إرهاب شعبي قال

"إرهاب شعبي".. قال؟

"إرهاب شعبي".. قال؟

 لبنان اليوم -

إرهاب شعبي قال

حسن البطل

هل كانت هناك "حلاّبات" في "بوابة براندنبرغ" الأشهر بين شطري برلين؟ لنقل أن حاجز حزما هو بمثابة بوابة براندنبرغ، فكيف نقول إن "جدار برلين" مثل "الجدار العازل" الإسرائيلي، الأعلى والأطول، والذي يفصل القدس عن الضفة الغربية. على "بوابة حزما" جرت الأسبوع الماضي مناوشة غريبة بين "زفّة عرس" قادمة من حزما، وجنودهم الذين منعوا التقاء "زفة عرس" قادمة من يافا عَبر القدس. لم تزفّ روزين بشارات على حازم أبو هلال، من أبو ديس الذي تعرّض للضرب وأُصيب بالاختناق من قنابل الغاز. ليست الحجارة وحدها التي تتطاير على المعبر، ولا رصاصات المطّاط، فهل تبخّر في الهواء هتاف الزفّة "جيب الطبلة يا طبّال.. فشرت عين الاحتلال"؟ حقّاً، شهدتُ انتقال عروسات وعرسان على حاجز سردا إبّان الانتفاضة الثانية، وشهدت الحواجز ولادات، وأحياناً وفيّات ولادات وأمهات، وبالطبع شهداء سقطوا بالرصاص. كان كثير من الرصاص في الانتفاضة الثانية، وأقلّ منه في الانتفاضة الأولى.. والآن، يتحدثون، على جانبي "الجدار العازل" عن بواكير وإرهاصات انتفاضة ثالثة. لم يئزّ الرصاص بعد، ولم يسقط جندي بالرصاص في صفوفهم، وأما في صفوفنا فيسقط فتية وشباب بين الحين والآخر شهداء أو جرحى. نعم، هناك قنابل حارقة، وأحياناً مُفرقعات نارية.. وكثير جداً من الحجارة المتطايرة من الأيدي والمقاليع. ماذا يسمون هذا؟ احتجاجا شعبيا؟ مقاومة سلمية.. ولكن البعض في صحف إسرائيل يسميه "إرهابا شعبيا" تشجعه السلطة الفلسطينية، التي شجعت "أسلوب بلعين" ونظمت لبلعين مؤتمراً دولياً في الميدان، وشجّعت أسلوب قرية "باب الشمس".. وحتى الاحتكام إلى محكمتهم العليا ضد مصادرات وجدار يحمي المصادرات لصالح المستوطنات البعيدة عن الجدار الكبير، وفي عمق الضفة الغربية. بماذا تُذكّر "الزفّة" الافتراضية على حاجز ـ بوابة حزما؟ بأسلوب جديد من الاحتجاج على "جدار فاصل" آخر يمنع زيجات الفلسطينيين على جانبي "الجدار العازل".. وهذا وذاك "فصل عنصري" في بعض طرق الضفة أولاً، ثم في محاولة تخصيص باصات للعمّال الفلسطينيين في إسرائيل. السلطة صريحة وقاطعة: لا، لانتفاضة ثالثة مسلحة، ونعم للمقاومة الشعبية السلمية، ولو جعلت "حياة الجنود في خطر" كما تدعي إسرائيل قبل مقتلة شاب فلسطيني آخر يرشق حجراً.. ولو في المدى غير المجدي لإصابة جنودهم المدرّعين بالخوذ والواقيات. بدأت الانتفاضة الثانية جماهيرية ـ شعبية ـ سلمية، وفي بداياتها سارت جوقة موسيقية من رام الله إلى حاجز قلنديا جُوبِهت بالصدّ، والآن، يصدُّون حتى مظاهرات نسوية إلى بوابة قلنديا تضامناً مع الأسرى! الأركان الإسرائيلية مستعدة لانتفاضة ثالثة، ومن الواضح أنها تريدها دموية ومسلحة، وإلاّ ما معنى وصف بواكيرها السلمية بـ "إرهاب شعبي" قالت صحف إسرائيل إنه تسلق درجة عندما ألقيت قنبلة حارقة على جندي في باحة الحرم، ومنه اندلعت الانتفاضة الثانية، التي حوّلتها إسرائيل إلى مسلحة بعد سقوط 84 فلسطينياً قبل أول قتيل إسرائيلي. مفردة "الانتفاضة" لا تُعجِب بعض الإسرائيليين المتطرفين، ووصف واحد منهم الانتفاضة الثانية بأنها "حرب أوسلو".. كثيرون من الفلسطينيين والإسرائيليين يرون في "أوسلو" رهاناً خاسراً أو حتى مصيبة واستسلاماً. الآن، تكشّف في إسرائيل عن أن اغتيال ناشط سياسي فلسطيني هو رائد الكرمي، لم يخرق فقط أطول هدنة دامت شهراً في الانتفاضة الثانية، لكنه كان تدبيراً إسرائيلياً مقصوداً جرّ الفلسطينيين إلى "العمليات الانتحارية"، وجرّ هذه إلى ما تسميه إسرائيل "السور الواقي" وما نسميه الاجتياح في مثل هذا الشهر قبل 12 سنة. إسرائيل تضغط على الفلسطينيين بعدة طرق، والعالم يضغط على إسرائيل بعدة طرق.. ولا أحد يستطيع التنبؤ بمحصّلة الضغوط! نقلا عن جريدة الايام

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب شعبي قال إرهاب شعبي قال



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon