كوزمو فوبيا

" كوزمو فوبيا " ؟!

" كوزمو فوبيا " ؟!

 لبنان اليوم -

 كوزمو فوبيا

حسن البطل

الأرض هي "يتيمة الكون" ... إلى أن يجد علماء الفلك لها أخاً وشقيقاً. إنهم يبحثون عن كوكب يناظر الكوكب الأرضي، وتتوفر فيه شروط "حياة " كالتي مكّنت الحياة أن تكون على الشكل الذي نعرفه، وأن تتطور إلى الحال التي نعيشها. .. فإذا أخفق علماء الفلك في مسعاهم هذا، فإن مرضاً نفسياً إنسانوياً سوف يدخل أمراض علم النفس، قد يكون هو "كوزمو فوبيا " أي الخوف المرضي الفلكي، أو "الرهاب الفلكي".. من الوحدة. فهناك خوف مرضي "فوبيا" من الأماكن المغلقة، وآخر من الأماكن الشاهقة.. وثالث من الأماكن الشاسعة للغاية (وحيداً في صحراء على مد البصر، أو وحيداً في بحر إلى آخر الأفق)!. والروايات الخيالية عن رجال القمر، فرجال المريخ بهتت سريعاً، فالإنسان يتنفس الهواء ويشرب الماء.. ولا هواء ولا ماء في كواكب المجموعة الشمسية. خارج المجموعة الشمسية هناك شموس لا يعدّها عدّ، بعضها أكبر من شمسنا بمليون مرة.. لكن ليس لكل شمس "أولاد" من الكواكب.. إلاّ ما ندر، وليس لكل كواكب شمس شروط حياة كالتي على الأرض. وفي بحثهم المتسارع عن شبيه لكوكب الأرض، صار علماء نطاسيون أفاضل، يخشون أن تكون أرضنا فريدة الكون، أي يتيمته، وأنها قد لا تكون مركز الكون، كما تصور القدامى السالفون، بل مركز الحياة الأوحد في كون سحيق لا يحدّه حد (مكوّن من كواكب تدور حول شموس، وشموس تنتظم في مجرات تدور.. ومجرات في كون سحيق .. بل هناك من يخشى وجود أكوان أيضاً) ؟. ولا يفتش العلماء عن "قريب من النوع الثالث " بل عن كوكب تنمو فيه حتى الطحالب، وحتى البكتيريا، بل عن كوكب يتوفر فيه عنصر الماء.. مهما ندر. وأخيراً، صرخ الفلكي جورج غيتوود "أوريكا.. اوريكا" أي هتاف العالم الاغريقي أرخميدس "وجدتها .. وجدتها" والذي وجده العالم، هو كوكب يدور حول نجم يسمى "لالاند 58112" ويبعد عن مجموعتنا الشمسية مسافة ثماني سنوات ضوئية (كل ثانية من هذه السنوات تعني 360 ألف كيلومتر. وللتقريب: بيننا وبين قمرنا الأرضي أقل من ثانيتين ضوئيتين، وبيننا وبين أمنا الشمس أقل من ثماني دقائق ضوئية). و"كوكب الأمل" هذا له سنة تعادل 30 - 35 سنة أرضية (لم يُعرف طول يومه). واكتشف عالمان آخران هما بول بوتلر وجيفري مارسيلز أربعة كواكب تدور حول نجم في مجموعتي "العذراء" و "الدب الأكبر".. يمكن أن تحتوي ماء. الماء.. الماء، فهو معجزة الطبيعة الأرضية (العنصر شبه الوحيد الذي يتوفر في الحالات الثلاث: سائلة، غازية، صلبة). الماء.. الماء، فهو معجزة الكوكب الأرضي، وربما معجزة الكون. ويتكهنون الآن، بأن الأرض لم "تنتج" كل مائها في "معملها" بل تصطاد بلورات الماء وهي تسبح في سديم الكون، كما تصطاد مواد صلبة من الفضاء يقدرونها بـ 11 طناً كل يوم. بل هناك من يتكهن بأن "الحياة" على الأرض جاءت بفعل "مطر فضائي" لكواكب شاخت، أو انفجرت، ويحمل رذاذ حطامها "الكربون 41"، فوجدت في الأرض "تربة خصبة" للنمو؟!. وتلتقي هذه النظرية مع الاعتقاد الديني بـ "هبوط" آدم وحواء من الجنة إلى الأرض، لكن هي مجرد نظرية، لأن عمر الأرض ـ وهو معروف بدقة ـ لا يكفي لتطور الحياة من بكتيريا الى إنسان، حتى مع أخذ نظرية "الطفرات" في الاعتبار، وحتى مع العلم بأن 99% من الطفرات سلبية، تقوم "الحياة" بإجهاضها. .. لماذا يجدّ الإنسان باحثاً عن شقيق للأرض؟ لأن العقل يسعى إلى جواب السؤال، ولأن صحة الإنسان النفسية سوف تختل اختلالاً رهيباً، إذ أيقن أن الإنسان "كنوع" واحد أحد، بعد أن أيقن أن الله، كرب، واحد أحد. هناك من يحلم باستعمار إنسان الأرض للكون. إنه حلم ليس إلاّ.. لأن الإنسان لن يعود هو نفسه إذا انفصل عن أرضه. .. ولأنه إذا "سافر " إلى كوكب آخر فيه بعض الماء، فلن يعود إلا بعد مئات آلاف السنوات من "سفرته"، فيجد الناس غير الناس، والأرض غير الأرض! عقل الإنسان مؤهل لطرح كل سؤال، لكن هل روحه تقوى على تحمل بعض الإجابات على أسئلته، هذه هي المسألة، وهنا خاتمة المصير الإنساني. ما أكبر الأرض.. ما أصغر الأرض! ما أكبر الإنسان .. ما أصغر الإنسان!. نقلا عن جريدة الايام

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 كوزمو فوبيا   كوزمو فوبيا



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon