المسيحيون في لبنان ضحية ميشال عون
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

المسيحيون في لبنان ضحية ميشال عون

المسيحيون في لبنان ضحية ميشال عون

 لبنان اليوم -

المسيحيون في لبنان ضحية ميشال عون

خير الله خير الله
بقلم - خيرالله خيرالله

ما يحدث من تفكّك داخل ما يسمّى “التيار العوني”، أمر أكثر من طبيعي يعبّر أفضل تعبير عن مأساة المسيحيين في لبنان الذين ساروا بأعداد كبيرة في مرحلة معيّنة خلف رجل يجمع بين الجهل والانتهازية بأفضل صورهما. إنّه تفكّك أكثر من طبيعي في ضوء استهلاك “حزب الله” لـ“التيار”، بعدما عصره عصر البرتقالة حتّى آخر نقطة منها. لم يعد ممكنا استمرار “التيّار” في وظيفته وتأدية الدور المطلوب منه. انتفت الحاجة إلى دور لـ“التيار” الذي لم يكن يوما، عبر مؤسسه ميشال عون، سوى أداة لدى الأدوات. كان دائما الأداة المفضلة لدى الأدوات، أكانت سوريّة أو إيرانيّة. هذا دور أداه “التيّار” ومؤسسه في محطات عدة صبّت كلّها في تهجير أكبر عدد من اللبنانيين، خصوصا المسيحيين من البلد وتحويله إلى مزرعة للنظام السوري في مرحلة معيّنة ثم لـ“الجمهورية الإسلاميّة” في مرحلة لاحقة وصولا إلى الوضع الذي يمرّ به لبنان واللبنانيون حاليا. يتمثل الوضع الحالي للبنان بأنّه بلد في مهب الريح لا يمتلك قراره، بما في ذلك قرار الحرب والسلام، الذي صار في يد إيران.

كان من أبرز المحطات، التي يبدو مفيدا التوقف عندها، وصول ميشال عون إلى قصر بعبدا في العام 1988 في نهاية عهد الرئيس أمين الجميّل. كان ميشال عون وقتذاك قائدا للجيش. لم تكن من مهمّة للحكومة التي شكلها سوى انتخاب رئيس للجمهوريّة خلفا لأمين الجميّل. من قصر بعبدا، تملّق ميشال عون، الرئيس السوري وقتذاك، حافظ الأسد الذي كانت لديه أسبابه لمنع وصوله إلى الرئاسة. يبدو أنّ الأسد الأب كان يمتلك تقارير عن شخصيّة قائد الجيش اللبناني الذي انتقل إلى قصر بعبدا وعن أنّه شخص غير سوي وانفعالي لا يمكن الاعتماد عليه كلّيا. كان ردّ من بات يسمّى “الجنرال” بأن فتح خطّا مع الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين غريم حافظ الأسد الذي كان خارجا للتوّ من شبه انتصار في حرب السنوات الثماني مع إيران (1980 – 1988). كانت تلك خطوة، في اتجاه صدّام، تعكس جهلا في السياسة، إقليميا ودوليا، من جهة، ورغبة في الاستفادة من إغداقات الرئيس العراقي الذي دفع ثمن رسائل التحدي التي وجهها ميشال عون إلى حافظ الأسد من دون إدراك لأبعاد ذلك وعمق العلاقة التي أقامها النظام السوري مع اللاعبين الإقليميين والدوليين، بمن في ذلك إسرائيل نفسها، من جهة ثانية.

في خلال وجوده في قصر بعبدا بين أيلول – سبتمبر 1988 وتشرين الأول – أكتوبر 1990، ارتكب ميشال عون سلسلة من الجرائم حوّلت المسيحيين إلى ضحية من ضحاياه. وقف في وجه اتفاق الطائف ومنع الرئيس المنتخب رينيه معوّض من دخول القصر الرئاسي. سهل على الأجهزة السوريّة اغتيال معوض الذي لم يكن أداة طيعة لدى النظام السوري، بل كان تعبيرا عن الغطاء العربي والدولي للطائف. ذهب إلى أبعد من ذلك عندما دخل في مواجهة عسكريّة مع “القوات اللبنانية” متسببا بتدمير كبير للمناطق المسيحية وتهجير للمسيحيين وذلك بعدما خاض حربا مع المسلمين تحت عنوان “حرب التحرير”…

ليس ما يدعو إلى التوقف طويلا عند الخدمات التي أداها ميشال عون للنظام السوري في أثناء وجوده في قصر بعبدا بين 1988 و1990، خصوصا عندما دمّر الوجود المسيحي في لبنان وعجز عن قراءة التغيرات الإقليمية، خصوصا في ضوء غزو صدّام حسين للكويت وانضمام حافظ الأسد إلى التحالف الدولي الهادف إلى إخراج الجيش العراقي من هذا البلد. لكنّ الأكيد أن المسيحيين في لبنان لم يتعلّموا شيئا من المغامرات التي خاضها ميشال عون الذي أصبح لاحقا، في 31 تشرين الأوّل – أكتوبر 2016 رئيسا للجمهورية بصفة كونه مرشّح “حزب الله”، أي مرشح إيران لهذا الموقع. لم يكن ممكنا وصول الرجل إلى قصر بعبدا لولا الرعاية التي وفرها له صهره جبران باسيل الذي أخذ على عاتقه تدجينه وجعله في تصرّف الحزب، خصوصا في خدمة سلاحه غير الشرعي الذي قتل، بين من قتل، رفيق الحريري… وها هو يعمل حاليا على قتل لبنان.

ليس الحقّ كلّه على ميشال عون وما يمثله من انهيار للقيم والوعي السياسي. الحقّ على المسيحيين عموما الذين ارتضوا، خصوصا بعد اغتيال رفيق الحريري، السير مجددا خلف رجل أخذهم إلى الخراب. جاء ميشال عون وصهره إلى مجلس النواب بنواب من سقط المتاع. هبط مستوى التمثيل في مجلس النواب إلى درجة خلف فيها نسيب لحّود، رحمه الله، في المتن نواب من طينة إبراهيم كنعان ونبيل نقولا. لا يحقّ لأي نائب “عوني” الاعتراض على جبران باسيل، كون الرجل أوصل هؤلاء النواب إلى المجلس بعدما وضع نفسه في تصرّف “حزب الله”، بكلّ ما يمثله. فعل ذلك تحت لافتة السلاح يحمي الفساد… وإيصال الجهلة إلى مواقع وزارية ومناصب عليا في الدولة بحجة حماية حقوق المسيحيين!

لم يكن السقوط المسيحي وليد البارحة. ولد هذا السقوط من رحم اتفاق القاهرة في العام 1969، وهو اتفاق أيده في حينه الزعماء المسيحيون، باستثناء ريمون إده. لم ينبس الشارع المسيحي ببنت شفة. على العكس من ذلك، ذهب الشارع المسيحي إلى اتفاق القاهرة ثم ذهب إلى محاربة ظاهرة الشهابية التي كانت ضمانة لمستقبل المسيحيين الذين اختاروا في العام 1970 سليمان فرنجيّة رئيسا للجمهوريّة بدل إلياس سركيس. أسس ذلك لحرب أهلية بدأت في العام 1975. لا يزال لبنان يدفع إلى اليوم ثمن وصول سليمان فرنجيّة الجدّ إلى موقع رئيس الجمهوريّة.

في عهد ميشال عون انهار لبنان. انهار، بين ما انهار، النظام المصرفي وجرى تفجير مرفأ بيروت. تفكّك “التيار العوني” أم لم يتفكّك، تلك ليست المسألة. صدق الرجل مرّة واحدة وحيدة في حياته عندما قال إنّ لبنان “ذاهب إلى جهنم”. هذا ما حصل بالفعل وثمة من يعتقد أن البلد ما زال في بداية هذا الطريق…

نقلا عن العرب

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسيحيون في لبنان ضحية ميشال عون المسيحيون في لبنان ضحية ميشال عون



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon