الجريمة من فعل «داعش» والعقوبات لمصر
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الجريمة من فعل «داعش» والعقوبات لمصر؟..

الجريمة من فعل «داعش» والعقوبات لمصر؟..

 لبنان اليوم -

الجريمة من فعل «داعش» والعقوبات لمصر

طلال سلمان

أُسقطت طائرة ركاب روسية قريباً من العريش، في صحراء سيناء، بعد حوالي ثلث ساعة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ.

هزت الجريمة ضمير العالم، خصوصاً مع تباهي تنظيم «الدولة الإسلامية ـ داعش» بأنه مرتكب هذه المذبحة التي أودت بحياة 224 إنساناً، بينهم 17 طفلاً.

أما بعد الجريمة فكان ثمة ما يعادلها بل ويتخطاها فظاعة:
÷ تزاحمت الدول على سحب رعاياها الذين كانوا يمضون إجازاتهم في ذلك المنتجع الراقي، أو في المنتجعات الأخرى القريبة كالغردقة، عند الطرف الجنوبي لقناة السويس على البحر الأحمر، قبل انتهاء التحقيق وبصرف النظر عن نتائجه.

÷ تواترت التقارير حاملة تعليقات كبار المسؤولين في العالم وفيها ما يشير، من دون أن يجزم، إلى حصول عمل إرهابي... وجاءت لجان دولية إلى شرم الشيخ للتحقيق والتدقيق بمعزل عن اللجنة المصرية.

÷ وبرغم حالة الاضطراب والهلع التي أصابت الأجهزة المصرية في تعاملها مع هذه الجريمة البشعة، فإن «العقوبات» قد انهالت على مصر قبل انتهاء التحقيق بغض النظر عن نتائجه.. وهكذا ازدحمت آفاق شرم الشيخ وجوارها بالطائرات الآتية لاستنقاذ الذين اختاروها ملاذاً آمناً ومريحاً عند ساحل ذلك الخليج الجميل.

÷ تحول الحادث المفجع إلى مصدر لما يشبه القرار بشن حرب دولية على مصر عبر السياحة بوصفها مصدر دخلها الأول من «العملة الصعبة»، فضلاً عن سمعتها التي كانت طيبة نتيجة استتباب الأمن في المنطقة السياحية الرقم واحد فيها..

÷ تصرفت الدول وكأنها في حالة حرب مع مصر.. وليس مع «داعش»، إذا ما صح ادعاؤه الذي تحول إلى بروباغندا مدوية بأنه هو من ارتكب هذه الجريمة ضد الإنسانية.

لم يحدث حتى في الحروب أن تصرفت الدول بمثل هذا الرعب الذي زاد من «مهابة» «داعش» التي لا تقهر... ولم نسمع عن مؤتمر دولي استثنائي، مثلاً، للاتفاق على خطة شاملة لشن حرب دولية على «داعش» والقضاء على إرهابه.

وبغض النظر عن الاضطراب الشامل الذي طبع تصرفات السلطة في مصر، على المستويات جميعاً، ولا سيما لجنة التحقيق، فإن العقوبات التي فُرضت عليها باغتيال سمعتها السياحية ووضع منتجعاتها على اللائحة السوداء وكأنها مقار لـ «داعش»، تعادل إعلان حرب دولية على مصر..

كان التصرف الرسمي في مصر قاصراً، لكن التصرف الدولي كان أشبه بعقوبات دولية جماعية على مصر وشعبها، تستهدف اقتصادها الضعيف أصلاً.

وهكذا تكون «الدول» قد حققت في العقوبات التي ضربت السياحة، كركن أساس في الاقتصاد، ما لم يستطع «داعش» أن يحققه... وذلك بدلاً من أن تبادر إلى نجدة مصر، وتعزيز صمودها في وجه الإرهاب الذي يبدو أن «أمير المؤمنين» قد خص به البلاد العربية (الإسلامية بالأكثرية الساحقة من أهلها).. مع تركيز، عبر هذه العملية الإرهابية، إن كان هو فعلياً من خطط لها وارتكبها بدم بارد، على استهداف المدنيين من رجال ونساء وأطفال، جاؤوا من بلادهم البعيدة إلى مصر للاستجمام.

لقد حققت «الدول» في عقوباتها على مصر ما لم يستطع «داعش» إلحاقه من أذى بهذه الدولة المركزية في منطقتها... وبدل أن تبادر إلى نجدة مصر فإنها قد تلاقت، عبر تصريحات مسؤوليها المتسرعة التي مهّدت لإعلان «الحرب» على السياحة في مصر باعتبارها أحد أهم مصادر «العملة الصعبة» التي هي بأشد الحاجة إليها، في ظل أزمتها الاقتصادية المزمنة والمعقدة.

كان من الطبيعي أن تتقدم هذه «الدول»، الحريصة على أمن رعاياها، إلى المشاركة الفعلية في الحرب على «داعش»، بوصفه أخطر المنظمات الإرهابية التي تضرب ما تختار من أهداف، من دون أن تهتم بهوية ضحاياها وكم بينهم من النساء والأطفال، فضلاً عن الرجال، شيوخاً وفتياناً.

.. كان المأمول أن تصدر دعوة عاجلة لتلاقي الدول، بكبار مسؤوليها وأجهزة استخباراتها وطائرات التجسس، في شرم الشيخ بالذات، أو في القاهرة، وإظهار التضامن الأممي مع مصر ـ الضحية، والانخراط في الحرب ضد الإرهاب، وضد «داعش» تحديداً، بشكل جدي وحاسم يتجاوز الاستعراض الجوي الذي أطفئت شموع الاحتفال بسنته الأولى قبل أربعة شهور، بينما «داعش» يتوسع في الأرض العراقية ـ السورية، ويمد ذراع إرهابه إلى أنحاء أخرى ليست مصر أولها ولن تكون الأخيرة.

ولكم كان مفرحاً لو أن الدول العربية، لا سيما الأغنى، وهي المستهدفة، حسب قولها، بإرهاب «داعش»، أظهرت قدراً من التضامن مع مصر التي تعاني من مسلسل من الأزمات، بينها أو ربما أخطرها أوضاعها الاقتصادية، فبادرت إلى نجدتها في نكبتها الجديدة القاسية.

... أو لو أنها خصصت بعض ما تنفقه من مال وسلاح وذخيرة على المنظمات التي تدعمها للقتال في سوريا بذريعة الحرب على نظامها، في دعم من يقاتل «داعش»، قبل وصوله ـ بجموع مسلحيه ومعداتهم الحربية ـ إليها في عواصمها المذهبة.

أم أنها تفضل أن تبقى على موقفها الحالي الذي لا يمكن تفسيره إلا كتحالف فعلي وإن غير معلن مع «داعش» وأمثاله من المنظمات الإرهابية؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجريمة من فعل «داعش» والعقوبات لمصر الجريمة من فعل «داعش» والعقوبات لمصر



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon