شارلي إيبدو الغرب يدفع ثمن سكوته عن المجزرة السورية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

شارلي إيبدو: الغرب يدفع ثمن سكوته عن المجزرة السورية؟

شارلي إيبدو: الغرب يدفع ثمن سكوته عن المجزرة السورية؟

 لبنان اليوم -

شارلي إيبدو الغرب يدفع ثمن سكوته عن المجزرة السورية

علي الأمين

مليون ونصف المليون فرنسي نزلوا الى الشوارع والساحات وعشرات قادة الدول انضموا الى الرئيس الفرنسي ليعبروا عن استنكارهم العمل الإرهابي الذي شهدته العاصمة الفرنسية ضد صحيفة " شارلي إبدو" وأدّى الى قتل سبعة فرنسيين.

الحدث الفرنسي يشغل اوروبا اليوم، لأنّ منفّذَيْه فرنسيان، مسلمان من اصول جزائرية، لذا فهو حدث يجدّد طرح سؤال ثقافي حضاري على المجتمع الفرنسي والدولة الفرنسية اولاً: هل إنّ العمل الإرهابي الذي طال الصحيفة هو موضوع امني؟ ام تقع الجريمة ضمن مسؤولية المسلمين، بحيث انّ كلّ مسلم مدان حتّى تثبت براءته؟ وهل اسباب هذا العمل الارهابي تكمن في الثقافة الاسلامية او في الاسلام أم هو تقصير أوروبي في دمج المسلمين بالمجتمعات الأوروبية؟ وكيف يدير الغرب صراعاته؟

أجهزة صنّاع القرار في الغرب لا تفكر من منظور ثقافي حضاري، بل من خلال منظومة المصالح. فالعرب والمسلمون اليوم بالنسبة اليهم موضوع امني. وما جرى في فرنسا لا يمكن عزله ايضا عن عمق العلاقة بالعولمة وسوء توزيع الثروة والتبعية الحضارية، وغياب الديمقراطية والتنمية والمساواة. فبعد كل عمل ارهابي في اوروبا تتصدّر المشهد لغة تعميمية بحقّ المسلمين. في المقابل لا نجد هذه الدول مهتمة باستيعاب المسلمين وبتعزيز روحية الانتماء لهذه الدول، بل تذهب الحكومات نحو اجراءات تزيد من عزلة الجماعات المسلمة واشعارها بالكثير من الذنب والمسؤولية وتجعلهم نهباً للتطرف.

هذه الحكومات استنفرت بعد نشوء تنظيم داعش. قبل داعش لم تستنفر رغم سقوط اكثر من مئة الف قتيل في سورية، وبات العدد يقارب الـ،300 ألف اليوم. وهذا يكشف اولويتها الامنية وتقدّمها على الأولوية الحضارية. أما غياب الديمقراطية وحقوق الانسان في بلادنا فلا يعنيها. هذه الحكومات الغربية ليس المطلوب منها الاعتراف بالمسلم في بلادها، بل المطلوب مساعدته على الانتقال من منظومة قيمية الى منظومة قيمية أخرى تساعده على الاندماج وبالتالي الخروج من الغيتوات المسلمة التي تنتشر في اوروبا وغيرها. لم يبذل أحد جهداً حقيقيا على هذا الصعيد. حتّى هذه الحكومات حين تريد ان توجّه رسالة ايجابية إلى المسلمين نراها تذهب باتجاه تعزيز المشروع الاصولي والسلفي، وتتخلّى عن منظومة القيم الديمقراطية في سبيل نظام مصالحها. فالحكومات الاوروبية والاميركية عقدت صفقات مع منظومات اسلامية سلفية واصولية، لتأمين مصالحها على حساب منظومة القيم الديمقراطية والحقوقية. وبالتالي على حساب أيّ مشروع تنويري لدى المسلمين.

اما ما نشرته مجلة الرسومات الكاريكاتورية التي نُفذت الجريمة بحقّ محرّريها، فلا يدخل في باب حرية الرأي المقبولة بل في سياق التحريض على الاديان والرموز الدينية ( لجميع الاديان). ورغم ذلك فمواجهته ليس مقبولا أن تكون بالقتل والعنف والإرهاب . لكن ما يجب ان يقال في هذا السياق هو التالي: لماذا دائما موضوع حرية التعبير عن الرأي يوضع في مقابل إشعار الآخرين بالاهانة؟ لماذا تقدّم حرية التعبير في مقابل التسليم بتقبّل الاهانة؟ بمعنى ادقّ: لماذا تُحشر حرية الرأي في زاوية ضيقة؟ لماذا في اوروبا نفسها يشكّل التشكيك بجرائم الهولوكست إيذاناً بالدخول إلى السجن؟ أما شتم رسول المسلمين فيجب أن يمرّ مرور الكرام؟

القيم الغربية الحقوقية والديمقراطية ان لم تتقدم في سياسات الحكومات على شبكة المصالح لديها، فسيبقى المعيار الامني هو الذي يحدد العلاقة مع الاسلام وشعوبه. واذا بقي تعامل الحكومات مع الجماعات المسلمة في اوروبا بعنوان امني يستهين بالجهد المهمش من اجل ازالة مبررات التمييز العنصري، سيدفع هذه الفئات الى المزيد من العزلة والشعور بالذنب والمسؤولية وانتاج التطرف. اذ ليس هناك من جهد حقيقي لاستيعاب هذه الجماعات بما يعزز في تفكيرها وسلوكها المواطنية.

ما حصل في باريس ارهاب لا يمكن ان يبرّر، لكن له اسبابه التي يجب ان تقرأ بعناية. وهي ليست في الإسلام كما يجري التجييش داخل المجتمعات الغربية من قبل تيارات تستثمر هذه الأعمال الوحشية. وتظاهرة باريس تكشف التخبّط في قراءة الواقع الاسلامي. مئات الآلاف قتلوا في سورية. الحكومات الغربية ايضا هي مسؤولة ما دامت تتعامل مع المنطقة باعتبارها ملفاً امنياً يحمي نظام مصالحها. فليس امراً عاديا ان تتحرّك الجيوش الغربية ضدّ النظام العراقي أو السوري من اجل المفاعل النووي او الاسلحة الكيماوية، ولا يحرّكها او يوقظها مجزرة يومية يرتكبها بشّار الأسد منذ اربع سنوات بحقّ الشعب السوري.

عندما يوغل الغرب في تقديم نظام مصالحه على منظومة القيم الحقوقية والديمقراطية التي يؤمن بها، فسنتوقّع في زمن العولمة انّ جغرافيا الإرهاب ستتمدّد من الشرق إلى الغرب.. وبالعكس ايضاً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارلي إيبدو الغرب يدفع ثمن سكوته عن المجزرة السورية شارلي إيبدو الغرب يدفع ثمن سكوته عن المجزرة السورية



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon