جبران كان يعرف ماذا يريد، كذلك الذين قتلوه
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

جبران كان يعرف ماذا يريد، كذلك الذين قتلوه

جبران كان يعرف ماذا يريد، كذلك الذين قتلوه

 لبنان اليوم -

جبران كان يعرف ماذا يريد، كذلك الذين قتلوه

خيرالله خيرالله

في ذكرى مرور تسع سنوات على اغتيال جبران الرجل الذي كان يعرف جيدا ماذا يريد، يتبين أن مرتكبي الجريمة يعرفون أيضا ما الذي يريدونه. يريدون القضاء على كل من تسول له نفسه الإيمان بلبنان.
 
دفع جبران تويني الذي اغتيل قبل تسع سنوات ثمن جرأته. كان أوّل من سعى إلى إعادة النظام السوري إلى جادة الصواب. كان أوّل من توجّه إلى بشار الأسد برسالة مفتوحة يطلب منه فيها تصحيح سياسته الخاطئة في لبنان والانسحاب منه.

كلما مرّت سنة على غياب جبران تويني، كلما زاد الفراغ الذي تركه، وكلّما زاد الاشتياق إليه، إلى وضوحه السياسي وتمسّكه بلبنان أوّلا وأخيرا.

في ذكرى مرور تسع سنوات على اغتيال جبران الرجل الذي كان يعرف جيّدا ماذا يريد، يتبيّن أن مرتكبي الجريمة يعرفون أيضا ما الذي يريدونه. يريدون القضاء على كلّ من تسوّل له نفسه الإيمان بلبنان، والعمل على إعادة الحياة إليه.

منذ تسع سنوات، أو على الأصحّ منذ ما قبل ذلك، أي منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005، لا تزال المعركة مفتوحة. المعركة بين من يريد الحياة للبنان، وبين من يريده تابعا للمحور الإيراني- السوري الذي تحوّل في السنوات القليلة الماضية، خصوصا منذ اندلاع الثورة الشعبية في سوريا، إلى محور تقوده طهران وتتحكّم فيه.

شكّل جبران تويني حلقة أساسية في حلقات السلسلة التي تدافع عن لبنان. لم يتراجع يوما على الرغم من كل التهديدات التي تعرض لها. كان رجلا بكل معنى الكلمة. ثمّة من يدعي، عن سوء نيّة، أنه كان متهورا في بعض الأحيان، لكن الحقيقة أنه كان في كلّ وقت، أحد تلك الحواجز المنيعة في وجه الذين كانوا يريدون المس بلبنان، والانتقاص من سيادته وتحويله مجرّد ذنب لمحور لا يؤمن إلا بثقافة الموت. كان هؤلاء الذين قتلوه يسعون إلى تغطية ممارستهم لثقافة الموت عن طريق الشعارات البرّاقة مثل “المقاومة” و“الممانعة” وما شابه ذلك…

دفع جبران تويني ثمنا غاليا لارتكابه جريمة الولاء للبنان. بمسلميه ومسيحييه وكلّ مناطقه في الوقت ذاته. ذنب جبران أنّه لم يكن طائفيا، وأنّه دافع في كلّ وقت عمّا كان يؤمن به.

ليس سرّا أن بشّار الأسد طالب رفيق الحريري في الاجتماع المشهور الذي انعقد بينهما في الشهر الأخير من العام 2003 بثلاثة أشياء. كان رئيس النظام السوري يتحدث، وقتذاك، بلغة صاحب الكلمة الأخيرة في لبنان بصفة كونه مستعمرة سورية لا أكثر. طلب وقف أي كلام عن التمديد لإميل لحّود من منطلق أن التمديد ورقة في يده. قال لرفيق الحريري في ذلك اللقاء إن من يتكلّم عن التمديد هو “كمن يريد إحراق ورقة في يدي… هل تريد إحراق تلك الورقة، هل تريد إحراق يدي؟”.

كان طلبه هذا بمثابة تهديد مباشر ووقح لرئيس الوزراء اللبناني. طلب، أيضا، وقف أي كلام عن “بنك المدينة” وهو مصرف كان يحوم حوله كل نوع من أنواع الشبهات. وطلب أخيرا من “أبو بهاء”، بلغة الأمر، بيع أسهمه في جريدة “النهار”. كان مطلوبا بكل بساطة إخضاع “النهار”… أي إخضاع جبران تويني وتدجينه.

رفض جبران كل محاولات التدجين. كان يمتلك من الشجاعة ما يكفي لمواجهة النظام السوري في عز جبروته. هذا ما عجز عنه آخرون، وهذا ما جعل بشار الأسد يحقد عليه، خصوصا بعدما توجه إليه شخصيا في أكثر من مناسبة طالبا منه التصرّف بطريقة حضارية بصفة كونه شابا تعرّف إلى العالم. حقد بشار إلى درجة أنّه أثار موضوع جبران ومواقفه أمام شخص جاء يعزّيه بوالده، وذلك بعد ساعات قليلة من إذاعة نبأ وفاة حافظ الأسد…

كان اغتيال جبران تويني ضربة للبنان الذي عمل النظام الأمني السوري- اللبناني الذي ورثه “حزب الله”، بصفة كونه لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، على تدمير مؤسساته الواحدة تلو الأخرى. لذلك كان التركيز على “النهار” التي كانت تعتبر إحدى المؤسسات التي يقوم عليها لبنان.

لم تكن محاولة اغتيال مروان حمادة، في جانب منها، سوى محاولة لاغتيال “النهار”، كذلك الأمر بالنسبة إلى جريمة اغتيال الأخ والصديق سمير قصير التي وقعت قبل ستة أشهر تقريبا من عملية تفجير السيارة التي كان فيها جبران ورفيقاه.

كلّ ما حصل منذ ما قبل اغتيال جبران تويني كان وفق مخطط مدروس بعناية. كلّ الذين استهدفوا كانوا يؤمنون بلبنان السيّد المستقل الرافض للوصاية السورية والإيرانية.

كلّ شهيد من الشهداء كان ركنا من أركان لبنان ومؤسساته. ولذلك، لا حاجة إلى تسمية ذلك المجرم الذي يعتقد أن إلغاء الآخر سيمكّنه من تحقيق هدفه المعروف.

في لبنان، لم يحدث يوما شيء بالصدفة. من افتعال حرب صيف العام 2006، إلى الاعتصام في الوسط التجاري، إلى حرب مخيّم نهر البارد التي كان وراءها النظام السوري، إلى غزوة بيروت والجبل في أيار- مايو 2008، إلى تشكيل حكومة “حزب الله” برئاسة نجيب ميقاتي، يبدو كلّ شيء مدروسا. كلّ اغتيال مدروس… وصولا إلى اغتيال اللواء وسام الحسن، والوزير السابق محمّد شطح.

عزاء جبران أنّ لبنان صمد. صحيح أنّ “النهار” لم تعد “النهار”، لكنّ الصحيح أيضا أن هناك أصواتا كثيرة لبنانية وعربية ما زالت تقول ما كان سيقوله جبران. هناك أصوات كثيرة ما زالت تقاوم الظلم، وتؤكّد أن ثقافة الموت لا يمكن أن تنتصر يوما على ثقافة الحياة التي كان يجسّدها جبران.

جبران لم يمت. بيروت لم تمت. لبنان لم يمت، على الرغم من كل المآسي التي يتعرض لها. من يصدّق أن النظام السوري صار في مزبلة التاريخ، وأن كل ما يستطيع عمله الآن هو التنكيل بالسوريين والمدن والمناطق السورية من أجل تحقيق هدف واحد هو الانتهاء من سوريا التي عرفناها؟ ليتك كنت معنا يا جبران لنشاهد معا تلك النهاية التي توقعتها منذ زمن طويل للنظام السوري…

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جبران كان يعرف ماذا يريد، كذلك الذين قتلوه جبران كان يعرف ماذا يريد، كذلك الذين قتلوه



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon