ياسر عرفات بعد عشر سنوات… ماذا بقي من القضية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ياسر عرفات بعد عشر سنوات… ماذا بقي من القضية

ياسر عرفات بعد عشر سنوات… ماذا بقي من القضية

 لبنان اليوم -

ياسر عرفات بعد عشر سنوات… ماذا بقي من القضية

خيرالله خيرالله

ما الذي سيقبل به الفلسطينيون بعد رحيل 'أبو عمار'؟ ماذا بقي من القضية؟ هل يقبلون بشبه دولة في غياب القدرة على إقامة دولة؟.
يصعب التقويم الموضوعي لسيرة رجل كبير مثل ياسر عرفات غاب قبل عشر سنوات. ما يزيد صعوبة ذلك، الميل الطبيعي إلى المبالغة في مديح الرجل في ضوء الفراغ الذي خلفه. لعلّ أفضل تعبير عن هذا الفراغ، غياب القائد الفلسطيني القادر على الحلول مكانه في أيّ من المواقع التي شغلها إن في منظمة التحرير الفلسطينية، وإن في “فتح”، وإن في الجانب المتعلّق بمواجهة صعود “حماس” التي أقامت كيانا خاصا بها في قطاع غزة.

لم يكن ياسر عرفات شخصا عاديا. كان مجموعة من التعقيدات أوصلت في مرحلة معيّنة إلى اتفاق أوسلو الذي كان نتيجة منطقية لتوازنات إقليمية لم تكن في مصلحة المشروع الوطني الفلسطيني.

ما لا يمكن تجاهله أن اتفاق أوسلو (عام 1993)، جاء في مرحلة كانت القيادة الفلسطينية تبحث عن خشبة خلاص، أي خشبة خلاص، بعد اشتداد الهجمة الأميركية عليها. كان مطلوبا، وقتذاك، القضاء على ياسر عرفات وعلى المشروع الوطني الفلسطيني، فكان الاتفاق الذي ما كان ليوجد، أصلا، لولا توقيع الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني.

شئنا أم أبينا، استطاع “أبو عمّار” إبقاء قضية فلسطين حيّة ترزق. دافع عن القرار الفلسطيني المستقل. هذا القرار الفلسطيني المستقل هو الذي أوصل الفلسطينيين إلى ما وصلوا إليه، أي إلى وجود سلطة وطنية ما، على جزء، ولو صغير، من أرض فلسطين. السؤال الآن لم يعد هل تقوم دولة فلسطينية يوما؟ السؤال ما حدود الدولة الفلسطينية التي ستبصر النور عاجلا أم آجلا؟

في النهاية، نقل ياسر عرفات المواجهة مع إسرائيل إلى أرض فلسطين. هذا ما يغيب عن بال كثيرين. انتقل ياسر عرفات بفضل أوسلو، الذي يشتمه كثيرون، إلى أرض فلسطين وخاض منها المواجهة بعدما أكّد أن فلسطين صارت على الخريطة السياسية للشرق الأوسط.

نعم، من الصعب الكتابة بموضوعية عن ياسر عرفات، خصوصا إذا كان من يريد الكتابة عنه لبنانيا. فلبنان، شئنا أم أبينا كان أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها “أبو عمّار” الذي أراد في كلّ وقت أرضا يمارس عليها سلطته. لذلك، لم يستقم تفكير الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني إلّا عندما غادر لبنان، واقتنع بأنّه لن يكون قادرا على العودة إليه، لا لإقامة مطار، ولا لإقامة ميناء بحري، ولا قاعدة في أحد الجبال. كان إخراج ياسر عرفات من لبنان أكبر هدية لرجل أمضى حياته أسير المكان الذي يقيم فيه… خارج فلسطين.

أساء ياسر عرفات إلى لبنان. أساء إليه لأنّه ارتضى الدخول في حروب اللبنانيين وحروب الآخرين على أرض لبنان. قبل تغطية كلّ الارتكابات الفلسطينية التي تبدأ بالخطف على الهوية، وتنتهي بسرقة المصرف البريطاني الذي ما زالت إحدى المنظمات الفلسطينية تعتاش منه. هناك منظمة فلسطينية تعطي شهادات في الوطنية، ما زالت موجودة، إلى اليوم، من سرقة أموال ومجوهرات وتحف من كل نوع كانت مودعة في خزائن البنك البريطاني!!!

الأهمّ من ذلك كلّه أن ياسر عرفات خدم في كل وقت، من حيث لا يدري، حافظ الأسد الذي أراد منه تخريب لبنان كي يبرّر للأميركيين ضرورة إرسال قواته من أجل “وضع اليد على المسلحين الفلسطينيين التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية”.

لم يستعد عرفات وعيه إلا بعد الخروج من لبنان. كان هدفه الدائم الوصول إلى واشنطن من دون عبور البوابة الإسرائيلية. استطاع ذلك أخيرا. دخل البيت الأبيض، من أجل الدخول إلى فلسطين لاحقا، وذلك على الرغم من الخطأ الكبير الذي ارتكبه في العام 1990 عندما لم يدن الاحتلال العراقي للكويت.

بعد أوسلو والعلاقة مع واشنطن، لم يستطع ياسر عرفات فهم أمرين أساسيين. الأوّل ما هي أميركا، والآخر ما هي إسرائيل. لم يستوعب أن عليه الاستعجال في تحقيق تسوية ما، والبناء عليها عندما كان إسحاق رابين لا يزال في السلطة، أي رئيسا للوزراء في إسرائيل. لم يدرك أنّ التسوية، أي تسوية معقولة، كانت مرتبطة بوجود رابين وأنّه كان عليه منذ البداية عدم إضاعة الوقت. هذا ما فهمه الملك حسين، رحمه الله، فجعل رئيس وزرائه عبدالسلام المجالي يوقّع في وادي عربة اتفاق سلام يحفظ للأردن حقوقه في الأرض والمياه، وذلك قبل سنة من اغتيال إسحاق رابين.

هناك عرفات ما بعد أوسلو، وعرفات ما قبل أوسلو. هذا كلّ ما في الأمر. يدفع الفلسطينيون اليوم ثمن مرحلة ما بعد أوسلو، التي لم يستوعب خلالها ياسر عرفات أنّ عليه أن يكون أكثر وعيا لما هي أميركا ولما هي إسرائيل. لم يعرف أميركا ولم يعرف إسرائيل التي قبل الدخول في مفاوضات مباشرة وعلاقات يومية معها. اعتقد أن ما قبل أوسلو يصلح لما بعد أوسلو. لذلك، كان الفشل الكبير الذي حصل في السنة 2000 عندما انعقدت قمة كامب ديفيد التي ضمت الرئيس بيل كلينتون وعرفات وإيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتذاك. لم يكن فشل القمة مسؤولية “أبو عمّار” وحده. كان الفشل إسرائيليا وأميركيا أيضا. لكنّ الدخول في لعبة التصعيد، التي استمرّت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، قضت على ياسر عرفات، من دون أن تقضي على المشروع الوطني الفلسطيني الذي جسّده.

في مرحلة ما بعد أوسلو، فقد ياسر عرفات قدرته على المناورة. لم يستوعب قبل أوسلو معنى طعن الكويت في الظهر. ولم يستوعب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أن العالم تغيّر كلّيا.

كان هامش المناورة مع العرب واسعا، أكان ذلك في الأردن أو لبنان. ما همّ العرب إذا كان هناك انتقاص من سيادة الأردن؟ ما همّهم إذا أصبح لبنان الجبهة الوحيدة التي تستخدمها إسرائيل والنظام السوري لإيصال الرسائل إلى الآخرين، أو لتبادل الرسائل بينهما؟

تغيّرت طبيعة اللعبة بعد أوسلو، وبعدما صار ياسر عرفات في رام الله، وبعدما صار لديه مطار في غزّة، وبعدما زار الرئيس الأميركي بيل كلينتون القطاع لافتتاح المطار وإلقاء خطاب. لم تعد الدنيا كلّها تتسع لياسر عرفات الذي بات عليه مواجهة أعداء من نوع جديد همّهم الوحيد الانتهاء منه.

كان هؤلاء الأعداء، الذين استخفّ بهم، يستخدمون “حماس” وعملياتها الانتحارية للتخلص منه ومن كل ما يمثّله. ضاع “أبو عمّار” في متاهات ما بعد أوسلو واغتيال إسحاق رابين…

ما انتهى كان رجلا حاصره آرييل شارون نظرا إلى أنّه يعرف خطورته وخطورة ما كان يمثله على الصعيد الفلسطيني. ما لم ينته هو مشروع “أبو عمّار”. حلم الدولة الفلسطينية لم يعد حلما. لم يعد مطروحا سوى حدود الدولة الفلسطينية. ما الذي سيقبل به الفلسطينيون بعد رحيل “أبو عمّار”؟ ماذا بقي من القضية؟ هل يقبلون بشبه دولة في غياب القدرة على إقامة دولة؟ هل هم يدفعون ثمن أخطاء ياسر عرفات الذي لم يعرف أن ما كان يصلح قبل أوسلو لم يعد يصلح بعده؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياسر عرفات بعد عشر سنوات… ماذا بقي من القضية ياسر عرفات بعد عشر سنوات… ماذا بقي من القضية



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon