شيطان تفاصيل التسوية من علويي سوريا إلى رئاسات لبنان

شيطان تفاصيل التسوية: من علويي سوريا إلى رئاسات لبنان

شيطان تفاصيل التسوية: من علويي سوريا إلى رئاسات لبنان

 لبنان اليوم -

شيطان تفاصيل التسوية من علويي سوريا إلى رئاسات لبنان

علي الأمين

هل بدأ مسار التسوية الداخلية؟ وهل بدأ النقاش الفعلي حول عناصر هذه التسوية بين القوى الداخلية؟ أم علينا أن ننتظر قطار التسوية بعد إشارات اقليمية تشكل القاطرة لهذه التسوية؟

القوى السياسية على اختلافها تنفي حصول اي تطور عملي يترجم المناخات الايجابية التي انطلقت مع خطابي الأمين العام لحزب الله الاسبوع المنصرم. ليس من مشاورات تجري بعيدا من الأضواء، الاتصالات والحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل لم يطرأ جديد يذكر على مضامينه. لكن كيف يمكن ترجمة المناخ الايجابي الذي شاع ولا يزال؟

النائب نواف الموسوي اعاد التذكير من عين التينة بمضمون مبادرة السيد حسن نصرالله عبر ربطه بين انتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس للحكومة، وهو ما فسر على انه دعوة للتسليم بحق قوى 8 آذار بتسمية رئيس الجمهورية مقابل تولي قوى 14 آذار تسمية رئيس الحكومة، ولم نعلم ان كان استثناء رئاسة البرلمان من عناصر المبادرة هو نوع من الاستهانة بهذا الموقع واعتباره ادنى مستوى من الرئاستين الاولى والثالثة، ام هو تعبير عن ان الرئاسة الثانية هي فوق الجميع وليست عرضة لأي مساومات او صفقات كحال رئاستي الجمهورية او الحكومة.

ومع علمنا أن رئاسة مجلس النواب هي رئاسة ممدد لها حتى منتصف العام الجاري، الا أن مقتضى التسويات، إذا ما كانت تضع الرئاسات في سلال المحاصصات، يفارض أن يدرج آلية لاختيار رئيس البرلمان تتقدم على آلية الانتخاب. فكما تنتزع الرئاستان الاولى والثالثة من سياق الانتخاب ومن السياق الدستوري، فلماذا تستثنى الرئاسة الثانية؟

بكل الأحوال لا يمكن النظر الى مقترح حزب الله باعتباره يكشف عن كل ما يضمره، او عن الهدف الذي يسعى الى تحقيقه في ظل موازين القوى الداخلية والاقليمية. لقد طمأن السيد نصرالله المتخوفين من سعيه الى فرض المؤتمر التأسيسي، بتأكيده انه يريد تسوية حقيقية تحت سقف النظام وليس على حسابه. وتبعه نائبه الشيخ نعيم قاسم بالقول ان التسويات تفترض تقديم تنازلات متبادلة، وهو ما يشير الى ان حزب الله يقر بأنه سيقدم تنازلا في بعض مطالبه وهي مطالب 8 آذار مقابل تنازلات يقدمها الطرف المقابل.

قوى سياسية محلية وغيرها من المراقبين ربطوا بين مبادرة حزب الله وتطورات الأزمة السورية التي دخلت فصلا جديدا يصفه الكثيرون بأنه فصل التسوية. وفي معزل عن امتداد هذا الفصل زمنيا وسياسيا الا ان الاطار قد وضع ويجري تثبيته على قاعدة تشكيل محور جديد هدفه الحرب على الارهاب في وجه محور جبهة المندرجين في تصنيف "الجماعات الارهابية"، وتحديدا تنظيمي داعش وجبهة النصرة، ومن يشاء الانضمام الى هذا المحور.

عدم تبلور مبادرة نصرالله في آليات واضحة وبرنامج محدد يعكس حالة انتقال من مرحلة المراوحة الى الدخول في آليات الحل او التسوية. وهذا ما دفع بعض قوى 14 آذار الى طرح تساؤلات حول الغاية التي تقف خلف مبادرة نصر الله. وهذه التساؤلات لا تشكك بنوايا حزب الله في ايجاد تسوية داخلية، لكنها تذهب نحو اسس ثابتة في سياسة حزب الله لتضيء عليها، في محاولة لرؤية الجانب الاقليمي الذي شكل دائما عنصرا اساسيا في خيارات حزب الله داخلياً، وذهبت الى حدّ تفسير مبادرة حزب الله باعتبارها رسالة ايرانية الى من يعنيهم في الاقليم، بأنها جاهزة لاختبار التسوية من المدخل اللبناني، وذلك انطلاقا من أن انجاز هذه التسوية في لبنان بدعم سعودي سيفتح باب الحوار الايراني السعودي المغلق بقرار سعودي في كل مناطق الاشتباك بين الطرفين.

والى هذا التفسير الذي يحيل التسوية الى شرط حلحلة العقدة الايرانية السعودية على مستوى المنطقة، ثمة محاولة لادراج الملف اللبناني في المقايضات الجارية على طاولة فيينا السورية، خصوصا ان الحرب التي انخرط فيها حزب الله في سورية، ولا يزال، تؤكد أن مسارات الحل يجب ان تترافق وتنسجم فيما بينها بما يحول دون وقوع خسائر اضافية يراها حزب الله استراتيجية بالنسبة له. وفي هذا السياق تتم مراقبة ما سيقدمه الطرف الاميركي على طاولة فيينا، لاسيما ان اتصالات اميركية على مستوى عال ولقاءات بدأت تتم مع ممثلين للطوائف والاثنيات، وهي تمتد الى الطائفة العلوية والدروز والمسيحيين مع موالين للنظام وبإيعاز منه، ومع معارضين له في تركيا. لكن محور هذه اللقاءات يتركز على تحديد مطالب هذه الاقليات ورؤيتها للحل. هذه اللقاءات التي جرى بعضها في لبنان مع سوريين قدموا من سورية، تندرج في اطار بلورة تصورات للحلول على طاولة فيينا.

في كل هذا الحراك لا يبدو ان سكة الحل اللبنانية قد وضعت. بل ثمة انطباع ان الرغبة المحلية في انجاز التسوية اليوم هي اقوى من الرغبة الخارجية. لكن يبقى ان هذه الحماسة تبقى بلا معنى ان لم تواكبها جرأة في انتاج التسوية... هذه الجرأة تبدو مفتقدة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيطان تفاصيل التسوية من علويي سوريا إلى رئاسات لبنان شيطان تفاصيل التسوية من علويي سوريا إلى رئاسات لبنان



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon