عزل الأزمة السورية وثلاثة أشهر دموية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عزل الأزمة السورية وثلاثة أشهر دموية

عزل الأزمة السورية وثلاثة أشهر دموية

 لبنان اليوم -

عزل الأزمة السورية وثلاثة أشهر دموية

علي الأمين

يقبع المشهد السوري اليوم مابين ادارة الأزمة السورية من جهة، وادارة العلاقة الثنائية بين الدول المنخرطة في المواجهة المباشرة او غير المباشرة من جهة ثانية. فشبكة المصالح القوية بين تركيا وروسيا، بين تركيا وايران، و بين ايران وروسيا واسرائيل وروسيا، وحتى بين السعودية والولايات المتحدة الاميركية، لا تخل بتصعيد الصراع في سورية، اذ أنّ ما ينطبق على الاراضي السورية من مواجهات مباشرة او بالواسطة بين مختلف هذه الاطراف، لايخلّ بشروط العلاقة الثنائية بين هذه الدول.

ففي سورية اليوم ليس من خندقين دوليين او اقليميين متقابلين وجبهتين متراصتين، تصطف مجموعة من الدول في هذا الخندق ومجموعة اخرى في الخندق المقابل، نحن امام شبكة عنكبوتية تتموضع فيها القوى ضمن علاقات متشابكة، وتنظيم داعش ينطبق عليه ماينطبق على بقية القوى ضمن هذه الشبكة المرعية من اطراف دولية واقليمية، حيث تتداخل في هذا التنظيم عناصر متباينة فشروط الحرب في العراق تفرض تصادم او تقارب مع هذا التنظيم، لاتنطبق على جبهة القتال في سورية. بمعنى ان اعداء داعش في العراق قد يكونون حلفاء موضوعيين لها في سورية.

هذه الشبكة العنكبوتية لم تزل تحت الرعاية الاميركية، وتتطور من خلال سياسة التغافل و"قبّ الباط"، في انتظار استنزاف مختلف القوى المتدخلة الذي قد يفتح ابواب التسوية المغلقة بسبب السقوف العالية للأطراف الاقليمية والمحلية. ففي مسار التدخل الروسي في سورية، يبدو الموقف الاميركي رافضاً له نظرياً، لكن غير معترض عمليا بل منشرح لاي تورط روسي في مواجهة العرب والمسلمين السنة. فيما وزير الدفاع الاميركي قال ان "روسيا سرعان ما ستخسر من تدخلها العسكري في سورية". 3 اشهر هو افق الاندفاعة الروسية، ومع زخم البدايات بدا الهجوم الجوي عاجز عن تغيير موازين القوى بين النظام السوري والمعارضة.

الثابت ان مفعولاً عكسياً سببته الغارات الجوية الروسية ضد "المعارضة المعتدلة" لقد تدفق السلاح وتكتلت فصائلها في اطر موحدة ومنظمة بعد الهجوم المزدوج الروسي والداعشي المتناغم على اطراف حلب. روسيا قلقة من تسرب صواريخ مضادة للطائرات الى ايدي مجموعات معارضة كما حصل قبل اسبوعين بعد تزويد فصائل الجيش الحر بصواريخ مضادة للدروع استهدفت مدرعات للجيش السوري وطالت ايضاً مدرعات التابعة للقوة الروسية. روسيا تحاول استباق حصول نكسة لاندفاعتها العسكرية بفتح افق من المشاورات مع تركيا والسعودية في سبيل منع تدفق السلاح النوعي للمعارضة.

يبقى ان الموقف الرسمي السعودي لم يقم بتصعيد الخلاف مع روسيا، السعودية ركزت على الدور الايراني في سورية، وميّزت عمليا بين التدخلين الايراني والروسي سياسياً، وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قبل يومين، عندما طالب ايران بالخروج من سورية ووقف دعم بشار الاسد لتكون شريكا في الحل، من دون ان يطالب روسيا بوقف ضرباتها العسكرية لتكون طرفا في الحل المنشود. لكن في المقابل فتحت المملكة السعودية باب الدعم غير المسبوق للمعارضة السورية اثر الهجمات الجوية ل"جيش القيصر"، وتحركت عبر ممثليها عبر تركيا من اجل توحيد الفصائل ضمن اطار منظم، وهو بحسب وصف مصادر المعارضة السورية، "تطور ايجابي لم يسبق ان اعتمد من قبل المملكة تجاه المعارضة".

الاوساط الدبلوماسية الايرانية كما التركية، تتقاطع على تأكيد ان الميدان السوري امام 3 اشهر، محتدمة من القتال، يمكن ان تساهم في نضوج خيار التسوية ايران تراهن على بقاء الاسد وتركيا ترى ان دور الأسد الى مزيد من التهميش. وثمة حقيقة بدأت تترسخ، ان النتائج العسكرية الميدانية ليست هي من يقرر الشروط السياسية للأزمة. هذا اذا افترضنا ان الهجوم الروسي يحقق تقدما في الجغرافيا السورية، علما أن المؤشرات الميدانية تدلل على نتائج جد هامشية ان وجدت للجيش النظامي وللميليشيات الايرانية والحليفة. ما يقرر هو الميزان الاقليمي الشامل.

عزل الأزمة السورية عن باقي الأزمات هو المسار الذي جعل من العداء داخل سورية او التقارب بين الدول المتصارعة غير مرتبط بالعلاقة الثنائية بين هذه الدول سلبا وايجابا. فاسرائيل فرضت نفسها لاعبا معترفا به في المعادلة السورية الاقليمية باقرار روسي، من دون ان يعني ذلك بالضرورة تحولا في العلاقات الاسرائيلية مع ايران او مع سواها. المشهد السوري لم يزل بانتظار استكمال زخم الدخول الروسي بعد استنفاذ الزخم الايراني، فيما الادارة الاميركية الممسكة بخيوط الشبكة العنكبوتية لاطراف الصراع الاقليميين، تراقب ميزان الانهاك الاقليمي ومدى نضوج شروط التسوية الملائمة التي لا تستدرجها للانخراط في القتال ولا الغرق في الرمال السورية الاقليمية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزل الأزمة السورية وثلاثة أشهر دموية عزل الأزمة السورية وثلاثة أشهر دموية



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon