ولاية الفقيه والمقاومة الغاية والوسيلة

ولاية الفقيه والمقاومة: الغاية والوسيلة

ولاية الفقيه والمقاومة: الغاية والوسيلة

 لبنان اليوم -

ولاية الفقيه والمقاومة الغاية والوسيلة

علي الامين

رزان مغربي في حديث إلى "العرب اليوم": مقدمات "صوت الحياة" إلهام يهبط على رأسي ما نشهده فصل المقاومة عن غاياتها لتتحول الى غاية في ذاتها فصل ولاية الفقيه (السياسية) عن رؤية حزب الله للنظام والحكم لايزال السلاح يؤدي دورًا حاسمًا في الحياة السياسية اللبنانية، وهو ما يجعل حزب الله صاحب اليد العليا في البلد، باعتباره المتفوق على ما عداه في المضمار الامني والعسكري وملحقاته، والقادر على ليّ عنق الحياة السياسية اذا ما مسّت نظام مصالحه الامنية والعسكرية. لذا حزب الله، رغم التفلت الامني والعسكري شمالاً، وتعاظم موقع الشيخ احمد الاسير في صيدا جنوبًا، لم ينهمك في الانخراط بمواجهة سنية – شيعية. فهو لا حاجة له الى التورط في الفتنة، اذ يميل ميزان المصالح لديه لصالح المحافظة على ما يحوزه من نفوذ خاص امني وعسكري على امتداد لبنان واكثر، ومن نفوذ في الحكومة وفي المؤسسات الرسمية على اختلافها يوفره فائض القوة العسكري والامني. لكن هذا الميزان لا يعني ان التعبئة الداخلية لديه ليست تعبئة عصبوية فاقمها اختلال التوازن السياسي في السلطة بين السنة والشيعة. تعبئة عصبوية هي في حد ذاتها من مولدات الفتن، خصوصا عندما يواكبها تنامي العزلة وثقافة الاستقواء على الآخر والخوف منه في آن. لكن ذلك، في الوقت الحاضر وفي ظل التحكم والنفوذ، ليس من حاجة له. فلا ضرورة ليخوض حزب الله معارك او حروباً داخلية لا تعود عليه بالفائدة الحقيقية. وفي هذه الحال المقهور والمتضرر من الهيمنة هو من يسعى الى الفتنة، وهو الذي يحاول مواجهة التفوق العسكري والامني والخلل في السلطة باستحضار العصبية، في بلد يختصر فيها المكون الطائفي الحياة السياسية. الايديولوجيا للداخل الايراني التفوق العسكري والنفوذ الامني والسياسي لحزب الله هذا لا يوفران له ضمانة الاستقرار. فاعتماد اولوية الشأن العسكري والامني في بنيته وسلوكه سخّر الجانب السياسي لصالح الجانب الامني، بحيث تحولت السياسة الى مجرد ترتيب لحماية البنية الامنية والعسكرية تحت عنوان المقاومة. علماً أن أي مشروع مقاومة في العالم هدفه إما بناء الدولة وإما وحدة المجتمع او تحقيق رؤيته السياسية والاقتصادية او الايديولوجية وما الى ذلك من اهداف. لكن ما نشهده في لبنان فصل المقاومة عن غاياتها لتتحول المقاومة الى غاية في ذاتها. وعلى ذكر الايديولوجيا تمثل ولاية الفقيه العقيدة السياسية الوحيدة لحزب الله، الذي يمثل طرفاً من اطراف النظام الايراني، بما يوفره من خدمة وظيفة إيرانية داخلية هي حماية نظام ولاية الفقيه، إنطلاقا من نموذج للنفوذ خارجي ولفاعلية ايران، تحققا من خلال الحزب وولاية الفقيه. وما يؤكد هذه الوظيفة أن حزب الله، خارج ايران، يفتقد إلى رؤية ايديولوجية للحكم والنظام. هذا لأنّ الأيديولوجيا التي يتبناها النظام الايراني لا يمكن ان تطبق خارج ايران. من هنا لا يصوغ حزب الله رؤيته للنظام والحكم إنطلاقا من ايديولوجيته ، بل تبدو وظيفة الإيديولوجيا الوحيدة التماسك الحزبي الداخلي. أما ما يصدر عن الحزب من اقتراحات لبنانية على هذا الصعيد لا يعدو كونه اقتراحات آنية لخدمة البنية الامنية العسكرية، ولا تعكس أي تصور فكري حول النظام السياسي في لبنان. التهويل وحافة الهاوية انفصال الايديولوجيا عن رؤية الحزب للنظام والحكم هو ما يجعله، كحركة اسلامية، غير مضطر لمراجعة منطلقاته الفكرية والسياسية، بل يبدو خارج المنظومة المولجة التفكير في نظرية ولاية الفقيه (السياسية) ومراجعتها واعادة النظر في بعض جوانبها، كحال جماعة "الاخوان المسلمين" التي وجدت نفسها معنية، في محطات عدة، بإعادة النظر في رؤيتها الحكم والنظام انطلاقا من المراجعة الايديولوجية. فولاية الفقيه، كنظرية سياسية، لا علاقة لها بالواقع السياسي الذي يعيشه حزب الله في لبنان. وهذا الفصل بين ايديولوجيته والحياة السياسية يجري تعويضه بتحويل المقاومة الى غاية. وهو فصل يتيح لحزب الله سلوكا براغماتيا في السياسة وفي الاجتماع، حاليا ودائما، لا يتماشى مع الثبات الايديولوجي لديه. وبما ان الجميع يقتات على العصبية المذهبية في لبنان، بين مقتات مع حرص على الهدوء وعلى مكاسبه العصبية، وآخر مغامر ليس لديه ما يخسره مع فرصة سانحة لتحقيق المكسب. فبعد نحو ثلاثة عقود على تأسيسه، يتجه حزب الله، الذي يتقن لعبة التهويل وسياسة حافة الهاوية الايرانية، الى التموضع بما يتيح له المحافظة على اكبر قدر ممكن من الحضور والفاعلية. واذا كانت المعادلة الطائفية توفر له جزءًا من هذه الحصانة، الا ان هذه المعادلة تفرض عليه التراجع والتنازل والانخراط في تسويات داخلية. وهذا استحقاق تستعجله التحولات الاقليمية وحتمية التغيير في سورية، ويرجحه الفائض البراغماتي الذي يجعل حزب الله وايران من وراءه أقل تهورا في التفريط بمكاسبهما. نقلاً عن جريدة "البلد"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولاية الفقيه والمقاومة الغاية والوسيلة ولاية الفقيه والمقاومة الغاية والوسيلة



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon