محمّد السادس في ماليكلام من نوع آخر
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

محمّد السادس في مالي...كلام من نوع آخر

محمّد السادس في مالي...كلام من نوع آخر

 لبنان اليوم -

محمّد السادس في ماليكلام من نوع آخر

خيرالله خيرالله

ليس بالقوة وحدها يمكن مواجهة الارهاب والتطرف والقضاء عليهما. نجح المجتمع الدولي الى حدّ كبير في التصدي للارهاب والارهابيين "والقوى الظلامية والانفصالية" في مالي. الدليل على ذلك، اعادة سلطة الدولة الى الشمال واخراج المتطرفين منه، كما أُمكن انتخاب رئيس جديد. لكنّ الحاجة أكثر من أي وقت الى سياسة متكاملة تتجاوز استخدام القوة والجيوش، وذلك ليس حماية لمالي وحدها، بكل ما تمثّله على الصعيد الانساني والحضاري والثقافي والديني، بل حماية للاستقرار في منطقتي شمال افريقيا والساحل ايضا. كان الاحتفال الذي أقيم في باماكو الخميس الماضي، في مناسبة تنصيب رئيس الجمهورية ابراهيم بوباكار كيتا، مناسبة لسماع كلام من نوع آخر يتطلع الى المستقبل، أو على الاصح كلام عن كيفية الاستثمار في المستقبل. كانت حفلة التنصيب مناسبة كي يؤكد المغرب بلسان الملك محمّد السادس أنّ ثمة حاجة الى تلك السياسة المتكاملة التي تغطي كلّ الحقول، خصوصا اذا كان مطلوبا في نهاية المطاف اختيار نهج البناء. كان محمّد السادس في غاية الصراحة في خطابه عندما قال:" ان كلّ البلدان الافريقية الشقيقة يجب أن تلعب دورا جوهريا في عملية اعادة البناء المهمّة التي انتم مقبلون عليها. وامام كلّ الرهانات المطروحة، فان بعض الدول والاطراف، مع كامل الاسف، لا تعمل الاّ على الهدم والتخريب، في الوقت الذي تختار فيه دول أخرى نهج البناء واعادة الاعمار". بالنسبة الى بلد مثل مالي تعرّض أخيرا لما تعرّض له، يبدو الخيار واضحا. انه بين التخريب من جهة والبناء من جهة أخرى. ما لا يمكن تجاهله في أيّ شكل أن فرنسا التي تمتلك مصالح ضخمة في افريقيا تدعوها الى المحافظة على الاستقرار، حماية لنفسها أوّلا، أدت واجبها. أقدم الرئيس فرنسوا هولاند على خطوة شجاعة تمثّلت في ارسال قوات فرنسية قضت على الارهابيين، الى حدّ كبير، واعادت مناطق كاملة الى سلطة الدولة وأمّنت بقاء مالي موحّدة ليس في جزء من اراضيها قاعدة لـ"القاعدة" وما شابهها من تنظيمات ارهابية تهدّد كلّ دول المنطقة. لم يفت العاهل المغربي شكر فرنسا على الجهد الذي قامت به وعلى التضحيات التي قدّمتها. اعطى لكلّ ذي حقّ حقّه. قال في هذا المجال:" أجدد عبارات الشكر لرئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرنسوا هولاند على الدعم الصريح والحاسم الذي قدّمه بلده الصديق ولدينامية ديبلوماسيته وشجاعتها في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في مالي". لا وجود لعقدة مغربية، لا تجاه فرنسا ولا تجاه غيرها. عندما تقدم فرنسا على عمل جيّد يصبّ في خدمة الاستقرار ومكافحة الارهاب، لا يمكن الاّ الاعتراف بذلك. ما قامت به فرنسا في مالي يخدم الاستقرار. يكفي أن قواتها اعدت مدينة مثل تمبكتو تعرّضت لما تعرّضت له آثارها ومزاراتها وأضرحتها وثرواتها الدينية والانسانية من تخريب، لتوجيه الشكر اليها...بدل تجاهل ذلك كما يفعل كثيرون، أي "بعض الدول والاطراف، التي تعمل مع كامل الاسف، الا على الهدم والتخريب" على حدّ تعبير محمّد السادس. من هذا المنطلق، كان لا بدّ من تعاون أقليمي من أجل طي صفحة الماضي الاليم في مالي. وهذا يعني في طبيعة الحال تحديد الخطوات الواجب اتباعها في الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة وذلك لتأكيد أن "حلم مالي كبلد ينعم بالسلم أصبح حقيقة". قال العاهل المغربي:" "اننا بمقدار ما نهنئ انفسنا جميعا على هذا الانتصار الجماعي على قوى الظلامية والانفصال في مالي، اننا ندرك أيضا حجم التحديات التي تنتظر هذا البلد خلال مرحلة المصالحة الوطنية واعادة البناء التي هو مقبل عليها". هناك بكلّ بساطة رغبة دولية واقليمية بمساعدة مالي. دور المغرب في هذا المجال لا يقتصر على أن يكون قدوة للآخرين عن طريق مبادرته، مثلا، الى أقامة مستشفى عسكري ميداني متعدد الاختصاصات في باماكو. ان الدور المغربي يتمثّل في النظر الى بعيد ورسم اطار يصلح لمعالجة ألازمة التي مرّ بها البلد أيضا. ولذلك، كان على محمّد السادس التذكير بأنّ "التفرّد الثقافي الذي يميز مالي كان دائما، ولا يزال يشكّل، أحد المكوّنات الاساسية للتراث الاسلامي وللهوية الافريقية. لذا، فانّ أي مبادرة دولية يتم التنسيق بشأنها من دون ايلاء البعد الثقافي والعقائدي الاهمّية التي يستحقّها، سيكون مصيرها الفشل. فالشراكة التي تنوي المملكة المغربية عرضها من أجل اعادة بناء مالي، ماديا ومعنويا، تندرج ضمن هذا التوجه. أن ترميم مخلفات التخريب المادي ومعالجة الجروح المعنوية، يتطلب اعادة بناء الاضرحة واصلاح المخطوطات وترميمها وحفظها وانعاش الحياة الاجتماعية والثقافية". مضيفا:" ان الاسلام في المغرب ومالي واحد، ممارسة وتقليدا. انه اسلام متشبّع بالقيم نفسها المبنية على الوسطية والاعتدال وبتعاليم التسامح والانفتاح على الآخر. وانطلاقا من هذا الرباط العقائدي المشترك، يطيب لي أن أعبر عن ترحيبي بالاتفاق الذي سيتم توقيعه والمتعلّق بتكوين خمسمئة امام مالي في المغرب خلال السنوات المقبلة". سيكون تكوين هؤلاء لمدة سنتين "استنادا الى دراسة المذهب المالكي، اساسا، والتعاليم الفقهية والاخلاقية التي تنبذ كلّ أنواع الغلو والتكفير". لم تأت زيارة محمّد السادس لمالي من فراغ. دخل البلد المهمّ، من كلّ النواحي، الذي تعرّض لهزة قوية كادت أن تقضي عليه وتحوّل أجزاء منه مرتعا للارهاب والتطرف، مرحلة جديدة. من يريد دعم هذه المرحلة عليه الانتقال الى الافعال وليس الاكتفاء بالكلام. من يريد بالفعل الاستقرار في المنطقة ومكافحة الارهاب بدل الشكوى منه في الداخل والتشجيع على تصديره الى خارج حدوده، لا يستطيع الوقوف موقف المتفرّج. فالحريق المالي كان يمكن أن تمتد الى كلّ دول المنطقة. المهم اطفاء الحريق داخل مالي نفسها. هذا ما حصل فعلا. أما المعالجة في المدى الطويل فلا يمكن الا أن تكون من خلال مقاربة شاملة وسياسة متكاملة. انه الخيار الوحيد المتاح لمن يريد حماية نفسه أوّلا والمساعدة في دعم الاستقرار الاقليمي ثانيا واخيرا...    

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمّد السادس في ماليكلام من نوع آخر محمّد السادس في ماليكلام من نوع آخر



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon