اشتدّي أزمة  تنفجري

اشتدّي أزمة ... تنفجري ؟!

اشتدّي أزمة ... تنفجري ؟!

 لبنان اليوم -

اشتدّي أزمة  تنفجري

حسن البطل

أفكّر بالولد أحمد، الضحية الرابعة في محرقة أسرة دوابشة، ابن الرابعة، وكيف سيشبّ يتيماً بعد عشر سنوات.
شقيقه الصغير علي تفحّم، والده سعد يعاني حروقاً من الدرجة الثالثة بنسبة 90%، أمه رهام، تعاني حروقاً من الدرجة الثالثة بنسبة 80%.
هل سينجو أحمد من حروق بنسبة 60% من جسمه الغضّ.

لماذا أفكر بالولد أحمد، ففي سن الرابعة يجتاز قنطرة الذاكرة الغريزية إلى الذاكرة المكتسبة، التي لا تفارقه ما بقي حياً. لا نتذكر تحت سن الثالثة، ولا ننسى قط في سن الرابعة. «الجحيم في سن العاشرة»؟ كلا.. في سن الرابعة!
ليس أحمد أول ولد فلسطيني يشبّ يتيماً. هناك، مثلاً، هدى غالية التي فقدت كل عائلتها الكبيرة على شاطئ بحر غزة في العام 2006. هناك آلاء أبو زيد، من رفح، التي فقدت أمها وأشقاءها.
الموت هو الموت، قصفاً بالقنابل جعل هدى يتيمة، أو تحت الأنقاض جعل آلاء يتيمة.. لكن رعب الموت وعذابه حرقاً شيء آخر.
كم قائداً في الثورة فقد أباه؟. ثورة فجرها جيل كان تحت العاشرة وقت النكبة مثلاً.

النار وسمت ذاكرة أحمد إلى الأبد، إذا عاش ناجياً وحيداً من محرقة أودت بحياة عائلته، لأن حالة الوالد والوالدة «خطيرة للغاية». هذا «هولوكوست» عائلي فلسطيني.
قتل الولد محمد أبو خضير ضرباً، ثم خنقاً، ثم إحراقه حياً.. هذه جريمة فظيعة بما يكفي، لكن مقتلة عائلة دوابشة أفظع مما يكفي أو تُوصف بالكلمات.
جريمة الإبادة، حرقاً، عن عمد وتصميم، لأن الجريمة كانت ليلاً والعائلة استيقظت على الجحيم بملابس النوم.

الجناة كتبوا على جدران البيت الخارجية «هذا انتقام» ثم كسروا زجاج البيت وألقوا داخله قنابل حارقة. المقتلة مجزرة، والمجزرة محرقة.. وأحمد اليتيم لن ينسى قط هذا الرعب على وجوه والده ووالدته، ولا «عياط» شقيقه طفل الحليب علي.. لن ينسى آلام جسده.

***

منذ نيسان الماضي، تشتد أزمة ما بعد فشل كيري في مهمة الشهور التسعة (كما فترة حمل أنثى الإنسان). هناك من يقول: اشتدّي أزمة تنفرجي، لكن هذه أزمة قد يقود اشتدادها إلى انفجار. حكومة مستوطنين وجيش مستوطنين، الأولون لا تتوقف شراهتهم للتوسع، وجيشهم لا يتورع قائد لواء فيه على إطلاق نار القتل على ظهر الشهيد الثالث لعائلة الكسبة منذ العام 2001.

المهزلة مستمرة: هدم بيت أو بيوت في بؤرة، لبناء بيوت في بؤرة أخرى، والبؤرتان، والمشروع الاستيطاني برمته، غير قانوني في نظر القانون الدولي، لكن وزيرة في حكومة المستوطنين لا تتورع عن القول: يجب استخدام جرافة D9 للهجوم على محكمة العدل العليا، لأنها تسوّغ غالباً، ولا تسوّغ أحياناً.
لو أن محكمة الجنايات حكمت في ملف الدعوى الفلسطينية، لاعتبرت الوزيرة، وهي وزيرة العدل، مجرمة حرب لقولها: أطفال الفلسطينيين افاع صغيرة ستكبر وتكون خطيرة؟

يهود يقيمون «مناحة» بعد مرور عشر سنوات على إخلاء مستوطنات غزة ـ يهود يعودون إلى احتلال مؤقت لمستوطنة صانور. يهود يحرقون كنيسة الخبز والسمك في طبريا. ومساجد وكنائس أخرى.
يهود يقولون: يهودي لا يُخلي يهودياً عن «بيته» لكن يخلي فلسطينيين عن بيوتهم.

أوقح الكلام يأتي من المقارنة بين ما يجري في سورية والعراق، وما يجري في فلسطين.. لكن هناك حربا أهلية، وهنا حرب وطنية، فلا تضعوا الإرهاب الفلسطيني: المسلح والشعبي.. والسياسي والدبلوماسي، في كفة الإرهاب اليهودي. المستوطنون جنود التهويد، والجيش في خدمة التهويد.
يقولون: انتظروا إلى ما بعد أيلول، وإلى ما بعد موافقة الكونغرس على الاتفاق النووي، وإلى ما بعد الجمعية العامة.. وانتظروا محكمة الجنايات الدولية (حائط المبكى الفلسطيني).. لكن الانتظار سيؤدي إلى انفجار. بعد أيلول لا يوجد انفراج.
ختام: أصوليوهم سيوصلونهم إلى ما أوصلنا إليه أصوليونا!

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتدّي أزمة  تنفجري اشتدّي أزمة  تنفجري



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon