المواضيع التي ضاعت
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

المواضيع التي ضاعت

المواضيع التي ضاعت

 لبنان اليوم -

المواضيع التي ضاعت

غسان شربل
بقلم:غسان شربل

أحياناً تفرُّ مواضيعُ مهمةٌ من بين أصابع الصحافي ويصعبُ عليه استدراكها. تضيع لأسبابٍ كثيرة. شروط من يفترض أن يتحدّث. ضرورات الوجود الطويل في المكتب. المناخ السياسي. خجل الصحافي أو افتقاره إلى موهبة المطاردة والإلحاح.
في 1990 ذهبت من «الشرق الأوسط» إلى تونس. أنجزت مهمتي وخطرَ لي في اليوم الذي يسبق عودتي أن أتَّصلَ بالقائد الفلسطيني صلاح خلف، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» وهو كان ينعت بـ«الرجل الثاني» فيها بعد ياسر عرفات. لم تكن لي معه علاقةٌ قويةٌ، لكنَّه أعطاني موعداً في المساء.
ذهبت في السادسة مساء. كان يفترض أن تكونَ زيارةُ المجاملة قصيرةً، لكنَّها تحوَّلت سهرةً طويلة. كان مزاج «أبو إياد» صافياً وأبحر في الذكريات عن مرحلة بيروت «وكلّنا مجرمون بحقها». تطرق أيضاً إلى محطات أمنية بينها الهجوم على الرياضيين الإسرائيليين في ميونيخ وسلسلة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل رداً عليه. تحدَّث عن المطاردة الأمنية الدامية بينه وبين صبري البنا «أبو نضال» زعيم «حركة فتح - المجلس الثوري». وبدا واثقاً بأنه استطاع إحباط محاولات أبو نضال لاستهدافه. طلبت منه أن نسجّل هذه الذكريات في حوار طويل فقال: أنا جاهز. اقترحت أن نتواصل بعد أسابيع لتحديد الموعد فوافق.
عدت إلى «الشرق الأوسط» في لندن، فهبَّت عاصفة الغزو العراقي للكويت. قلت أنتظر قليلاً كي تنحسر العاصفة وتهدأ التوترات. في 14 يناير (كانون الثاني) 1991، نجح أبو نضال في اغتيال أبو إياد. غاب الرجل المثقل بالأسرار وغاب الموضوع.
بعد مقتل العقيد معمر القذافي تردَّد كثيراً أنَّ ثروة ليبية كبيرة تقيم في الخزائن الأوروبية ولا يعرف قصتها إلا رئيس الحكومة ووزير النفط السابق شكري غانم الذي كان مقرباً أيضاً من سيف الإسلام القذافي. بحثت عن رقم غانم وعثرت عليه وكان مقيماً في فيينا. طلبت أن أحاوره فقال: «أعطني مهلة للتفكير حتى يوم غد». عاودت الاتصال فوافق، وقال سأجهز أوراقي ونلتقي الأسبوع المقبل. تدخل القدر قبل الموعد. في 30 أبريل (نيسان) 2012، تناقلت وكالات الأنباء نبأ غرق غانم في نهر الدانوب. ضاع الرجل وضاع الموضوع.
نشرت ذات يوم ذكريات سياسي لا يكنّ وداً لرئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. التقيت الحريري لاحقاً، فقال: «تنشر أحياناً لمن لا يمتلكون عشرة في المائة مما أعرف». تعمدت استفزازه فقلت: «لكن أنت دولة الرئيس لا تستطيع نشر ذكرياتك. أسلوبك محافظ ولا يراودك التقاعد». رد: «سجل عندك. سأعطيك مذكراتي كاملة. هل تعرف مثلاً أنَّني التقيت الرئيس حافظ الأسد أكثرَ من خمسين مرة كنت في بعضها مكلفاً مهماتٍ إقليمية من جانب الملك فهد بن عبد العزيز؟ هل تعرف أنني زرت المملكة مع وليد جنبلاط وقلنا إنَّ الأسد يريد نجله بشار رئيساً وإنَّ من المصلحة ألا نكون ضد خياره؟ هل تعرف ما سمعته مرات من الرئيس جاك شيراك في مناسبات عشاء عديدة في منزلي بباريس بعيداً عن الأضواء؟». وفي موعد لاحق بادرني الحريري أنَّه ملتزم وعده. افتقرت إلى موهبة الإلحاح. وفي 14 فبراير (شباط) 2005، كنت في موعد بدمشق وتلقيت خبرَ اغتياله. غابَ الرجل وغاب الموضوع.
قبل الغزو الأميركي للعراق أرسل لي طارق عزيز مع صديق مشترك عتاباً مهنياً. قال إنَّه صحافي سابق ويعتبر أنّني أحاور عراقيين من طرف واحد. وأضاف: «نحن أيضاً لدينا روايتنا وعلى استعداد لقولها فلماذا لا تأتي إلى بغداد؟». كان الذهاب إلى بغداد شائكاً في تلك الأيام وحصل الغزو. راودتني لاحقاً فكرة ساذجة. قلت أغتنم لقائي برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للحصول على إذن بزيارة عزيز ولو لوقت قصير في سجنه، لكنَّني حين استمعت إلى رأي المالكي بعزيز السجين صرفت النظر عن الطلب.
زارني صديقٌ ذاتَ يوم وكنت رئيساً لتحرير صحيفة «الحياة». قال: «ما دمتَ تحبُّ المواضيعَ المثيرة، فلماذا لا تجري حديثاً مع عماد مغنية (الحاج رضوان)؟». قلت له: أستبعد أن يقبلَ، فردَّ: إنَّه صديقي، واتصل لاحقاً يؤكد الموافقة. اتَّصل بعد يومين، وقال إنَّ مغنية يشترط ألا تكون هناك صورة، لأنَّ إسرائيل تطارده. وافقت وقلت نكتفي إذن بالتسجيل. عاد لاحقاً وقال إنَّه بات يمكن التعرف على المرء من صوته. الحل أن تكتب الأجوبة فقط. قلت لا أستطيع البقاء بلا دليل على إجراء الحديث. كان اسم الصديق مصطفى ناصر. ثم غاب الرجل المعني وغاب الموضوع.
كان محسن إبراهيم الأمين العام لـ«منظمة العمل الشيوعي» صاحبَ تجربةٍ لبنانية وعربية. ربطته شاباً علاقة قوية بجمال عبد الناصر. وكان وثيقَ الصلةِ بمؤسسي «حركة القوميين العرب»، وكان الأقربَ إلى ياسر عرفات وكمال جنبلاط. وافق بعد جهد طويل وروى ذكرياته. وكان صريحاً في شرح غياب الود بين عرفات وجنبلاط من جهة وحافظ الأسد من جهة أخرى. كنَّا نستعد لتحديد موعد النشر حين طلب بإلحاح أن يراني. ذهبت إليه. طلب بإلحاح أن أعيدَ إليه الأشرطة بسبب اتهامات حول دوره. وقال: «أعرفهم أكثر منك. وأحياناً يُقتل المرء بسبب ماضيه». احترمت إرادته ولم أنشر. وحين ذهبت إليه بعد اغتيال جورج حاوي، الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني»، بادرني قائلاً: «ألم أقلْ لك إنَّ المرء يمكن أن يُقتل أيضاً بسبب ماضيه».
اللائحةُ طويلة. وما أصعبَ أن تكون صحافياً في هذه المنطقة المؤلمة! يُقتلُ بعضُ من حاورتَهم ويُقتلُ بعضُهم الآخر قبل موعد الحوار. يحزن الصحافي على الناس أكثرَ من حزنه على ضياع المواضيع.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواضيع التي ضاعت المواضيع التي ضاعت



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon