكون قادرا على تدجين اليمن واليمنيين. استسلم في نهاية المطاف لقدره. ربّما كان يعتقد أنّ الحظّ لن يتخلّى عنه يوما بعد نجاته من محاولة الاغتيال التي تعرّض لها في الثالث من حزيران – يونيو 2011 في أثناء تأدية صلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة. لا تزال شهادتي عن اليمن التي كانت مقدّمة كتابي صالحة إلى اليوم، خصوصا أن الأسئلة المطروحة منذ ثلاث سنوات لا تزال هي نفسها.

كتبت وقتذاك: “عرفتُ اليمن قبل أن تطأ قدماي أرضه. كنت مهتّما بما كان يدور في الجنوب خصوصا أيّام “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”. ففي هذا البلد وصل حزب شيوعي عربي إلى السلطة. كان الحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الشيوعي العربي الوحيد، الذي استطاع ممارسة السلطة. سمح لي اهتمامي باليمن بأن أكون شاهدا على نهاية دولة الجنوب. كان ذلك في العام 1986، يوم الثالث عشر من كانون الثاني – يناير تحديدا، عندما حصل الانفجار الداخلي وتبيّن أن لا وجود لشيء اسمه حزب قائد وحاكم، بل قبائل وعشائر ماركسية تقاتلت في ما بينها من منطلق مناطقي إثر خلاف على السلطة.

شهدت بعد ذلك المرحلة التي مهْدت للوحدة اليمنية بين 1986 و1990، ثم توقيع اتفاق الوحدة وما تلا ذلك من تجاذبات أدّت إلى حرب صيف 1994 حين هزم علي عبدالله صالح بدعم من الميليشيات الإسلامية المختلفة وبعض الجنوبيين المشروع الانفصالي بقيادة الحزب الاشتراكي الذي كان على رأسه علي سالم البيض.

شهدت أيضا الصراع الذي دار في البلد بين 1994 و2011، عندما اضطر علي عبدالله صالح إلى تسليم السلطة إثر المحاولة الانقلابية التي تعرّض لها والتي كان الإخوان المسلمون رأس الحربة فيها. حصلت ثورة شعبية حقيقية في 2011 قادها شباب متحمّسون من ذوي النيّات الحسنة الذين أثّر فيهم “الربيع العربي”، لكن الإخوان عرفوا كيف يخطفون تلك الثورة، وصولا إلى ذلك اليوم (الثالث من حزيران – يونيو) الذي أرادوا فيه التخلّص جسديا من علي عبدالله في مسجد النهدين داخل دار الرئاسة.

سلّم علي عبدالله صالح، الذي بقي في السلطة ثلاثة وثلاثين عاما، الرئاسة بموجب المبادرة الخليجية إلى نائبه عبدربّه منصور هادي الذي أصبح في شباط – فبراير رئيسا انتقاليا لمدة سنتين، يبدو أنّها ستدوم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا…

شهدت أخيرا، ولكن من خارج اليمن، المرحلة الأخيرة من صعود الحوثيين الذين صاروا “أنصار الله” وتمدّدهم ثم انكفاءهم بعد شن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية “عاصفة الحزم”.

شهدت في الواقع انهيار دولة الجنوب ثم قيام دولة الوحدة ثم انهيار هذه الدولة، مع ما يعنيه ذلك من تفتيت لليمن. كان اليمنيون يخشون من الصوملة (نسبة إلى الصومال). حدثت الصوملة وهم الآن في مرحلة ما بعد الصوملة.

لا أدّعي أن في استطاعتي الإجابة عن سؤال من نوع: اليمن إلى أين؟ كلّ ما أستطيع قوله إن اليمن الذي عرفناه لم يعد موجودا، وأنّ العودة إلى صيغة الشطرين، أي إلى مرحلة ما قبل الوحدة، ليست واردة. السؤال الوحيد الذي يمكن طرحه كم عدد الدول أو الكيانات التي ستقوم في اليمن في مرحلة ما بعد انتهاء حروبه الطويلة؟ هل تنتهي هذه الحروب يوما، خصوصا بعدما وجدت “القاعدة” مقرّا لها في الأراضي اليمنية يعوض ما خسرته في أفغانستان؟

كنت مؤيدا للوحدة اليمنية ومتحمّسا لها في مرحلة معيّنة. نلتُ “وسام الوحدة”. لم أخجل من ذلك. ما زلت مؤمنا بأن الوحدة وفّرت على اليمن واليمنيين في تلك المرحلة الكثير من الدماء. لولا الوحدة، لما كان في الإمكان رسم الحدود البرّية بين اليمن وجاريه، المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، والحدود البحرية مع إريتريا التي سعت في مرحلة معيّنة إلى احتلال جزر يمنية مثل جزيرة حنيش في البحر الأحمر. قبل الوحدة لم يكن الجنوب قادرا على رسم الحدود مع السعودية بسبب مزايدات الشمال. ولم يكن الشمال يتجرّأ على خطوة من هذا النوع بسبب مزايدات الجنوب.

الأهمّ من ذلك كلّه، أن الوحدة كان يمكن أن تؤسس لنظام ديمقراطي قائم على التعددية الحزبية، يكون فيه تبادل سلمي للسلطة وحرّيات من كلّ نوع، خصوصا في مجال الإعلام. لكنّ كلّ ذلك بات من الماضي، كذلك احتمال قيام لامركزية موسّعة تسمح لكلّ مكوّن من مكوّنات اليمن بالتعبير عن نفسه بحريّة.

الآن، لم يعد ممكنا الدفاع عن الوحدة. صارت الوحدة اليمنية جزءا من الماضي، خصوصا أنّه لم يعد واردا حكم اليمن من “المركز”، أي من صنعاء، وخصوصا أن الصراع راح يدور ابتداء من العام 2010 داخل أسوار العاصمة.

لن أحاول الدخول في التكهّنات أو الخوض فيها. أقول ما أعرفه وعندما لا أعرف، أقول لا أعرف وأكتفي بالسكوت. لم أكن سوى صحافي شغوف باليمن أحبّ أهله واحترمهم وخرج، بعد ثلاثين عاما من مرافقة شبه يومية للحدث اليمني بانطباع واحد هو الآتي: كلّما عرفت اليمن واليمنيين، كلما اكتشفت كم أنك تجهله وتجهلهم.

هنا تنتهي مقدّمة الكتاب الذي شكل محاولة متواضعة للإحاطة بالظروف التي رافقت تشظي اليمن والأسباب التي تدعو إلى التفكير في البلد من منظار مختلف بعيد كلّ البعد عن الوحدة التي كانت خيارا لا مفرّ منه في العام 1990، مثلما أن خيار البحث عن صيغة جديدة لليمن هو خيار السنة 2019 أو خيار السنوات الثماني الماضية بعدما سهّل الإخوان المسلمون بانقلابهم على علي عبدالله صالح، وصول الحوثيين إلى صنعاء وإقامتهم إمارة إسلامية أقرب ما تكون إلى نسخة شيعية عن الإمارة التي أقامتها “حماس” في غزّة ابتداء من منتصف العام 2007…

في ذكرى الوحدة اليمنية، يبدو ضروريا أكثر من أيّ وقت، ولأسباب عملية أكثر من أيّ شيء آخر، التخلي عمّا بقي من أوهام، بما في ذلك وهم إمكان العودة إلى صيغة الشطرين، أو الدولتين المستقلتين في اليمن. ستكون هناك حاجة إلى سنوات طويلة قبل أن نعرف هل سيبقى شيء ما من الوحدة اليمنية غير ذكرى قيامها في يوم من الأيّام…
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon