القلمون ربيع لبنانيّ حارّ ورئيس ضدّ الإرهاب

القلمون: ربيع لبنانيّ حارّ.. ورئيس ضدّ الإرهاب

القلمون: ربيع لبنانيّ حارّ.. ورئيس ضدّ الإرهاب

 لبنان اليوم -

القلمون ربيع لبنانيّ حارّ ورئيس ضدّ الإرهاب

علي الأمين

الحرب على الارهاب هي المهمة الاولى وربما الوحيدة التي سينهمك اللبنانيون بخوضها في المرحلة المقبلة. فالمؤشرات الميدانية والسياسية تدفع نحو مزيد من التأزم في المشهد السوري، وربما إلى عملية خلط اوراق في سياق اولوية الحرب على الارهاب التي ستقرّر بعد سنوات مستقبل سورية. ولبنان يغرق اكثر فأكثر في الرمال السورية، سواء من خلال انخراط حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري، او عبر انتقال الجيش اللبناني من مرحلة النأي بالنفس عن المعارك مع المجموعات المسلحة السورية، الى مرحلة خوض المواجهة بشكل واضح وعلني مع ما يسمّى "المجموعات الارهابية".

على انّ يجعل من الحرب على الارهاب حقيقة واقعة على الاراضي اللبنانية، ولا سيما على الحدود الشرقية، هو بدء الاستعداد الجدّي من قبل تنظيم "داعش" لجعل منطقة القلمون ساحة جهاد لهذا التنظيم. فالمعلومات التي بدأت تنتشر في اوساط المجموعات المعارضة والمسلّحة تفيد بأنّ تنظيم داعش بدأ بالاستعداد من اجل الامساك بهذه المنطقة، ويمهّد لهذه الخطوة بدعوة مجموعات المعارضة المسلّحة، على اختلافها في القلمون، الى مبايعة الخليفة البغدادي واعلان الولاء للدولة الاسلامية في العراق والشام.

وتضيف المصادر انّ التنظيم اوكل القيادة الى ثلاثة امراء تمّ استحضارهم من الانبار في العراق، كما تتمّ عمليات نقل الاسلحة من العراق الى مناطق عدّة في سورية. والثابت ان تنظيم داعش بدأ معركة القلمون بالتحضير لها تنظيميا، بانتظار انقضاء الشتاء، اذ يتوقّع مراقبون ان يكون ربيع القلمون هذا العام ناريا بعدما وضع تنظيم داعش هدف السيطرة على القلمون على سكّة التنفيذ.

وسواء نجح داعش في السيطرة على القلمون أم فشل، فالمؤكّد، بحسب المتابعين من الداخل السوري، انّ تنظيم داعش يحصد خيبات المعارضة ويثمّرها في استقطاب فئات فقدت الثقة بقدرة سواه على اعادتها الى قراها وبلداتها. هذا في ظلّ كلام متنام على انّ العودة الديمغرافية الى ما كانت عليه منطقة القلمون قبل الثورة السورية لم يعد واردا في حسابات الجيش السوري وحزب الله، لا في الحاضر ولا في المستقبل، بعدما ثبت انّ هناك حاجة من كلا الطرفين الى اقتلاع البيئة المعادية لهما في هذه المنطقة. وهناك اسباب باتت معروفة سبّبت معركة القصير ولاحقا يبرود وما بينهما...

ما يعزّز من وجهة التصعيد في هذه المنطقة، وتنامي نفوذ داعش في سورية عموما، هو العجز او اللامبالاة الدولية تجاه وضع الازمة السورية على سكّة الحل اولاً، والتباين الجليّ بين اطراف التحالف الدولي ضد داعش حيال طريقة التعامل مع الازمة السورية ثانياً. ومن هنا نقرأ إعلان الادارة الاميركية، من الرئيس ونائبه الى وزير الخارجية، انّ اولوية انهاء تنظيم داعش في العراق ونجاح التسوية السياسية يتقدّم ويمهّد للحل في سورية ثالثاً، مترافقاً مع التلويح الدولي ببقاء نظام الاسد، ولو شريكا، وبقاء النفوذ الايراني في سورية، ولو بشراكة دولية.

خلاصة هذه العوامل، التي تستبعد الحل السياسي في سورية خلال المدى المنظور، أنّ الميدان يفتح شهية القتال لفرض وقائع عسكرية جديدة. من هنا بدأت استعدادات داعش تنطلق من فعل المباغتة، بالاستفادة من عدم انسجام خصومه، سواء في المعارضة السورية المسلّحة، او في الجيش السوري. فضلا عن تنامي البيئة الحاضنة لها، التي تتوسّع كلّما لمست هذه البيئة عبثية المواقف الاقليمية والدولية في مقاربتها للكارثة التي يعيشونها... وقد لا يكون "داعش" هو التنظيم الاقوى في سورية اليوم، بما فيها الجيش النظامي وحزب الله، لكنّ كلّ المؤشرات تدفع الى توقع ان يكون الربيع المقبل الاختبار الحقيقي لداعش ولخصومه...

عمليا كسب هذا التنظيم السبق الايديولوجي والاعلامي عندما اتفق العالم، بممانعيه وامبريالييه، على القضاء عليه. ولو كان البعض يشكّك، الا انّ اليأس الاجتماعي في البيئة السنية السورية، واغراء مواجهة الغرب، والنشوة الدينية والمذهبية، هي عوامل تترسّخ في المشهد السوري وفي المنطقة عموما، وتجعل من خطاب داعش وسلوكه السياسي والديني، قوّةً متنامية ومرشّحة إلى أن تتلبّس على طريقتها ثوب ثأر الجرح السوري او الجرح السنّي عموما.

الربيع المقبل والحارّ، وما ستحمله المرحلة المقبلة من تدفّق المقاتلين باتجاه منطقة القلمون والحدود اللبنانية، يرسمان اليوم معادلة التسوية اللبنانية الداخلية. فرئيس الجمهورية المقبل لن يكون الرئيس الذي يرفع شعار النأي بالنفس، بل سيجلس على مقعد حول طاولة التحالف الدولي ضدّ داعش. والحرب على الارهاب هي برنامج الرئيس المقبل، بديلا عن الثلاثية الذهبية واعلان بعبدا ايضاً... فتأملوا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القلمون ربيع لبنانيّ حارّ ورئيس ضدّ الإرهاب القلمون ربيع لبنانيّ حارّ ورئيس ضدّ الإرهاب



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon