واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة داعش
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة "داعش"!

واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة "داعش"!

 لبنان اليوم -

واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة داعش

طلال سلمان

ليس بالأمر الجديد أن يستخدم «الإسلام السياسي» لضرب العمل الوطني والطموح القومي إلى التحرر والتقدم في اتجاه العصر. بل ان الاستعمار القديم، بريطانيا بالأساس، كثيراً ما رعى نشوء حركات سياسية بشعارات إسلامية لمناهضة حركة التحرر الوطني، بأحزابها وقواها السياسية المختلفة، بالمزايدة أو بالمناقصة، بحيث يحتدم الصراع في الداخل فينشغل عن موجبات المواجهة لإسقاط الخطط الاستعمارية لتقسيم البلاد وأهلها، تارة على أسس طائفية أو مذهبية، وطوراً على قاعدة عرقية أو عنصرية.
إن مرحلة النهوض العربي التي تزامنت مع سقوط السلطنة العثمانية وقدوم الاستعمار الغربي، البريطاني أساساً، قد شهدت محاولات متعددة لاستيلاد تنظيمات سياسية في الأرض العربية، إسلامية الشعار، بقصد إضعاف التيارات الوطنية الوليدة المطالبة بل والمجاهدة من أجل التحرر بالاستقلال واستعادة الهوية الوطنية ـــ القومية، أي العربية إجمالاً، في حين كان «الإسلاميون» برعاية مباشرة من الاستعمار البريطاني، يروّجون لاستعادة «دولة الخلافة» مكفّرين دعاة الوطنية والقومية والاستقلال.
وها نحن نشهد موجة جديدة من الإرهاب بالشعار الإسلامي وبدعوى «العودة إلى الأصول» تحت راية «خليفة» أو أكثر، وفي ظل صراع مفتوح بين «الخلفاء» المزعومين، سواء من استظل منهم راية «القاعدة» أو من تقدم سابقاً إلى إعلان «دولة العراق والشام» طالباً «البيعة» من تنظيمات مشابهة في أقطار أخرى، لن تتأخر في إعلان ولائها ومن ثم انصهارها في جيش «الخلافة» العتيدة.
أما وقد تبدل الزمان ودالت الإمبراطورية البريطانية العجوز وهيمن العصر الأميركي، فقد انقسم دعاة الإسلام السياسي بين «جمهوريين» يتطلعون إلى المستقبل خارجين من الماضي، يتقدم صفوفهم «الإخوان المسلمون» في مصر على وجه التحديد، وبتحريض تركي على الأرجح، و «محافظين» يتمسكون بالخلافة ويستندون إلى التيارات الأصولية المتشددة في بعض أنحاء الجزيرة والخليج. وواضح ان هؤلاء «المتشددين» يتميزون بخزين من الغضب والخيبة يستولد قسوة غير مسبوقة، مترسبة من عهد صدام حسين، مضافاً إليها الخطايا التي ارتكبها غلاة الشيعة في الانتقام منه وتصفيته تحت رايات الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003.
فأما «دولة الخلافة»، فقد تحولت إلى استثمار أميركي ممتاز، إذ لم تجد بغداد المثخنة بجروح التعصب والإرهاب والنهب المنظم للدولة التي كانت الأقوى والأغنى في محيطها، والتي استنزفتها حروب صدام وتمت «تصفيتها» على أيدي الاحتلال الأميركي، إلا هذا الاحتلال ذاته مصدراً للنجدة... وقد جاءها بشروطه المتدرجة: أرسل طائراته المن دون طيارين، بداية، ثم طلب إلى أعوانه الغربيين المشاركة، فجاءت طائراتهم أسراباً، من مختلف دول أوروبا، وصولاً إلى استراليا التي لم يسبق لها ان قدمت نفسها كقوة عسكرية، مع التفاتة إشفاق إلى دول الخليج، سمحت بإشراك عدد من طائراتها وطياريها وطياراتها في المعركة ضد «خلافة الإرهاب».
وبعد جولات من المواجهات البرية التي أعطي شرف الريادة فيها لقوات «الإقليم الكردستاني» الذي تبدى دولة أقوى من «المركز» في بغداد، وتعثر هذه القوات، كان لا بد من زيادة الدعم الجوي، ثم فرضت الضرورة إشراك بعض «قوات النخبة» الأميركية والبريطانية والكندية. وغيرها على الأرض، كخبراء ومدربين في البداية. لكن الحاجة اقتضت زيادة أعدادهم وإنجاز خطط لتوزيعهم على القطعات العسكرية العراقية بعد «تطهيرها» من «العناصر القيادية» التي ثبت فسادها بالدليل المحسوس (في الموصل، بداية، حيث كانت فضيحة الاستسلام المدوية التي ارتكبها كبار الضباط فانسحبوا بغير قتال، تاركين تجهيزاتهم العسكرية وأسلحتهم التي تكفي لخمس فرق، وكذلك أموال الدولة العراقية في فرع المصرف المركزي عاصمة محافظة نينوى).
لكن الأرض العراقية متصلة ومتداخلة مع الأرض السورية التي كانت قوات «داعش» قد سبقت إلى احتلال بعض المناطق فيها بعنوان الرقة وما حولها، وتقدمت لاحتلال آبار النفط في جهات دير الزور والقامشلي، وقد ضمنت ان يشتريها منها «السلطان» التركي الجديد الطيب أردوغان، بحيث ترد إليه أفضال «التسهيلات» التي وفرها لاجتياح بعض شمال العراق وبعض شرق سوريا.
لا تمنع الفروق العقائدية بين السلطان التركي أردوغان، المتحدر من صلب «الإخوان المسلمين»، وبين «داعش» الذي ينادي بالخلافة، ان تزدهر تجارة المنهوبات بينهما، فالسارق من السارق كالوارث عن أبيه. ولا ينفع التدقيق في هوية مشتري النفط المنهوب، ما دام ذاهباً إلى بعض دعاة الحكم باسم الدين الحنيف، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص!
في المقابل، ينفع «الخليفة» التركي العصري الآن، والمرجعية السياسية العليا (من موقع الحكم) في التوسط بين الإدارة الأميركية و «الإخوان المسلمين» في مصر الذين أسقطت «دولتهم» في القاهرة انتفاضة شعبية عارمة، ليحل محلهم الطرف الوحيد الذي كان قادراً على أخذ السلطة: الجيش.. لا سيما في غياب القيادة السياسية المؤهلة لذلك الحشد البشري غير المسبوق الذي نزل إلى «الميدان» مرة ومرتين وثلاثا، لإسقاط الحكم الفاسد (حسني مبارك)، ثم لإسقاط حكم «الإخوان» الذي أكد ـــ بالمحسوس ـــ ان «الجماعة» يعيشون في عصر آخر، وانهم أعجز من ان يحكموا مصر ويلبوا مطالب شعبها.
هكذا، فوجئت القيادة الجديدة في مصر، بالإدارة الأميركية تستقبل وفداً من قيادة «الإخوان المسلمين»، برغم أن الشعب المصري قد أسقطها بحشود تظاهرات غير مسبوقة. ولا تكفي الوساطة التركية، ولو مشفوعة بالدعم القطري، كتبرير مقنع لهذا التصرف النافر، تقدم عليه الإدارة الأميركية، بذريعة الفصل بين «الإخوان» والتنظيمات الإسلامية الجهادية التي تقاتل الجيش المصري على امتداد صحراء سيناء، معلنة ولاءها للخليفة أبو بكر البغدادي الذي يقاتل لإقامة دولته في بلاد الشام.
لا بد أن ثمة خطأً فادحاً في الحسابات التي تقرر السياسات في البيت الأبيض، خصوصاً أن وزير الخارجية الأميركي قد دافع عن هذا اللقاء الذي تراه القاهرة «خطأ جسيما» في سياسة واشنطن عموماً، وإزاءها خاصة وعلى وجه التحديد: كيف يمكن الإمساك بالعصا من طرفيها؟! وهل تنزع واشنطن عن الحكم المصري صفة «الحليف» بتزكية خصومه الذين خلعهم بقوة الجماهير التي وفرت للجيش شرعية توجيه الضربة القاضية؟!
ثم إن التوقيت مؤذ جداً: فهذا التصرف الأخرق للإدارة الأميركية يتم عشية المؤتمر الدولي للاستثمار في مصر، والذي يحاول الحكم الجديد في القاهرة أن يحشد له أكبر تظاهرة عربية ودولية، مستعيناً على وجه الخصوص بدعم مفتوح من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
كذلك، فإن التصرف الأميركي الأخرق يجيء، في توقيته، متزامناً مع أعنف الهجمات التي تشنها عصابات التطرف الإسلامي التي تجهر بولائها لـ «داعش»، على الجيش المصري في سيناء، متعمدة أن تكون «الحدود» مع قطاع غزة هي «الجبهة»، بما يستولده هذا الخيار الجغرافي من التباسات سياسية تؤدي بالضرورة إلى تفجر العلاقات المتوترة أصلاً بين مصر و «حماس»، التي تتولى «مهام الحكم» في قطاع غزة، من خلف ظهر السلطة الفلسطينية!
إن مصر الذاهبة إلى الحرب مع تنظيمات التطرف الإسلامي، ومع «سلطنة» أردوغان الإخوانية في تركيا، لا يمكنها أن تقبل هذا التحدي الأمني الخطير في سيناء. وبالتالي لا يمكنها ان تقبل هذه المبادرة الأميركية تجاه «إخوان مصر» في هذه اللحظة السياسية ـــ الأمنية الحرجة، التي استولدت «حالة حرب» في القاهرة كان بين عناوينها اعتبار سيناء جبهة وتعيين قيادة عسكرية استثنائية للجيش الذي سيتولى «تطهيرها»، مسقطة الفروق بين «حماس» والتنظيمات الأصولية في تلك الصحراء المصرية التي سبق أن أعلنت ولاءها لـ «داعش».
... إلا إذا كانت واشنطن تتبرع بدور وساطة يفترض ان يؤدي إلى عودة «المعتدلين» من «الإخوان المسلمين» في مصر إلى بيت الطاعة، والتسليم بشرعية الحكم القائم، ولو بغير طلب من هذا الحكم الذي كانت ردة فعله قاسية (وهذا متوقع).
هل عدنا إلى نغمة التحالف مع الإسلاميين المعتدلين، ولو كانوا «إخواناً»، لمواجهة «داعش» وأمثاله من تنظيمات التطرف الإسلامي؟ ومن يضمن ولاء «الإخوان» الذين ذاقوا حلاوة السلطة ويعيشون الآن مرارة خسارتها مرة وإلى الأبد؟!

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة داعش واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة داعش



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon