هذه الصفحة سياسية «في الصميم»..وهذا العمود يشطح، أحياناً، إلى «الهوامش» ولديّ منها وفرة من النعل إلى العقل، ومن الخلية إلى المجرّة.
كم شكلاً للنعل من الحذاء إلى الخفّ؟ وفي نهاية العام المقبل، ستقوم شركة «نايك» للأحذية الرياضية بطرح حذاء يسهّل الأمور على مرض الرعاش (باركنسون) وذوي الاحتياجات الخاصة.. والكسالى، أيضاً، كيف؟
حذاء مجهّز برباط (سيوار) يربط ذاته ما أن تضع القدم فيه.. لكن ماذا عندما تخلعه؟
معظم البشر يربطون ما يحتذون مستخدمين اليد اليمنى أولاً وبها يكتبون (مثلاً: رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، والرئيس الأميركي الحالي، يستخدمون اليد اليسرى. ربما هذا بعض ما يفسّر صعوبة التفاهم بينهم!).
المفتّش كولومبو حلّ، في أحد الأفلام، لغز جريمة ربط فيها المجرم حذاء الضحيّة بيمناه، أي كما لو أنه استخدم يسراه. هذه سينما!
على الأغلب ستكون ربطة الحذاء الذاتي لشركة «نايك» من نوع ألبسة «يونيكس» الموحّدة للذكور وللإناث!
ومن النعل إلى العقل، حيث خسر لي سي ـ دول بطل العالم لمدة عشر سنوات مباراة في لعبة «غو» مع حاسوب فائق الذكاء طوّرته «غوغل».. والنتيجة كانت أربع جولات من خمس لصالح الحاسوب. ما لم يدخل في عقلي الإنساني هو الادعاء بأن احتمالات التآلفات الممكنة يزيد على عدد الذرّات في الكون (لا في الدماغ البشري ولا في الجسم.. ولا حتى عدد ذرّات كوكب الأرض؟!).
انتصر حاسوب «ديب مايندر» وكان حاسوب «ديب بلو» الأقل تطوراً قد هزم، في العام 1947 بطل العالم في لعبة الشطرنج، غاري كاسباروف.
ترون «الإنسان الآلي» قميئاً مضحكاً مثل لعبة أطفال، مزوّداً بحاسوب صغير، لكن في الأفلام العلمية ترونه في هيئة بشرية، وبشرة وجه شاحبة، وعيون لا تطرف فيها الأهداب، كما في مسلسل «ستار تريك» مثلاً. هذا قديم!
ما هي المثلبة في هذه الأفلام؟ إنها تتخيّل الكائنات الفضائية (غير الموجودة في الواقع العلمي) ذات ذكاء خارق، لكنها مجرّدة من ميزة الجمال الإنساني، ومن العواطف والمسّ الأخلاقي والنسيان والتردّد.. ولسبب ما، يعجز العقل البشري عن تصوُّر كائن ذكي يفوقه جمالاً بشرياً.
في الزمانات تصوروا أن مخلوقات ذكية في كوكب «المريخ» مثلاً مسربلة باللون الأخضر، وهشّة البنيان الجسدي، وخارقة الذكاء.
الآن، يفتشون في الكواكب والمجرّات عن شكل ما من أشكال الحياة الجرثومية والبكتيرية، هذا إن توفر فيها شرط الحياة الذي نعرفه على كوكب الأرض، أي شكل من أشكال الماء (يتوفر في الأرض فقط بحالاته الثلاث: السائلة حلوة ومالحة، والصلبة في الجليد، والغازية في الجو.. وأيضاً غاز الميثان ـ المستنقعات دلالة على وجود حياة بيولوجية دنيا).
الكشوفات الفلكية والعلمية أبطلت الاعتقاد القديم بأن كوكب الأرض مركز الكون، لكنها صارت تجزم بأن كوكبنا الفريد بمياهه ونباتاته وحيواناته، وبالأخص بإنسانه، هو مركز الحياة العاقلة الوحيد في كون سحيق.
عندما وطئت أقدام نيل أرمسترونغ سطح القمر الأرضي، قال: خطوة صغيرة لإنسان وكبيرة للإنسانية، وبعدما أخرجوا كوكب بلوتو القزم من الكواكب التسعة للنظام الشمسي، وجدوا بعيداً جداً كوكباً آخر في حجم الأرض بمقدار تسع مرات، لكنه يدور حول الشمس مرّة كل مليون سنة أرضية، أي قبل أن يكون إنسان الأرض شيئاً مذكوراً!
يبكي الإنسان وفاة أمه، وبعدها يصير يتيماً في أي عمر كان، لكن حتى لا يبكي على أم الإنسانية، كوكب الأرض، يحاول أن يجد طريقة كي لا تموت ويموت معها، ومن ذلك مؤتمرات المناخ العالمية، وآخرها هذه السنة في باريس، والآن يقولون إن غازات الدفيئة لم تتفاقم وحافظت على مستواها في العامين 2014 و2015، ومن ثم يمكن خفضها ولو إلى أوّل الثورة الصناعية.
في العام 2030 قد تهبط مركبة فضائية أرضية على كوكب المريخ، ويقال إنه قبل مليار سنة كان على سطحه ماء سائل كما على الأرض الآن، ولكن قبل مليار سنة لم تكن الكائنات البحرية على الأرض قادرة على امتطاء سفينة فضاء والوصول إلى المريخ، وبعد مليار سنة أخرى لن تكون هناك حياة بشرية عاقلة على كوكب الأرض، وما من دلائل على غزو كائنات فضائية عاقلة لكوكب الأرض.
.. وفي الصميم !
في قانون المواد: المادة لا تُفنى ولا تُخلق من عدم ـ الفيزيائي لافوازييه.
في قانون الأحياء: «إنك ميت وإنهم ميتون» (قرآن كريم).
في قانون النسبية آينشتاين صامد بعد قرن على وفاته.
في قوانين المناخ تحاول المرور بين قطرات المطر.
جوائز فلسطين
لدينا ست أو سبع جوائز في فلسطين تتولاها جهات مختلفة للثقافة والتميز والإبداع على شتّى أنواعه.
هذا جيد، لكن نحن شعب صغير نسبياً، وبعد سنوات من توزيع الجوائز بالزاف قد لا تجد هناك من يستحقها.
هذه السنة، تقاسم جائزة محمود درويش ثلاثة: فلسطيني وعربي وأميركية، وجائزة «التعاون» قسمت إلى خمسة، ويقوم مركز القطان بتكريم الشباب المبدعين في مجالات مختلفة بالقسطاس والعدل.
في ظني أن بعض الإسرائيليين اليهود يستحقون تكريمهم، سواء في الآداب أو الدراسات التاريخية أو الإنسانية، مثل المحامية فيليتسيا لانغر، أو المؤرخ إيلان بابيه، أو الأديب ديفيد غروسمان، أو الباحث شلومو ساند أو حتى الصحافي أوري أفنيري.. وأيضاً كتاب أوري ديفيز عن إسرائيل الأبارتهايدية.