الأقوى مسيحياً والصراع السني  الشيعي
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الأقوى مسيحياً والصراع السني - الشيعي

الأقوى مسيحياً والصراع السني - الشيعي

 لبنان اليوم -

الأقوى مسيحياً والصراع السني  الشيعي

علي الأمين

تبدو الرئاسة الأولى سجينة قرار اتفاق الاقطاب الموارنة واختلافهم اليوم. هذه هي الحقيقة التي تبرز امام المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما. فقد رمى الآخرون من اللبنانيين الكرة في هذا المربع، وقالوا: احسموا امركم وقرروا رئيس لبنان ونحن سنبارك اجماعكم على رئيس منكم او من خارج مربعكم. ما طمح الأقطاب الاربعة الى الوصول اليه حصل، فبات القرار رهن اجماعهم على العماد ميشال عون او النائب سليمان فرنجية، او على التعطيل وعدم انتخاب رئيس، وهذا ما هو حاصل حتى اليوم.

الصورة هذه جرى تظهيرها بإرادة الاقطاب الاربعة وبرضى من بكركي التي لم تعترض على حصر الرئاسة بهذا المربع حينما جرى الاتفاق تحت سقفها وبحضور راعيها. ربما ثمة من يعتبر هذه الخلاصة غير دقيقة بل غير صحيحة. وهي تنطوي لدى من يروج لها على تحميل المسيحيين، ولا سيما اقطابهم، مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية. قد يكون ذلك صحيحا وقد يكون صحيحا ايضا ان الصراع الفعلي على من يملأ الفراغ الرئاسي هو على ضفة القيادات المسلمة، بفرعيها السني والشيعي، وان ما يبدو خلافا مارونيا على حسم الرئاسة الاولى هو في جوهره خلاف سني – شيعي يجري تظهيره بأدوات مسيحية، مارونية تحديدا.

يجب الاقرار ان الدور المسيحي في لبنان فقد خصوصيته السياسية منذ ان قرر رموزه السياسيون ان يعززوا من حضورهم ونفوذهم المسيحي من خلال الاستثمار في الصراع السني – الشيعي داخل لبنان وفي المنطقة، من دون التفكير او العمل الجدي من اجل ايجاد خصوصية مسيحية لبنانية ووطنية ايجابية، خارج هذا الاصطفاف السني – الشيعي من دون قطيعة معه. تظهر قدرتها على خلق جاذبية لبنانية قادرة، بفعل نظام المصالح الوطني، على جذب غير المسيحيين الى مسارها او الى المجال الوطني الذي يمثل خيارا بديلا عن جعل الدولة ساحة تصفية حسابات مذهبية اسلامية.

ربما بدا كبيرا اغراء الانخراط في هذا الصراع. لأنه أتاح لهذه القوى فرص الارتقاء بأحزابها وعصبياتها الضيقة الى مصاف متقدم في متاهة الصراع الاسلامي. إذ لم يستطع ما يسمى "الاقطاب المسيحيين"، ايجاد حيّز مسيحي لبناني، خارج المصالح الضيقة. هذا ولا ينقص المسيحيين، كما اللبنانيين عموما، تمثيلهم الطائفي او اعداد الموظفين في الادارة العامة، او عدد النواب والوزراء، وان كانوا مسيحيين اصيلين او صناعة "صينية". الأزمة تتجاوز هذا التفصيل. ذلك ان المفارقة تكمن في ان اكثر الذين يعتدون بصفاء مسيحيتهم التمثيلية هم اكثر المنخرطين والمستثمرين في الصراع على جبهة الصراع السني – الشيعي، بحيث تبدو هذه الادعاءات، بصفاء التمثيل، او الدعوات الى تنقية التمثيل المسيحي من شبهات اوراق الاقتراع الاسلامية، ذرا للرماد في العيون. فأكثر المدّعين من السياسيين المسيحيين، في سعيهم لنقاء التمثيل المسيحي، هم الأكثر تبعية والتزاما بمقتضيات الصراع السني – الشيعي ومتطلباته.

تجديد الدور المسيحي ليس معياره ان كل من يصل الى رئاسة الجمهورية يجب أن الاكثر تمثيلا او الاقل تمثيلا. الموضوع في مكان آخر، وادّعاء ان قيادات مسيحية هي من عطّل الانتخابات الرئاسية هو وهم. وادّعاء وجود قوة ذاتية قادرة، ليس واقعياً، كذلك الإيحاء أنها هي من سيقرر انتخاب الرئيس، ففي هذا مزيد من اغراق المواطنين في الوهم. لبنان يحتاج دورا مسيحيا لكن لا يبدو ان اقطابه، المفروضة للرئاسة شكلا، مهيأة لمثل هذا الدور. الدور المسيحي المطلوب هو ما يحتاجه انقاذ المسلمين الذين غرقوا في انقساماتهم العبثية والمدمرة للبنان، اي من يحمل مشروعا ورؤية باتت ملحة اليوم لاستنقاذ لبنان، بل استنقاذ المسيحيين ودورهم الخاص. ليس عبر تحسين حصص احزابهم واقطابهم، بل بتقديم رؤية تستجيب لمتطلبات دور لبنان العربي والدولي، وضمنا اعادة بلورة الدور المسيحي القادر على بناء تفاهمات اسلامية في لبنان بشرط وطني وعلى قواعد الدولة.

هذا الدور يتطلب رجالات لديها رؤية لبناء الدولة ومتخففة من اثقال الصراع الاسلامي، وليست منهمكة في تكوين عصبية مسيحية في مواجهة العصبيات الاسلامية، ولا يشغلها اكتساح الشارع المسيحي بغرائزية غايتها الهبوط بالسياسة الى ما دون بناء الدول.

لبنان اليوم يحتاج الى اعادة ترميم وبناء وطنية لبنانية. والرئيس يجب ان يكون على هذا المستوى. وهذا ما يحتاجه المسلمون: رئيس لا يستثمر في الصراعات الاسلامية، بل رئيس يستثمر في بناء التقارب بين المسلمين من خلال مشروع لبناني. وهذا ما يمكن ان يشكل رافعة لدور مسيحي في لبنان والمنطقة العربية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأقوى مسيحياً والصراع السني  الشيعي الأقوى مسيحياً والصراع السني  الشيعي



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon