هل يعود شعار الى الثكنات يا حشرات في السودان
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

هل يعود شعار الى "الثكنات يا حشرات" في السودان ؟...

هل يعود شعار الى "الثكنات يا حشرات" في السودان ؟...

 لبنان اليوم -

هل يعود شعار الى الثكنات يا حشرات في السودان

خيرالله خيرالله

من الباكر تقييم ما يمكن أن تؤول اليه الاوضاع في السودان وهل ستكون ثورة أخرى في هذا البلد الذي قسّم حديثا وبات أول دولة عربية تدخل هذه التجربة. لكنّ، الملفت أن السودان الذي يعاني أهله من الفقر ليس دولة فقيرة ومعدم  حتى ينزل المواطنون الى الشارع احتجاجا على رفع اسعار الوقود. نعم، ان السودان ليس دولة فقيرة، بل كان يمكن أن يكون من بين أغنى الدول العربية، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار مساحة اراضيه الزراعية ومرور النيل فيها وارتفاع ثمن المواد الغذائية بالطريقة التي ارتفع بها في السنوات القليلة الماضية. تبدو مشكلة السودان، الذي يشهد حاليا موجة اضطرابات تشرع الابواب أمام كلّ الاحتمالات، بما في ذلك تفتيت البلد، في انه يختصر مأساة الدول العربية الحديثة الاستقلال، نسبيا طبعا. انها الدول التي لم تحسن تدبير امورها بعد خروج المستعمر الذي عاد بين المواطنيين من يحنّ الى ايامه، تماما كما يحنّ أهل عدن لايام الحكم البريطاني الذي رحل في العام 1967. لم تستطع هذه الدول اقامة ادارة فعالة فانتهت الى تحوّلها دولا تتحكّم بها انظمة عسكرية فاسدة عاجزة عن حلّ أي مشكلة من المشاكل المطروحة، خصوصا على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. لم تستطع هذه الدول العربية، بينها السودان، اقامة مؤسسات حديثة قادرة على التكيّف مع مرحلة الاستقلال. فالسودان استقل في اليوم الاوّل من السنة 1956. وكانت تسود البلد تقاليد ديموقراطية عريقة. من بين هذه التقاليد، ذات الطابع الحضاري أن اسماعيل الازهري رئيس الوزراء وقتذاك، رفع علم دولة الاستقلال والى جانبه زعيم المعارضة محمّد أحمد محجوب. كان الأزهري من خريجي الجامعة الاميركية في بيروت (العام 1030)، أما محجوب، فكان مهندسا تخرّج من كلّية غوردونز المشهورة في الخرطوم ثم درس المحاماة وعمل قاضيا كما كان خطيبا مفوّها. لا شكّ أن عوامل كثيرة ساهمت في وصول السودان الى ما وصل اليه. في مقدّم هذه العوامل غياب أي نضج لدى السياسيين الذين تعاقبوا على السلطة وشكلوا حكومات فاشلة  ممهدين الطريق أمام الانظمة العسكرية التي تحكمت بالبلد لفترات طويلة وعلى مراحل بدءا من العام 1958. لم تستطع هذه الانظمة العسكرية الذي لا يزال آخرها في السلطة، منذ العام 1989، تقديم أي حلول لمشاكل السودان. أضطر النظام االحالي، الذي يواجه ثورة شعبية، يمكن أن تتسع لتشمل كل انحاء البلد، الى اللجوء الى خطوة تقسيم السودان لعلّ ذلك يخرجه من ازمته المستعصية. يمتلك النظام السوداني الحالي قدرة كبيرة على المناورة جعلته يتخلى عن الجنوب من أجل ألمحافظة على نفسه. تخلّى النظام الذي يقوده عمليا الفريق عمر حسن البشير ونائبه السيد علي عثمان طه، عن الجنوب من أجل التمسّك بطريقة أفضل بالشمال. الهى السودانيين طويلا باتفاق مع الجنوبيين وقّع في العام 2005 ثم باستفتاء عام أفضى الى انسلاخ الجنوب واستقلاله. غامر نظام البشير، الذي يعتبر علي عثمان طه شريكا أساسيا فيه بصفة كونه ممثلا لقسم كبير من الاخوان المسلمين،بالذهاب بعيدا في اللعبة السياسية وصولا الى تقسيم البلد. وقد استقلّ الجنوب فعلا في تموز- يوليو من العام 2011 ولكن من دون أن يؤدي ذلك الى زوال كلّ المشاكل مع الشمال بدليل الخلاف المستمر على مناطق معيّنة بينها أبيي، اضافة الى النزاع المزمن في شأن النفط الذي معظمه في الجنوب والذي لا يمكن تصديره الا عبر الانابيب التي تمرّ في أراضي الشمال. أكثر من ذلك، لم يؤد تقسيم البلد الى حلول للمشاكل الخاصة بالشمال نفسه. لا تزال مشكلة دارفور قائمة. ولا تزال هناك مشاكل كبيرة في ولايات عدة تشهد تمردا مسلحا. ما يتبيّن اليوم، في ضوء تصاعد التحرك الشعبي الذي بدأ باحتجاجات على رفع اسعار الوقود، أن تقسيم البلد كان أقرب الى مسكّن. انتهى الآن مفعول المسكّن. لم يعد أمام النظام سوى العودة الى المربّع الاوّل. وهذا يعني في طبيعة الحال أن عليه مواجهة المشاكل المؤجلة. ما العمل، مثلا، بالولايات المتمردة التي تجعل معظم الموازنة تصرف على القوات المسلحة التي تخوض معارك لا طائل منها وعلى الاجهزة الامنية التي لا همّ لها سوى حماية النظام العسكري- الاخواني وقمع المواطن؟ لم يعد السؤال هل تتسع رقعة الاضطرابات في السودان أم لا؟ السؤال الى متى يمكن ان يبقى في السلطة نظام عسكري- اخواني ذهب الى حدّ تقسيم البلد، لكنّه لم يجد أي حلّ لمشاكل السودان الذي يظلّ مرشحا لان يكون سلّة غذاء العالم العربي، فاذا به ينتقل من فشل الى آخر، حتى في القطاع الزراعي. استخدم النظام كلّ الوسائل المتاحة من أجل البقاء في السلطة طوال اربعة وعشرين عاما. استطاع البشير حتى التذاكي على اخواني حاذق مثل حسن الترابي وادخاله السجن مرة تلو الأخرى بعدما كبر حجمه واراد تحويل نفسه الى الرجل القويّ في السودان. ولولا تدخّل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مرّتين، لكان الترابي تعرّض للاعدام. ما يمكن أن يفاجئ البشير الآن أن عهد المناورات السياسية وغير السياسية انتهى وذلك بغض النظر عن الجرأة التي يتمتع بها البشير  وعلي عثمان محمّد طه. الشعب السوداني يريد أن يأكل. هل يتصرّف الرئيس السوداني مثلما تصرّف الضابط ابراهيم عبّود في العام 1964؟ وقتذاك، عرف الفريق عبّود، الذي كان على رأس الانقلاب العسكري اوّل في السودان، أن ساعة الرحيل دقت، خرج من قصر الرئاسة بمجرّد ان نزل المواطنون الى الشارع وهم يصيحون "الى الثكنات يا حشرات"! وفّر ابراهيم عبّود الكثير على السودانيين. هل في استطاعة البشير تكرار تلك التجربة، على الرغم من أن السودان تغيّر كثيرا وأن احزابه ترهّلت من دون أن تخفّ حماسة السودانيين الى حكم مدني لم يلب الآمال المعلّقة عليه يوما...  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يعود شعار الى الثكنات يا حشرات في السودان هل يعود شعار الى الثكنات يا حشرات في السودان



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon