«قنابل نووية» لإيران والعرب في التحالف بلا شروط
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

«قنابل نووية» لإيران... والعرب في التحالف بلا شروط!

«قنابل نووية» لإيران... والعرب في التحالف بلا شروط!

 لبنان اليوم -

«قنابل نووية» لإيران والعرب في التحالف بلا شروط

جورج سمعان

إيران لن تسلّم بتعليق برنامجها النووي بلا مقابل. ولن تقبل بتقييد قدراتها على امتلاك قنبلتها الذرية غداً أو بعده بلا ثمن. ويدفعها استعجال المفاوضات بينها وبين الدول الست الكبرى إلى استعجال امتلاك أكبر عدد من القنابل في الإقليم تكون بديلاً من القنبلة النووية. فهي تعرف أنها لا تحتاج إلى هذه، لأنها لن تكون مبدئياً قيد الاستخدام في أي مواجهة. ليست من باب لزوم ما لا يلزم بالطبع. لكنها لزوم الحصول على بطاقة انتماء إلى نادي الكبار. تريدها قوة ردع وتوازن مع قوى تناصبها العداء، قريبة وبعيدة. إدارة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لم تخفِ تطلعها إلى يوم يقوم فيه تكتل يوازي مجلس الأمن قوة وتأثيراً يضمها وروسيا والصين ودول «البريكس». لذلك، دفعت حلفاءها وأذرعها في المنطقة إلى كسب مزيد من المواقع. وهذا ما أخرج الصراع السياسي والمذهبي من دائرة الحرب الباردة ليشعل عدداً من الجبهات، ويهدد بتغيير الخرائط.

لم تسلّم إيران بعودة الولايات المتحدة إلى العراق ومعها ركب من الحلفاء في التحالف، غربيين وعرباً. أوقفت التغيير العراقي في وسط الطـــريق. فلا حيدر العبادي قادر على إكمال عملـــية التغيير السياسي. ولا الأرض المستعـــادة من «داعش» تعود إلى خصـومها. تعـود إلى الميليشيات المرتبطة بها سياسياً وعسكرياً، والتي اتهمتها منظمة العفو الدولية قبل أيام بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين السنّة. تريد الجمهورية الإسلامية أن يقاتل الأميركيون وحلفاؤهم تنظيم «داعش» مجاناً، أو على الأقل في مقابل القليل الذي لا يبدل الكثير في الصورة السياسية في بغداد. وتحض الحكومة العراقية على رفض أي تدخل بري على الأرض. وحتى رفض مشاركة الطائرات العربية في ضرب جماعة «أبو بكر البغدادي». باختصار تريد أهل التحالف في العراق ولا ترغب في تمدد عملياتهم في سورية، مخافة أن يطرأ تعديل على موازين القوى يدفعها إلى تقديم ما لا تريد من تنازلات. وهذا ما أعاق ويعيق انخراط أهل السنّة في الحرب المفتوحة على «دولة الخلافة». وهذا ما يوقظ مخاوف الأكراد وهم يرون إلى حكومة العبادي تكاد تتحول نسخة عن سابقتها في عهدة نوري المالكي. ويدفعهم إلى معاودة طرح الاستفتاء على الحق في تقرير المصير، أملاً باستقلال لن يولد من دون حروب داخل الإقليم وعلى حدوده المتنازع عليها مع الشيعة والسنّة على السواء، بل قد يفتح انفصال كردستان الباب واسعاً أمام تقسيم العراق في إطار خريطة جديدة لكل بلاد الشام.

تريد إيران أن تحتفظ بما لها في العراق وسورية، وإن تعرض البلدان لخطر التقسيم والتفتيت، بل تريد أن يكون لها المزيد من «القنابل». لم تسكت حتى الآن على ما جرى في البحرين. تصر على بقاء الوضع السياسي معلقاً عبر مقاطعة المعارضة في هذا البلد، الانتخابات النيابية. لن تسلّم بحضور مجلس التعاون الخليجي في المنامة. لن تعترف للآخرين بحقهم في حماية أمنهم الوطني والخليجي عموماً. ودفعت الحوثيين، في المقلب الآخر، إلى ما بعد صنعاء. إلى السيطرة على شمال اليمن وغربه، والاندفاع جنوباً إذا قدر لحليفها المقيم في ضاحية بيروت السيد علي سالم البيض، الرئيس السابق لما كان دولة اليمن الجنوبي، أن يلاقي عبدالملك الحوثي في وضع اليد على عدن وباب المندب. لم تراعِ مخاوف أهل الجنوب وحساسيتهم المذهبية. وحرّكهم تغولُ الحوثيين إلى استعجال استقلالهم عن الشمال. ولا يعني ذلك أن ولادة هذا الاستقلال ستكون سهلة. عليهم أن يستعدوا لخوض حروب وحروب تبدأ مع الحوثي وأنصاره في الجنوب، ثم بينهم وبين «القاعدة» الذي بات «حزب التجمع اليمني للإصلاح» وإخوانه يستعدون للوقوف وراء شياطينه لقتال أهل الشمال.

يجري كل هذا التمدد الإيراني، وسط شكوك في فعالية الحرب على «داعش». فالتنظيم يواصل هو الآخر حربه في العراق وسورية، ويستعد للتمدد أيضاً غرباً، وفتح جبهة جديدة في لبنان تحت شعار قتال حلفاء طهران. ووسط حرص أميركي واضح على تحقيق إنجاز في المفاوضات النووية. وهو حرص يلتقي مع رغبة مماثلة لحكومة الرئيس حسن روحاني. لذلك، يبدو كل حسم مطلوب حيال هذا التمدد وذاك مؤجلاً، ما دامت لا رغبة في تأجيل الاتفاق المحتمل بين إيران والدول الست إلى ما بعد الرابع والعشرين من الشهر المقبل. كل شيء يهون أمام حكومة روحاني والإدارة الأميركية في سبيل بقاء المفاوضات النووية نشطة وإنجاحها بأي ثمن. وثمة من يتوقع أن تثمر قبل الموعد المحدد. يجب أن يتحقق الإنجاز سريعاً.

إيران لم تعد ترغب في مهلة جديدة. تستعجل إعادة تحريك عجلة اقتصادها المكبل بالعقوبات والمهدد بمزيد من التدهور مع تدهور أسعار النفط الذي يرى إليه بعضهم حرباً أخرى لحشر الجمهورية الإسلامية وحليفها الروسي، ما دام الأخير لا يكف عن التلويح بورقة الغاز في وجه أوروبا. والرئيس أوباما هو الآخر لا يرغب في تمديد المفاوضات. يخشى وصول أكثرية جمهورية إلى مجلس الشيوخ الشهر المقبل لا تحبذ اتفاقاً مع طهران وتشكك في جدواه. يخشى ضياع رهانه الطويل على إنجاز تاريخي مع الجمهورية الإسلامية يعوض فشل سياسته الخارجية في أكثر من ملف، خصوصاً في «الشرق الأوسط الكبير». فهل يتحقق هذا الإنجاز ليكون أيضاً هدية إلى مفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون التي ستغادر هي الأخرى منصبها؟

كل الجبهات باتت مفتوحة في طول الإقليم وعرضه: الحرب على «الدولة الإسلامية» والحرب على تمدد الجمهورية الإسلامية، وحرب إيران عبر «قنابلها» هنا وهناك. كلها ترسم حجم التحول التاريخي المنتظر في الشرق الأوسط. وحجم التداعيات السياسية والعسكرية للاتفاق النووي المتوقع... إلا إذا فات الموعد المحدد الشهر المقبل، وحالت المواقف والظروف دون أي تقدم. عندها قد تنجر المنطقة إلى حرب واسعة. هذا ما يشي به تاريخ أزماتها. قد لا يضير الولايات المتحدة أن تتغير الأوضاع في المنطقة العربية، إذا كان الثمن إعادة بعث العلاقة التي كانت بينها وبين إيران أيام الشاه. وثمة رغبة دفينة في هذا الاتجاه. والاتهامات التي وجهها نائب الرئيس جو بايدن إلى تركيا والإمارات والسعودية بتسليح المتشددين في سورية تخفي استياء أميركياً واضحاً من هؤلاء الحلفاء التقليديين لا تبدده الاعتذارات التي قدمها لاحقاً. في حين تحاشى أن يشير إلى الدور الذي لعبته وتلعبه إيران في كل من العراق وسورية، والذي أدى بلا شك إلى اتساع رقعة المتعاطفين مع شياطين «داعش» وغيرها لوقف الزحف الإيراني على المنطقة.

لغة المصالح بعد ثلاثة عقود ونيف من الحرب الباردة، والجبهات النازفة في أكثر من ناحية وساحة، وخطابات التهديد والوعيد، لا بد من أن تتغلب على الأيديولوجيا، في الساحتين الأميركية والإيرانية. لم تعترف الولايات المتحدة بالاتحاد السوفياتي، على رغم كل الحروب البديلة بينهما، لكنها تعايشت معه وأبرمت معاهدات واتفاقات. وهي تفعل الشيء نفسه مع الصين التي لا تستسيغ سياساتها الداخلية وتخشى أطماعها في المحيط الهادئ، وتتواجه معها من آسيا الوسطى إلى أفريقيا. وما يسهل على إدارة أوباما مثل هذه الانعطافة نحو إيران أن الطقس العربي بات ملائماً، والأوضاع العربية لا توحي برؤية واحدة للأخطار وسبل مواجهتها. يكفي النظر إلى ما حل بالنظام العربي من ليبيا إلى مصر وجنوب شبه الجزيرة، وحدّث ولا حرج عما يحدث في بلاد الشام من شاطئ المتوسط إلى الحدود مع إيران.

ولعل أخطر ما في هذا التحول أن إيران تحقق نجاحات لم تتوافر لها من زمن طويل. فالقوى التي ستعوضها ربما خسارة قنبلتها النووية مرحلياً، قادرة على جعلها رقماً كبيراً وصعباً بين اللاعبين الكبار في المنطقة. هذه القوى الطوائف والمذاهب، من العراق إلى سورية ولبنان واليمن، مكونات أساسية في بلدانها أياً كان حجمها وتعدادها. ولا يمكن أن يساوم خصوم الجمهورية الإسلامية على مصيرها ووجودها التاريخي. هي «قنابل» ثابتة بخلاف «قنابل داعش» التي يرى إليها هؤلاء الخصوم تهديداً لهم ولمستقبلهم. يبقى أن إدارة أوباما التي تتمهل في حربها على «دولة الخلافة» وتغض الطرف عن حروب إيران، من بلاد الشام إلى شبه الجزيرة العربية، هل يمكنها أن تقيم توازناً بين ثوابت سياساتها السابقة والانعطافة المتوقعة؟ أي هل تتخلى عن «مبدأ كارتر» وحلفائها التقليديين في مقابل تخلي طهران عن برنامجها النووي العسكري بمثل هذه السهولة؟ جل الجواب في جعبة الدول العربية، ودول مجلس التعاون، خصوصاً التي تقاتل «دولة الخلافة» إلى جانب الولايات المتحدة ودول التحالف الأخرى... فهل تغير طائراتها الحربية مجاناً وبلا شروط على هؤلاء الحلفاء، أقله في ما يخص ما تزرعه طهران من «قنابل» في المنطقة؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«قنابل نووية» لإيران والعرب في التحالف بلا شروط «قنابل نووية» لإيران والعرب في التحالف بلا شروط



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon