ما كشفته بوينس أيرس
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ما كشفته بوينس أيرس

ما كشفته بوينس أيرس

 لبنان اليوم -

ما كشفته بوينس أيرس

بقلم - خير الله خير الله

قمة مجموعة العشرين، التي انعقدت في بوينس أيرس، كشفت أن وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان استطاع تجاوز أزمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية المملكة في إسطنبول، وذيولها.

لقاء زعماء العالم

كشفت قمة مجموعة العشرين (G20) التي انعقدت في بوينس أيرس أن وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان استطاع، إلى حدّ ما طبعا، تجاوز أزمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية المملكة في إسطنبول، وذيولها.

بعد مضيّ شهرين على حصول الجريمة المدانة بكل المقاييس، وعلى الرغم من الهجمة الشرسة التي استهدفت محمّد بن سلمان بالذات، استطاع وليّ العهد السعودي القيام بجولة عربية في طريقه إلى العاصمة الأرجنتينية. أهمّ ما في الأمر أن زعماء العالم، وقبلهم زعماء عرب، تصرّفوا مع محمّد بن سلمان بشكل طبيعي. خيبوا آمال أولئك الذين أرادوا الاستثمار في الجريمة عبر التصويب المباشر على وليّ العهد السعودي من منطلق محدّد. هذا المنطلق هو الرغبة في تصفية حسابات مع رجل لم يكن كثيرون يعتقدون أنّه سيصل يوما إلى موقع وليّ العهد بتلك السهولة. هناك، بكل بساطة، من لا يزال غير مصدّق لواقع يتمثل في أنّ محمّد بن سلمان أصبح وليّا للعهد. هذا ما يفسّر إلى حد كبير تلك الحملة التي استهدفته شخصيا بعد ذلك الخطأ الرهيب الذي وقع داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. إنْ دلّ هذا الخطأ على شيء، فهو يدلّ على أن السعوديين، كنظام، ما زالوا هواة على صعيد ممارسة لعبة القتل التي استهدفت ابنا مدللا لجهازهم الاستخباراتي. تربّى جمال خاشقجي في كنف هذا الجهاز قبل أن ينتقل إلى مكان آخر وتفتح له صفحات “واشنطن بوست” أبوابها، بقدرة قادر.

كان على السعوديين الذين يتحملون مسؤولية الجريمة الفظيعة أخذ العلم، قبل أيّ شيء آخر، أن شخصا حذرا إلى أبعد حدود مثل جمال خاشقجي ما كان ليدخل إلى قنصلية إسطنبول لو لم يكن متأكّدا من أن في داخل القنصلية ما يكفي من الكاميرات والميكروفونات لالتقاط كلّ حركة له وتسجيل كلّ كلمة ينطق بها منذ لحظة تجاوزه عتبة مدخل القنصلية. كان مفترضا بالذين وقفوا وراء الجريمة أخذ دروس لدى النظام السوري أو لدى الإيرانيين وذلك كي يثبتوا أنّهم دخلوا مرحلة الاحتراف التي تسمح بممارسة هواية قتل الآلاف من دون أن يرفّ جفن للمجتمع الدولي أو لـ”واشنطن بوست” التي تتجاهل عدد المعارضين الذين جرت تصفيتهم في إيران وخارج إيران، ونصف مليون سوري تخلّص منهم النظام والمشاركون في حربه على الشعب السوري منذ ما يزيد على سبع سنوات.

ليس ما يبرّر قتل جمال خاشقجي بأيّ شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة من الذرائع. لكنّ ليس ما يبرّر أيضا التغاضي عن جرائم وفظائع يرتكبها نظام مثل النظام السوري لم يتردّد لحظة في تهجير آلاف السوريين من أرضهم وقتل من لم يقبل من المواطنين السوريين بأن يكون مجرّد عبد ذليل لديه.

احتكّ محمد بن سلمان في بوينس أيرس بكبار زعماء العالم على نحو طبيعي. مازح بين الذين مازحهم ومازحوه فلاديمير بوتين ودونالد ترامب. كان دونالد ترامب مهّد لتجاوز قضية جمال خاشقجي عبر البيان الذي أصدره في العشرين من تشرين الثاني – نوفمبر الماضي، وهو بيان بالغ الأهمية نظرا إلى أنّه يشكل نقطة تحوّل توضح الأسس التي تقوم عليها السياسة الأميركية في المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج وكلّ ما جاورها.

عوّضت السعودية، عبر قمة مجموعة العشرين وما سبقها من زيارات لمحمّد بن سلمان شملت دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر وتونس، عن ذلك الخطأ المريع الذي ارتكب في إسطنبول. المهمّ الآن الاستفادة من هذا الخطأ “الأسوأ من جريمة” على حد تعبير جوزيف فوشيه وزير الشرطة لدى نابوليون الذي كان يعلّق على إعدام معارض من أبناء الأسرة المالكة في فرنسا. جيء بالرجل إلى فرنسا من ألمانيا من أجل استجوابه ومعرفة ما يدور بين المتآمرين على نابوليون وليس من أجل إعدامه. هذا هو الخطأ “الأسوأ من جريمة”.

بعد مضي شهرين على الجريمة التي ارتكبت في حقّ جمال خاشقجي يتبيّن أمران. الأول أن محمّد بن سلمان يتمتع بدعم عربي كبير. لو لم يكن الأمر كذلك لما كان استقبل بالطريقة التي استقبل بها في الإمارات والبحرين ومصر. في الإمارات، سار وليّ العهد السعودي بين الناس العاديين من مواطنين وأجانب في جزيرة ياس التي استضافت حلبتها للمرّة العاشرة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي “جائزة أبوظبي الكبرى” وهي المرحلة الأخيرة من بطولة العالم لسائقي السيّارات.

كانت تونس محطة مهمّة على الطريق إلى بوينس أيرس. في تونس فشلت كلّ المحاولات الهادفة إلى إظهار أن الإخوان المسلمين صاروا مسيطرين على البلد. ما زالت تونس تقاوم الإخوان ومن يقفون خلفهم. لا يزال في تونس، التي رحبّت بمحمّد بن سلمان، مكان للعقل المنفتح الساعي إلى تفادي السقوط في المشروع الإخواني بكلّ ما ينطوي عليه من تخلّف ونشر للبؤس.

أمّا الأمر الثاني الذي تكشف بعد شهرين على الجريمة، فهو أن شعار “أميركا أوّلا” الذي رفعه دونالد ترامب يعني بين ما يعنيه أن تطوير العلاقة الأميركية – السعودية يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة. هذا ما يفسّر إلى حد كبير كلّ هذا الاهتمام بشخص محمّد بن سلمان، وهو اهتمام لم يقتصر على ترامب وبوتين، بل شمل الرئيس الصيني كزي جيبينغ أيضا. لمن لديه أدنى شكّ في أهمية ما تعنيه الصين، يمكن إحالته إلى لغة الأرقام، أي إلى أن اقتصادها بات يمثل نسبة نحو 15 في المئة من الاقتصاد العالمي في مقابل نسبة أقلّ بقليل من 25 في المئة للاقتصاد الأميركي.

لن تتوقف الحملة على محمّد بن سلمان. هناك متضررون من وصوله إلى موقع وليّ العهد. كان جمال خاشقجي بين هؤلاء المتضررين الذين ارتبطوا بقوى إقليمية معيّنة كان رهانها على أن صعود نجم محمد بن سلمان سيتوقف في مرحلة معيّنة لأسباب مختلفة، بعضها مرتبط برؤية لم تعد موجودة للوضع الداخلي السعودي. هذا ما يفسّر إلى حد كبير كل هذا الاستثمار في الحملة غير الطبيعية على وليّ العهد السعودي. الأكيد أنّ مئات ملايين الدولارات وظفت في دعم من كان مفترضا بهم أن يكونوا مكان محمّد بن سلمان. لا شك أيضا أن مئات ملايين الدولارات وُظّفت في مجال العلاقات العامة في مختلف أنحاء العالم لإبقاء قضية جمال خاشقجي في الواجهة. لذلك لا يمكن الاستهانة بأعداء محمّد بن سلمان وجهودهم الدؤوبة من أجل إفشاله.

يبقى أنّ قمة بوينس أيرس كانت نقطة تحوّل. تماما مثلما كان بيان دونالد ترامب قبل عشرة أيّام من القمّة. أعطى البيان الصادر عن البيت الأبيض الأولوية للخطر الإيراني وكيفية مواجهته، مع ما يعنيه ذلك من وضع لقضية جمال خاشقجي في إطارها الصحيح وحجمها الحقيقي لا أكثر ولا أقل…

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كشفته بوينس أيرس ما كشفته بوينس أيرس



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon