محور الممانعة يتيم كوريا الشمالية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

"محور الممانعة" يتيم كوريا الشمالية

"محور الممانعة" يتيم كوريا الشمالية

 لبنان اليوم -

محور الممانعة يتيم كوريا الشمالية

بقلم : خير الله خير الله

لا تستطيع إيران الاعتراف بأن اقتراب كيم جونغ أون من لغة العقل ستكون له انعكاسات عليها، عاجلا أم آجلا، وأن من مصلحتها السير على خطى الرفيق كيم والاستفادة من تجربته.

لا يبدو صمود النظام الكوري الشمالي أكيدا
ليس إعلان كوريا الشمالية تجميد تجاربها في المجال النووي ومجال إطلاق الصواريخ الباليستية سوى استسلام لمنطق يقول إن مثل هذه التجارب لا تطعم الشعب خبزا. إنّها أخبار سيئة لما يسمّى “محور الممانعة”. سيحاول هذا المحور التخفيف قدر الإمكان من رضوخ كيم جونغ أون للضغوط الأميركية وإقناع نفسه بأن بيونغ يانغ حققت انتصارا جديدا على واشنطن.

 هذا عائد إلى سببين. الأوّل أن كوريا الشمالية تلعب دورا كبيرا في تصدير التكنولوجيا المرتبطة بالصواريخ الباليستية وتطوير البرنامج النووي لدولة مثل إيران. يعود السبب الآخر إلى أنّ النظامين السوري والإيراني يعتبران كوريا الشمالية نموذجا للدولة القادرة على تحدّي واشنطن، والرئيس دونالد ترامب تحديدا.

ليس سرّا أنّ القرار الكوري الشمالي اتخذ بعد زيارة سرّية قام بها لبيون غيانغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إي) مايك بومبيو أحد صقور الإدارة في ما يخص الموضوع الإيراني. وبومبيو مرشح لتولي وزارة الخارجية الأميركية خلفا لركس تيلرسون، لكن تعيينه رسميا في هذا الموقع لا يزال ينتظر موافقة الكونغرس.

لا تستطيع إيران الاعتراف بأنّ اقتراب كيم جونغ أون من لغة العقل والمنطق ستكون له انعكاسات عليها، عاجلا أم آجلا، وأن من مصلحتها السير على خطى الرفيق كيم والاستفادة من تجربته. أفضت هذه التجربة إلى الاقتناع بأنّ كلّ الكلام الكبير عن تطوير سلاح نووي وصواريخ باليستية لا معنى له في بلد يموت المواطن فيه من الجوع. هناك فقر ليس بعده فقر في كوريا الشمالية. هناك أناس يحاولون سد جوعهم عن طريق تحويل جذور الأشجار إلى طعام.

هناك آلاف ماتوا جوعا في أواخر تسعينات القرن الماضي ولم يستطع النظام تقديم شيء لهم باستثناء القمع والسعي إلى إسكاتهم خوفا من انكشاف حجم المأساة أمام العالم الخارجي، خصوصا أمام كوريا الجنوبية. لعلّ أقرب الأنظمة العربية إلى كوريا الشمالية هو النظام السوري. سار هذا النظام على خطى التوريث عندما اختار حافظ الأسد أن يكون خليفته ابنه بشّار. كان الأسد الأب تلميذا نجيبا لكيم إيل سونغ مؤسس النظام الجمهوري القابل للتوريث.

 استطاع كيم إيل سونغ توريث نجله كيم جونغ إيل، واستطاع كيم جونغ إيل توريث الحفيد كيم جونغ أون ذي الطباع الغريبة. لدى الزعيم الكوري الشمالي الحالي ما يكفي من هذه الطباع كي يتراجع فجأة عن كلّ عنترياته وتهديداته، ويدرك أن المخرج الوحيد أمامه هو قبول الشروط الأميركية. تعني هذه الشروط بين ما تعنيه التخلي عن سياسة تصبّ في تزويد الدول المارقة بتكنولوجيا الصواريخ وما شابه ذلك من أجل حفنة من الدولارات لا يستفيد منها الشعب بأي شكل.

لم تحل هذه الطباع الغريبة دون اعتراف كيم جونغ أون أخيرا أنّ لديه حاجة إلى إنقاذ ماء الوجه للتغطية على إفلاس نظامه. فزيارة بومبيو التي تلاها الإعلان عن تجميد التجارب الصاروخية والنووية ستمهد للقاء بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس ترامب في حزيران – يونيو المقبل. مثل هذا اللقاء الذي ستسبقه قمة بين الكوريتين سيكون حدثا تاريخيا وبداية انفتاح لا سابق له في شبه الجزيرة التي لا تزال تعيش في أجواء الحرب الباردة، على الرغم من مضي ثلاثة عقود تقريبا على سقوط جدار برلين.

ستهبّ رياح التغيير على كوريا الشمالية وعلى شبه الجزيرة الكورية أيضا. لم يعد لدى النظام فيها من خيار غير الاستسلام للولايات المتحدة، والسعي إلى إقامة علاقات من نوع جديد مع كوريا الجنوبية التي استطاعت أن تكون قوّة اقتصادية ليس في جنوب شرق آسيا فحسب، بل على الصعيد الدولي أيضا. لم يعد سرّا أن السيارات والآلات الكهربائية من كلّ نوع والحواسيب المصنوعة في كوريا الجنوبية تغزو أوروبا والولايات المتحدة والأسواق العربية والأفريقية.

لو كان هناك عقل ومنطق لدى الذين يحكمون إيران وسوريا، لكانوا سبقوا كيم جونغ أون إلى الاستسلام للمنطق والعقل وليس للولايات المتحدة. يقول العقل والمنطق بكلّ بساطة أن ليس في استطاعة أيّ بلد في العالم امتلاك مشروع توسّعي في غياب اقتصاد قوي من جهة، ومثال يحتذى به من جهة أخرى.

من الطبيعي أن تكون الصين استخدمت كوريا الشمالية سنوات طويلة كورقة في المنافسة القائمة بينها وبين الولايات المتحدة، كذلك فعل الاتحاد السوفياتي ثمّ روسيا. كانت الصين منذ ما يزيد على ستة عقود شريان الحياة للنظام الكوري الشمالي الذي يبدو أنّه صار حاليا عبئا عليها.

يبدو المثير في التحوّل الكوري الشمالي توقيت هذا التحوّل. إنّه يأتي في مرحلة يبدو فيها الشرق الأوسط مقبلا على أحداث كبيرة، في ظلّ الإصرار الإيراني على إقامة قواعد عسكرية في الأراضي السورية تضاف إلى تلك التي أقامها “حزب الله” نيابة عنه في لبنان.

ليس سرّا أن كوريا الشمالية تلعب دورا كبيرا على صعيد كلّ ما له علاقة بتطوير الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك تلك التي يطلقها الحوثيون من الأراضي اليمنية في اتجاه المملكة العربية السعودية. فضلا عن ذلك، هناك تعاون بين النظام السوري وكوريا الشمالية في مجال تطوير الأسلحة المحظورة. ما قصفته إسرائيل في العام 2007 في منطقة دير الزور السورية كان منشأة بنتها كوريا الشمالية يجرى العمل فيها على تطوير مفاعل نووي.

هل تنتقل كوريا الشمالية في 2018 من مرحلة المتاجرة بالأسلحة المحظورة المسماة أسلحة الدمار الشامل، إلى مرحلة التصرّف كدولة طبيعية همّها الأول محصور بتوفير المواد الغذائية لشعبها الذي يبلغ تعداده نحو خمسة وعشرين مليون نسمة؟

سيتبيّن قريبا إلى أي مدى يمكن أن يذهب كيم جونغ أون في التغيير. سيظل السؤال المطروح هل يصمد نظامه في وجه التغيير الذي سيعني قبل كلّ شيء الانفتاح على دولة حديثة هي كوريا الجنوبية؟

لا يبدو صمود النظام الكوري الشمالي أكيدا. ما هو أكيد أن كيم جونغ أون سييتّم “محور الممانعة”، خصوصا إيران التي لم يكتشف النظام فيها أن الشعب لا يريد صواريخ ولا قنبلة نووية ولا السيطرة على عواصم عربية مثل بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، بمقدار ما يريد حياة أفضل. هذا يعني في طبيعة الحال علاقات أفضل مع المجتمع الدولي ومع الولايات المتحدة تحديدا… وتخليا عن شعارات طنانة وكلام فارغ وقواعد صواريخ لا هدف منها سوى تحقيق انتصارات على الشعب اللبناني والشعب السوري والشعب العراقي والشعب اليمني!

المصدر : جريدة العرب

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محور الممانعة يتيم كوريا الشمالية محور الممانعة يتيم كوريا الشمالية



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon