تعميم الفساد والانحلال لحماية السلطة الفاسدة والمنحلة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

تعميم الفساد والانحلال.. لحماية السلطة الفاسدة والمنحلة

تعميم الفساد والانحلال.. لحماية السلطة الفاسدة والمنحلة

 لبنان اليوم -

تعميم الفساد والانحلال لحماية السلطة الفاسدة والمنحلة

علي الأمين

فساد الزعيم في وعي الجماعة الممثل لها فساد من اجلها وفي سبيلها

السلطة الفاسدة لكي تستمر تهبط بالمجتع الى ما يتناسب مع هبوطها وانحدارها

 

تنحدر الاخلاق وتتداعى في المجتمعات عندما تنحدر السياسة وتتراجع لحساب تأبيد السلطة الحاكمة في هذا المجتمع او في الدولة. كل سلطة مستبدة تسعى بالضرورة الى جعل نموذجها المثال والامثولة لمجتمعها. اي ان السلطة بسعيها هذا تدرك ان غاية الامثولة والمثال، هي اتّباعها والسعي لتمثُل اخلاقياتها وسلوكها. وبهذا المنهج تحاول السلطة جعل نفسها مقدسة أمام اتباعها وفي المجتمع والدولة، لتبرير وتأبيد نموذجها التسلطي القائم على الاستبداد. ولا مرة لم تكن للاستبداد ذريعة يستخدمها المستبدون في مواجهة اي مسّ بالسلطة التي يمتلكونها، او لتقويض ايّ فكرة مغايرة او مختلفة يفترضون انها تمسّ المقدس، في هذه الحال السلطة هي المقدس ولا شيء سواها.

وعندما تنحدر السلطة بقيمها، ويستشري الفساد في مفاصلها، ويستفحل الاستبداد في سلوكها، تدافع - هذه السلطة - عن بقائها عبر تعميم ثقافة الفساد في المجتمع. فهي عندما تدفع بالمجتمع ومؤسساته نحو هذا الدرك، تدرك انها تحمي نفسها من المحاسبة. لذا لا يمكن ان تحافظ على سلطتها الا بالمزيد من افساد المجتمع. وحين تجد نفسها، في المعنى الاخلاقي، ضمن موقع مغاير للثقافة المسيطرة على مفاصل المجتمع، ستشعر بتهديد وجودي، وبالتالي لا بد لكي تستمر، من ان يهبط المجتمع لكي يتناسب مع هبوطها وانحدارها.

هنا يصبح "الاستثمار في الجهل" (العبارة للراحل السيد هاني فحص) سبيلا لحماية الفساد، وعبر اضفاء القداسة على الحاكم تتحصن السلطة. ولبنان نموذج من هذه النماذج حيث تجتهد السلطة على مستوى الجماعات او على مستوى السلطة الممثلة لها، في افساد المجتمع. فالزعيم، اذا ما تورط في نهب المال العام، فيجب ان يرتبط هذا النهب في وعي الجماعة الممثل لها على أنه نهب من اجلها وفي سبيلها. ولا يمكن لهذا الوعي ان ينوجد اذا لم يكن مسبوقا باعلاء ثقافة التشبيح والسلب للمال العام وان يتحول النهب عمليا الى حق مشروع، اذا كان في سبيل جماعة ما او لحساب رمز من رموزها او حتى من اجل "قضية مقدسة". الافساد لكي يحقق مبتغاه ويترسخ في المجتمع لا بد ان يعمد الحاكم اوالزعيم الى فتح مسارب له نحو مفاصل المجتمع.

والسلطة في هذه الحال معنية بتوفير الذرائع. ففي سبيل ذلك لا بد من تهميش سلطة القانون. ويتم ذلك من خلال اظهار السلطة كفاءتها في تجاوزه. فالقوة بذاتها هنا تصبح هي الشرعية وهي القانون. وكلما نجحت السلطة في هذا المضمار... تحولت الى مركز استقطاب ونموذج يُحتذى به في المجتمع. فالسلطة الفاسدة لا يمكن ان تستمر ان لم تروج وتحمي الفساد في المجتمع. بهذا المعنى يمكن ان نفهم، على سبيل المثال لا الحصر، ظاهرة استسهال التعدي على الاملاك العامة ومصادرتها. تساوى في هذا رموز في السلطة ومواطنين عاديون. فمخالفة الدستور والقانون هي بالضرورة دعوة مباشرة الى الناس لتجاوز القانون. ولا يمكن تجاوز الدستور لو ان هذا الانتهاك لم يتكامل ويمتد لانتهاك قواعده في الشارع وبين المواطنين.

الافساد في المجتمع شرط ضروري لاستمرار السلطة الفاسدة. والاخطر ان يتم استدعاء الدين لتبرير الفساد والافساد. ولطالما ساهمت السلطات الدينية في تبييض جرائم الفساد داخل السلطة وعلى مستويات ادنى. ففي الخروج على سلطة القانون والدولة شكلت تجارة الفتاوى الدينية الخاصة والعامة، الصغرى والكبرى، سبيلا لمحاولة اضفاء شرعية دينية على ارتكابات شتى . وهذا ما خبرناه خلال العقود الماضية في اكثر من مجال ساهم في اضعاف الدولة من جهة وتثبيت السلطات الخارجة عليها.عندما تتهاوى او تتصدع قواعد الدستور والقانون في ادارة الدولة، لا يبقى المجتمع على حاله، بل تبرز فيه ظواهر تتمثل السلطة، وتتبعها وتحاكي انتهاكاتها في مجالها. وينشأ تواطؤ بينهما على استثمار الجهل من اجل حماية السلطة. والسلطة هنا، منظومة متكاملة تقوم على الاستبداد ورذل النقد والاصلاح.

وكلما غرق المجتمع في وحول الفساد والافساد، تقدم الجهل وحكَم... وهذا اساس لا بد منه لحماية السلطة الفاسدة والمفسدة... سواء حكمت باسم الدين ام الطائفة ام الوطنية...

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعميم الفساد والانحلال لحماية السلطة الفاسدة والمنحلة تعميم الفساد والانحلال لحماية السلطة الفاسدة والمنحلة



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon