عن صموئيل وفاطمة وصولاً إلى المبدع آدم حنين
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عن صموئيل وفاطمة... وصولاً إلى المبدع آدم حنين

عن صموئيل وفاطمة... وصولاً إلى المبدع آدم حنين

 لبنان اليوم -

عن صموئيل وفاطمة وصولاً إلى المبدع آدم حنين

طلال سلمان

التقيت آدم حنين أول مرة في «دارة أشجان المحبين» التي كانت ترعاها السيدة بدر حمادة ويستجلب زبائنَها زوجُها رسامُ الكاريكاتور بهجت عثمان أو «بهاجيجو» الذي لا تموت ابتساماته المنثورة على مساحة ما بين المحيط والخليج، انطلاقاً من مجلة «صباح الخير» ومعها «روز اليوسف» بقيادة احمد بهاء الدين وإشراف إحسان عبد القدوس، وصولاً إلى مجلة «المصور» في دار الهلال، فإلى مجلات الأطفال في الكويت ثم في أبو ظبي مروراً ببعض المجلات في بيروت.
كان آدم حنين يعيش قصة حب مضنية مع من ستغدو شريكة عمره ورافعة نجاحه «فاطمة»، وهي شقيقة الكاتب المبدع علاء الديب... والسبب اختلاف الدين، فآدم ـ واسمه الأصلي صموئيل هنري ـ قبطي أصيل. وقد عرفت فصادقت شقيقه الأصغر الذي استمد اسمه من رقته المهندس «نسيم هنري»، وكذلك شقيقه الأكبر «عريان هنري»، وكان تاجراً في خان الخليلي.
في «دارة أشجان المحبين» كانت بدر حمادة تستقبل صموئيل لتمسح دموعه، وتسعى لترتيب لقاء له مع المرأة التي أحب، بإذن خاص من شقيقها الذي كان يكتب مسيرة تقدمه كروائي. وكان الرسول الأمين «نسيم» هو مهندس المواعيد.
كان آدم حنين يحفر في صخر الغرانيت مسيرة نجاحه إلى القمة كنحات، وسط مواكبة زملائه في كلية الفنون الجميلة... وذات يوم قرر أن يبني بيتا في الحرانية، في سفح أهرامات الجيزة، ملتحقا برمسيس ويصا الذي كان قد أقام مصنعاً لسجاد الأطفال، إذ كان يأتي بمجموعات من الفتية والفتيات فيوفر لهم الصوف والقطن وألوان الصباغ ويترك لهم أن يحيكوا السجاد برؤاهم وأخيلتهم والألوان التي يختارون.
بنى آدم بيته عائداً إلى الطبيعة، وإلى المواد الأولية التي كان يستخدمها الأجداد، مبتعداً عن الأسمنت والحديد، ركز على الطين والقصب والأخشاب.
ولقد ذهبنا إليه في موكب جماعي يوم الخامس من حزيران 1968 لنحيي ذكرى «النكسة»: كنا حوالي الخمسين نفراً، بيننا رسامون وكتّاب وروائيون وصحافيون تجمعهم الصداقة والطموحات والهموم وذل الانكسار.
كان الثنائي الجميل آدم وفاطمة صورة للفرح، وكنا جميعاً مزهوين بانتصار الحب... نعيش بهجتهما وكلنا ثقة بأن مصر ستعود إلى الميدان فتنتصر، خصوصاً وأن كل شبابها من المتخرّجين، ومنهم الباشمهندس نسيم هنري، قد استدعوا إلى خدمة العلم.
ولسوف تمر سنوات، وتتعاظم إنجازات النحات آدم حنين الذي اعترف به العالم الفني كواحد من «الكبار» في عالم النحت.
وصدف أن كنت في باريس، فقرأت عن معرض للنحات العالمي الآن، آدم حنين، فسعيت إليه، وجلت مع القادمين للتعرف إلى الأعمال الباهرة لهذا المبدع المشبع بالتراث الفرعوني والإضافات القبطية والإسلامية، والذي يعرفه العالم، غرباً وشرقاً، أكثر مما يعرفه أهله العرب، في مصر وخارجها.
بقيت أتابع أخبار آدم حنين عن طريق شقيقه نسيم هنري الذي أنشأ ورشة يبدع فيها من الصلصال آنية مميزة، بالاشتراك مع زوجته الفرنسية هنرييت...
ولقد عرفت أن هذا النحات عالمي الشهرة قد ابتنى لنفسه متحفاً في الحرانية، مكان بيته المن طين، يحتوي على تماثيله وأعماله المختلفة، وسط حفاوة أهلية ورسمية، ومباهاة أهل الحرانية، التي باتت الآن مدينة صغيرة بعدما اختارها الكثير من الكتّاب والصحافيين مقراً لسكناهم فابتنوا فيها بيوتا أنيقة ليكونوا إلى جوار آدم حنين، الذي كتب ـ بالحديد ـ صفحة جديدة للإبداع الفني في مصر وسائر أنحاء الوطن العربي.
وبالتأكيد فإن وجوه كثير من رفاق الصبا ومن الشهود على الحب العظيم الذي جمع «صموئيل» و«فاطمة» في دارة أشجان المحبين، وبالذات بدر وبهجت، تكمن في قلب الحديد والغرانيت الذي أنطقه آدم حنين عبر قصة حبه التي شارك في كتابتها كثير من العشاق وأكثر ممن لم يعرفوا العشق لأن القلوب التي من غرانيت قد انتصرت على حبهم، لأنهم لم يكونوا برقة قلب العاشقين مدى العمر في جنتهما في الحرانية.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن صموئيل وفاطمة وصولاً إلى المبدع آدم حنين عن صموئيل وفاطمة وصولاً إلى المبدع آدم حنين



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon