حلب بداية النهاية لسورية معارضةً و نظاماً
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حلب بداية النهاية لسورية معارضةً و... نظاماً؟

حلب بداية النهاية لسورية معارضةً و... نظاماً؟

 لبنان اليوم -

حلب بداية النهاية لسورية معارضةً و نظاماً

بقلم : جورج سمعان

الأزمة السورية دخلت مرحلة ما بعد الحل السياسي قبل الحرب على حلب. تجاوزت مرحلة الديبلوماسية والسياسة. تفاهمات فيينا طوت بيان جنيف. وسلسلة اللقاءات العقيمة بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي تجاوزت فيينا وأهداف أطرافها.

كانت عملية تقطيع للوقت. حتى اللقاء الأخير بينهما في روما لم يخرج عن هذا الإطار. الوزير جون كيري يستحق مع اقتراب نهاية ولاية إدارته تقديراً كبيراً على نشاطه وجلده. لكنه لا يستحق تقديراً للنتائج. نظيره سيرغي لافروف أظهر تفوقاً في المناورة. وهو حتى هذه الساعة لا يزال يؤكد أن الحل في سورية ليس عسكرياً! مع أنه يعرف أن الجميع يعرفون أن الحل لم يكن يحتاج إلى هذا المقدار من الحشود العسكرية في بلاد الشام وسواحلها في المتوسط. ويعرف أن ما يحصل على الأرض، خصوصاً في حلب، يناقض تماماً تأكيده. تدخل روسيا، منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، قلب المشهد رأساً على عقب.

والحرب على حلب ستبدل المشهد مجدداً على نحو جذري هذه المرة. موسكو تريد فعلاً هدنة في المدينة. تسعى إلى تخفيف الضغط السياسي والإعلامي الذي يندد بما تفعله قواتها وجيش النظام وميليشيات إيران. تستعجل إدخال بعض المساعدات إلى الأحياء الشرقية من عاصمة الشمال، قبل 
اجتماع باريس لمجموعة «أصدقاء سورية» السبت المقبل.

حرص روسيا على العامل الإنساني لا يعكس بالطبع جوهر سياستها. كانت ترغب في حصار حلب فقط لاستخدامها ورقة للمساومة مع إدارة الرئيس باراك أوباما. لكن الأخير لم يبد رغبة في أي مقايضة. موقفه واضح منذ بداية الأزمة. عبر عنه صراحة: الولايات المتحدة لن تخوض مواجهة مع روسيا في سورية. ولن تخوض حرباً في هذا البلد لأنه ببساطة لا يشكل أهمية لواشنطن! لذلك، استعجل الرئيس فلاديمير بوتين إعادة حلب إلى حضن الشرعية أياً كان الثمن وأياً كانت الاعتراضات. يستهدف فرض وقائع جديدة أمام الإدارة المقبلة لدونالد ترامب التي ترث تركة حافلة بالتعقيدات والفوضى في الشرق الأوسط. حتى اطمئنانه إلى تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب لا يشكل ضماناً يمكن الركون إليه، خصوصاً أن وزير الدفاع المقبل في الإدارة الموعودة، الجنرال المتقاعد جايمس ماتيس، كان استقال قبل ثلاث سنوات احتجاجاً على موقف الإدارة من الأزمة السورية. نادى قبل ذلك، عام 2012، بتسليح المعارضة لإسقاط الرئيس بشار الأسد. واقترح خطة لمحاربة إيران وتنظيم «داعش»، على رغم أنه أيد الاتفاق النووي. وانتقد تراجع تأثير بلاده في الشرق الأوسط. أي أن «الكلب المسعور» قد يعارض سياسة تفاهم مع الكرملين ينادي بها سيده، وقد يبعث الصراع مع الجمهورية الإسلامية التي بدأت تتململ نتيجة تجديد الكونغرس العقوبات عليها، فيما الرئيس المنتخب يتوعدها بإعادة فتح ملف الاتفاق النووي. وفي ذلك ما يعيق استراتيجية موسكو الساعية إلى بناء تحالف واسع في المنطقة يعيد إليها دورها «السوفياتي» وموقعها قطباً دولياً. أو في أحسن الأحوال ستـــشهد العلاقات بين الكرملين والسيد الجديد للبيت الأبيض مرحلة تعاون وصراع تبعاً للقضايا موضوع النقاش بين الطرفين، وهي كثيرة تبدأ من أوكرانيا والعقوبات ولا تنتهي في سورية.

كان واضحاً أن موسكو لن تسمح بتغيير النظام في دمشق أو إسقاطه. كان هدفها منذ بداية تدخلها ترسيخ أقدامها في سورية قاعدة انطلاق لتحقيق مصالحها الإقليمية والدولية أولاً. وقد تحقق لها ذلك. وهي إن أبدت في الظاهر شيئاً من التعاون لحل مشكلة حلب، إلا أنها لم تخف رغبتها في إفراغ المدينة من كل العناصر المسلحة، على غرار نموذج داريا. اقترحت فتح طرق لخروج المقاتلين، خصوصاً جماعة «فتح الشام» (النصرة).

لكن الفصائل لم تبدِ تجاوباً لشعورها بأن ما تريده موسكو فعلياً هو استعادة عاصمة الشمال إلى حضن النظام. لكنها الآن تفاوض في أنقرة مسؤولين روساً على إخراج عناصر «النصرة» من المدينة في مقابل وقف الحرب. لكن ما عرضته روسيا قبل أشهر فاته الزمن. والمطلوب الآن خروج الجميع. تأخرت الفصائل والمعارضة السياسية في الرد على التحدي الذي فرضه التدخل الروسي قبل أكثر من عام ونصف العام.

لم تعرف كيف تبدل في خطابها السياسي أو توحده وكيف توحد صفوف المقاتلين. ويخشى الآن أن ترتفع أصوات المدنيين القابعين تحت القصف والدمار للمطالبة بخروج جميع المقاتلين من حلب لتجنيبها الدمار الكامل. حتى تشكيل «جيش حلب» لم يرق للوزير لافروف الذي عده «مناورة جديدة» تتبعها «النصرة» التي كانت بدلت اسمها قبل مدة لتفادي وقوع الحرب القائمة اليوم.

لا جدال في أن الرئيس بوتين أحسن إدارة الصراع في سورية. غازل الكرد في سورية وأبدى استعداداً لتفهم مطالبهم. وضمن علاقة تنسيق جيدة مع إسرائيل، وكذلك مع الأردن الذي يمسك بحركة الفصائل في الجنوب. واستعاد علاقات حميمة مع تركيا التي تمسك أيضاً بالفصائل الناشطة في الشمال السوري.

لذلك، كان ولا يزال لافتاً هذا السكون الذي يلف باقي الجبهات فيما حلب تصلى هذه النار القاتلة. أنقرة التي كانت تطمئن بعض أطياف المعارضة إلى مصير حلب يبدو أنها اكتفت بشريط ضيق شمالاً لمنع تمدد الكرد إلى غرب الفرات. وهي إلى الآن لم تتوجه إلى منبج على رغم التلويح والوعيد والتهديد.

حتى مدينة الباب التي تقترب منها فصائل «الجيش الحر» قد تقفل الأبواب لوصول القوات التركية إليها.

ولعل الغارة الأخيرة التي شنها طيران النظام السوري على هذه القوات كانت رسالة روسية صريحة في هذا الاتجاه. بات واضحاً أن الزعيمين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان يمارسان اللعبة ذاتها ويتبادلان الأدوار. يستخدم كلاهما علاقاته مع الآخر ورقة مساومة وابتزاز وضغط في وجه الولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي. الرئيس التركي لم يتورع عن التهديد بفتح حدود بلاده أمام موجات اللاجئين إلى أوروبا.

ولوح بأن لديها خيارات بديلة من الاتحاد. طرح فكرة الانضمام إلى «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تضم الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى. أما نظيره الروسي فيؤخر العلاقة مع الولايات المتحدة إلى درجة دنيا بعد مشروع التكامل الأوراسي، والتوجه نحو الصين والهند واليابان. يريد في النهاية مساهمة فاعلة في بناء النظام الدولي الجديد الذي أسف لعدم قيامه مستقراً إثر انهيار الحرب الباردة.

نجح القيصر في التربع على قلب سورية، أو بالأحرى في سورية المفيدة موزعاً بعض الأطراف على شركائه في الجنوب والشمال والغرب المحاذي للبنان، هو الذي كان يسأل بعض ضيوفه أو مضيفيه في بداية الأزمة: هل يريد الرئيس الأسد أن يكتفي بهذه السورية وقلبها الساحل؟ لذلك، لم يعد أمام المعارضة بشقيها السياسي والعسكري سوى البحث عن استراتيجية مختلفة. لم تنجح في مواجهة النظام. لم تنجح في ترسيخ شعار الدولة المدنية بعدما استفحلت الحروب المذهبية والعرقية. لم تنجح في بناء جسم مستقل إلى حد ما عن «الأصدقاء» الكثر في الإقليم وخارجه. في حين أجاد النظام لعب ورقة «الإرهاب». وعلى رغم أنه بدأ يربح علناً أصوات قيادات في الخارج من الرئيس ترامب إلى المرشح الفرنسي للرئاسة فرنسوا فيون، إلى آخرين لم يترددوا في إعادة علاقات أمنية مع أجهزته، إلا أنه فقد سلطة القرار الفعلي سياسياً وعسكرياً.

باتت هذا بيد موسكو وإن شاركتها إيران أو زاحمت.

ولن يكون أمام المعارضة في الأيام المقبلة سوى القبول بالمصير المكتوب لحلب: إما نموذج غروزني والتدمير الكامل، وإما نموذج بيروت التي حاصرتها إسرائيل حتى أحرجتها فأخرجت منظمة التحرير من مقارها وشوارعها إلى الشتات البعيد من تونس إلى ما كان يعرف باليمن الجنوبي.

المعارضة السورية التي لم تفلح في إسقاط النظام لألف سبب وسبب ذاتي وموضوعي، هل تستطيع أن تقاوم جيوشاً روسية وإيرانية مدججة بكل أنواع السلاح الثقيل؟ التحدي كبير.

ثورات عادلة كثيرة في التاريخ فشلت، لكن ثورات أخرى فازت حين عرفت كيف تبدل في استراتيجياتها سياسياً وعسكرياً.

تسليم المعارضة القياد للشركاء و «الأصدقاء» في الخارج وتشتيت الجهود سياسياً وعسكرياً يعنيان ببساطة أنها لن تكون قادرة على مقاومة الحلول أو الصفقات المفروضة.

خروج حلب من سيطرتها هل يكون بداية نهايتها أم بداية لشكل آخر من الصراع؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلب بداية النهاية لسورية معارضةً و نظاماً حلب بداية النهاية لسورية معارضةً و نظاماً



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon