إسرائيل وبارانويا الـ bdc

إسرائيل وبارانويا الـ BDC؟

إسرائيل وبارانويا الـ BDC؟

 لبنان اليوم -

إسرائيل وبارانويا الـ bdc

حسن البطل

في السينما على الأقل، يضعك الطبيب النفسي على «صوفا» خاصة. أنت تتمدّد وتحكي وهو يجلس على كرسي ويسأل .. ويسجل!

العرب، بعد صدمة حزيران 1967، لم يجلسوا على «الصوفا» وقالوا عن الهزيمة نكسة، الإسرائيليون بعد صدمة اكتوبر - تشرين الأول 1973 أجلسوهم على صوفا.

يبدو لي أن حركة مقاطعة دولية تسمى BDC تشكلت بداياتها في دوربان (جنوب افريقيا) ٢٠٠١ نجحت في وضع إسرائيل على «صوفا» التحليل النفسي.

هذه دولة فريدة - عجيبة حقاً، فهي خليط من جملة أمراض نفسية تتراوح بين العظمة اللائقة بشعب الله المختار، وبين أمراض علم النفس: الانفصام (الشيزوفرانيا) والعصاب والفوبيا، (الرهاب)، وكذلك هذا جنون الاضطهاد «البارانويا».

ليست مفارقة أن تعقد أكثر كنيست في تاريخ إسرائيل يمينية وفاشية جلسة مركبة، وفيها تناقش ما تشكله BDC من «تهديد استراتيجي»، و«وجودي» وفي جلسة أخرى ترفض اقتراحاً من بعض نواب الأقلية (القائمة المشتركة - وميريتس) لإجراء مداولة حول حرب ١٩٦٧ في سنويتها الـ ٤٨ .. أي عن مرض إسرائيل بالاحتلال!

ربما لأن الحرب المنتصرة في ذلك العام، تلاها احتلال هو سبب من أسباب حركة BDC، ومن أسباب التصويت في «الفيفا» ومن المقاطعات الأكاديمية وتصويتات مجالس الطلبة في الجامعات الأجنبية.

مهاترات نواب الائتلاف: لا يوجد شيء اسمه احتلال، نذكر بشعارات ما بعد الاحتلال مباشرة: «أرض محررة لا تُعاد».

ولو؟ هل قاتل جنرال إسرائيلي مثلما قاتل الجنرال شارون العرب والفلسطينيين؟ وانتهى في آخر مؤتمر لمحفل «هرتسليا» للأمن والمناعة القومية الى القول: «هذا احتلال.. نعم احتلال».

ما الذي يزعج إسرائيل في نشاط حركة BDC؟ ربما لأنها أساساً حركة أوروبية ذات فروع عالمية تشمل فلسطين وإسرائيل، ومن أوروبا تهب على إسرائيل اعترافات بالدولة الفلسطينية، أي من القارة التي كانت مهد الحركة الصهيونية.

ما هو الانفصام الذي تعاني منه إسرائيل الرسمية؟ انها تقول: انظروا الى ما يجري في دول الجوار .. لكن دول الجوار ليست ديمقراطية، والحروب فيها تدور، أو بدأت، حروباً أهلية وتدخلات إقليمية ودولية، لكن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو حرب وطنية يخوضها الفلسطينيون للتحرر من الاحتلال والوصول الى تشكيل دولة.

من يدعي بطهارة السلاح اليهودي؟ ألا يحق لجنود جيش يدعي طهارة سلاحه أن يزعجوا هذا الادعاء بشهادات عن فظائع وانتهاكات شاركوا فيها، او كانوا شهوداً عليها.

ما أن هدأت قضية تجميد إسرائيل في عضوية «الفيفا» مؤقتاً، حتى أثارت إسرائيل الرسمية احتجاجاً آخر على ما جرى في زيورخ السويسرية، واحتجت وزارة الخارجية على معرض لمنظمة إسرائيلية غير حكومية هي جماعة «كسر الصمت».

يجوز لجنود الجماعة أن يدلوا بشهاداتهم عن حروب غزة في التلفزيون، لكن لا يجوز أن تسمح سويسرا بتنظيم معرض صور لجماعة «كسر الصمت» .. هذا انفصام.

كان بطل حرب ١٩٦٧، موشي دايان، قد حذّر من يوم ستصبح فيه الأراضي المحتلة مثل جمرة تقبض عليها اليد الإسرائيلية.. وقد بدأ هذا يتحقق.

كان مؤسس دولة إسرائيل، دافيد بن غوريون قد قال: ليس مهماً ما يقوله العالم، بل ما يفعله اليهود، ووصف الأمم المتحدة (أوم بالعبرية) أنها (أوم شموم) أي أمم متحدة فارغة.

لكن عضوية فلسطين مراقبة فيها ليست أمراً فارغاً والاعترافات الدولية بفلسطين ليست امراً بلا معنى، وما تفعله BDC انها تقول لإسرائيل: من المهم ما يفعله العالم رداً على ما تفعله إسرائيل .. بنفسها وبالفلسطينيين معاً وبالسلام أيضاً وحقوق الشعوب والإنسان.

كانت إسرائيل تدعي أنها «نور الأمم» لأنها دولة «الشعب المختار» ولا تستطيع أن تتهم المجالس الطلابية في العالم، وخاصة أوروبا وأميركا بأنها جاهلة بما تفعله إسرائيل، بوصفها آخر دولة احتلال.
قال لكم شارون نفسه في هرتسليا: هذا احتلال .. نعم احتلال.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وبارانويا الـ bdc إسرائيل وبارانويا الـ bdc



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon