ديكتاتورية الجغرافيـات الثلاث
مقـ.تل 6 سائحين في لاوس في حالات تسمم جماعي بمادة الميثانول الجيش الإسرائيلي يُصدر الأوامر بالإخلاء للمستوطنين والنازحين في عدة مناطق شمال قطاع غزة الأمن العراقي يُعلن احباط مخطط إرهابي خطير في محافظة كركوك استهدف اغتيال عدد من الشخصيات أمنية ومواقع حكومية تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان
أخر الأخبار

ديكتاتورية الجغرافيـ(ات) الثلاث

ديكتاتورية الجغرافيـ(ات) الثلاث

 لبنان اليوم -

ديكتاتورية الجغرافيـات الثلاث

حسن البطل

مثل فروة جلد النمر (مثل القط!) تبدو الجغرافيا الفلسطينية في كارتوغرافيا (خرائط صمّاء) الأرض التاريخية لفلسطين. لماذا مثل فروة جلد القط؟ لأن إسرائيلياً قال، بعد أوسلو: لنحوّل «م.ت.ف» من نمر متجول إلى قط أليف!
لم تحلَّ جغرافية جلد القط، إلا جزئياً، الشتات الديموغرافي للشعب الفلسطيني، من بعد الثورة والمنظمة جاء شتات آخر، ومعه ظاهرة «الدولة ضمن الدولة» أي الديموغرافيا الشتاتية الفلسطينية تمركزت خاصة في لبنان، إلى أن بعثرها الغزو الاسرائيلي إلى شتات آخر، ديموغرافي وجغرافي، فإلى هذه الأوسلو (أ. ب. ج) التي هي تحويل النمر إلى قط أليف؟
في المرحلة اللبنانية من الشتات الديموغرافي، اشتكى الفلسطينيون من «ديكتاتورية الجغرافيا» وكانوا يقصدون سورية، التي تحيط بلبنان من جهاته الثلاث، وكانت الشكوى مرّة خصوصاً بعد عزل مصر عربياً جرّاء سلام كامب ديفيد، وانضمام المنظمة، بفعل ديكتاتورية الجغرافيا، إلى محور «جبهة الصمود والتصدي» المناوئة لمصر .. إلى خروج طرابلس الفلسطيني الثاني.
يشتكون الآن، في مرحلة ما بعد أوسلو وما أدت إليه الى «جغرافية جلد القط» من أن المسألة الفلسطينية لم تعد القضية المركزية للعالم العربي.
كان شاعرنا يحلم بـ «حلم مسيّج بالمدى المفتوح» وقت الشكوى من الشتات الديموغرافي وديكتاتورية الجغرافيا السورية، ربما لأن لحرب ١٩٦٧ و١٩٧٣ نتائجها الجغرافية على حلم التحرير القومي الشامل ثم تحرير الارض العربية المحتلة.
صدى حلم الشاعر الفلسطيني كان كصدى حلم «شرق اوسط جديد» للسيد شمعون بيريس. الحلمان تبددا، علماً أن احتلال العام ١٩٦٧ خلط الديموغرافيا الفلسطينية في أرض فلسطين، بينما القطرانية العربية، الخائفة من تفعيل ديموغرافية الشتات في إطار الثورة «المنظمة» لم تحقق الحلم القومي الفلسطيني «دعوا شعبي يمرّ» وهو شعار الأميركية اليهودية ضد قيود الهجرة السوفياتية السابقة إلى إسرائيل.
تغيرت الأمور بعد سلام كامب ديفيد، ثم اتفاقية اوسلو، ثم سلام وادي عربة، لجهة علاقة إسرائيل بمصر والأردن، ولكن ذيول الانتفاضة الأولى غيرّت علاقة إسرائيل بـ «خلط» الديموغرافيا الفلسطينية في أرض فلسطين.
تغيرت، على نحو أكبر، في علاقة الجغرافيا الفلسطينية بإسرائيل بعد الانتفاضة الثانية، وتمادي الاستيطان، وبناء جدار الفصل، الذي «خربط» مع الاستيطان حدود / خطوط الجغرافيا الفلسطينية لدولة في حدود الخط الأخضر.
على رغم معاهدتي السلام بين اسرائيل وكلاً من مصر والأردن، فقد بنت اسرائيل جداراً جغرافياً - أمنياً مع مصر المتسالمة معها، ثم مع لبنان غير المتسالم، وبالطبع وبشكل خاص مع غزة .. والآن سوف تباشر بجدار مع الأردن، ويقول نتنياهو أن جدراناً ستبنى لتحيط حتى بالمستوطنات خارج جدار الفصل!
بالنسبة للديموغرافيا الفلسطينية التي هي، في الأصل (وجود ٣ر١ مليون فلسطيني فيها) ثم بعد فشل أوسلو، رفع إسرائيليون شعار «نحن هنا وهم هناك» علماً أن الديموغرافيا الفلسطينية هي نحن هنا وهناك، واليهودية، بفعل (أ. ب. ج) هي كذلك.
تتعامل اسرائيل مع الديموغرافيا الفلسطينية على أنها مجزأة بين الضفة وغزة (رغم ما ورد في أوسلو) وبالتالي مع الجغرافيا السلطوية الفلسطينية، وبخاصة بعد انسحابها من قطاع غزة لتجزئة الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية.
زاد الأمر سوءاً بعد سيطرة «حماس» على قطاع غزة، الذي صار معزولاً ديموغرافياً عن الضفة، ومعزولاً عن اسرائيل .. وأخيراً معزولاً عن مصر.
نحن نقول عن العلاقة الفلسطينية - الأردنية أنها علاقة أسروية، ونقول عن علاقتنا بمصر أنها كعلاقة الشقيقة الكبرى للصغرى.
لكن للأردن سياسته الديموغرافية - الأمنية مع الضفة، وكذا مع إسرائيل. وهكذا فإن جغرافية السلطة الأوسلوية صارت تخضع لنوع من ديكتاتورية الجغرافيات الثلاث: مع إسرائيل لأسباب (أ. ب. ج)، ومع الأردن لأسباب (بطاقة الجسور: خضراء، صفراء، زرقاء) ومع مصر لأسباب أمن سيناء.
في زمن ديكتاتورية الجغرافيا السورية على الثورة الفلسطينية في لبنان، كان مطار دمشق هو الوحيد المتاح لربط الديموغرافيا الفلسطينية. الآن صار مطار عمان بعد عبور الجسر (وفق ألوان بطاقات الجسور) وطويت صفحة مطار غزة، ولم يعد مطار اللد - بن غوريون متاحاً لسفر الفلسطينيين الى العالم.
يعني؟ فلسطين السلطوية صارت أشبه بجزيرة برية بلا مطار ولا ميناء، ولا احتمال وارد في الوضع الحالي لمدرج فلسطيني في مطار اللد، او رصيف فلسطيني في ميناء حيفا (أو أسدود)، ومع معبر وحيد أمام غزة يخضع لديكتاتورية أمن مصر، وآخر وحيد أمام الضفة يخضع لديكتاتورية أمن اسرائيل، وإلى حدّ ما إلى لون بطاقات الجسور الأردنية.
ومع «الانتفاضة» الجارية تهدّد اسرائيل بإقامة حواجز تقطع العلاقة بين «الجزر» السلطوية الفلسطينية.
***
تعقيباً على عمود ٢١ الجاري، المعنون: «أم الحيران تختصر القصة»:

نتفقد مكان رؤوسنا؟
Abdallah A Shararah : لك أسلوبك السلس في طرح الصعب من الأمور الجلل والمصيرية، والتي تدعونا لتفقد مكان رؤوسنا، ودقة المعلومة والمرجعية. فهل يعلم ذوو الأمر من شعبنا بما تكتب؟ أو حتى غيرهم من ذوي العلاقة؟
اليوم كتبت في دفتر تشريفات متحف محمود درويش، وكنت بصحبة اثنين من المعارف الطليان: «أنت لنا ولك الله يا محمود». فرد درويش من على الجدار المجاور: «نتلو كلمات الشكر في الليل وفي الفجر فقد يسمعنا الغيب فيوحي لفتى منا .. بسطر من نشيد الأبدية».
Nahed Dirbas (حيفا) : رائع وشامل كالعادة. تحياتي حسن البطل.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديكتاتورية الجغرافيـات الثلاث ديكتاتورية الجغرافيـات الثلاث



GMT 21:01 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

مرة أخرى: فرصة إسرائيل الأخيرة!

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

«الصحوة» والقضية الفلسطينية

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

القضية بين العنتريات والاستراتيجية

GMT 19:54 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (١)

GMT 17:23 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

صورة «الغرب» عندنا وعند إسرائيل

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon