هــذا جـيـلـنــا الـثـالـــث

هــذا جـيـلـنــا الـثـالـــث

هــذا جـيـلـنــا الـثـالـــث

 لبنان اليوم -

هــذا جـيـلـنــا الـثـالـــث

حسن البطل

حسناً، للشاعر وسام التميز والاستحقاق، وللمغني أن يصير سفيراً مزدوجاً للنوايا الحسنة لسلطة بلاده ولوكالة "الأونروا". غسان يستحق وعساف يستحق، وأيضا هذا الشاب الأديب - الساخر - المتألم رائد وحش من فلسطينيي سورية. ما الذي يجمع هؤلاء الثلاثة؟ إنهم من "الجيل الثاني" أو الثالث للجوء الفلسطيني النكبوي. غسان اللاجئ من قريته زكريا إلى مخيم في الضفة لعله العروب قرب الخليل أو الدهيشة في بيت لحم بعد النكبة الكبرى.. ثم اللاجئ إلى مخيم الكرامة في الأردن بعد النكسة الكبرى .. فإلى بيروت مع المنظمة، ثم إلى البلاد مع السلطة .. فإلى عالمية الشعر الراقي. أما المغني؟ ابن مخيم خان يونس، فقد رضع حليب الوكالة، ولعله تناول "زيت السمك" في مطاعمها، وتعلم فك الحرف في مدارسها .. وجاء والده من قرية القسطينة، بين غزة والخليل بعد النكبة الكبرى، وأمه المعلمة في "الأونروا" جاءت من بيت دراس. من هو رائد وحش، الشاب البالغ من العمر ٣٣ عاماً، ويسخر من نفسه: ها قد بلغت عمر المسيح على الصليب .. وها أنا على صليب اللجوء، والاقتتال في سورية، ومقيم في مخيم "خان الشيح" غرب دمشق، الذي يخضع للضرب والحرب والحصار.. وصرت "صديقاً" لرائد وحش لأن صديقه طارق العربي من نابلس صار صديقي. ماذا غنى درويش عن "احمد العربي" بين رصاصتين، وعن "اذهب عميقاً في دمي / اذهب عميقاً في الطحين / لنصاب بالوطن البسيط واحتمال الياسمين"؟ في أسبوع المغني والشاعر، فاز الأديب رائد وحش بمنحة الصندوق العربي للأدب لعام ٢٠١٣ عن كتابه: "قطعة ناقصة من سماء دمشق". هل قال درويش إن "السماء تمشي حافية في شوارع دمشق" فألهم رائد وحش عنوان كتابه: "قطعة ناقصة من سماء دمشق". وهل القطعة الناقصة هي العروبة، أم هي فلسطين، أم هي مكانة سورية في السماء العربية. كنت قد قلت إن جيل النكبة هو الذي فجر الثورة، وكانت أعمار أطفال جيل النكبة من سنة إلى تسع سنوات، وكنت قد تساءلت: بأي حلم وشجاعة وبسالة حمل جيل النكبة السلاح لتحرير حيفا ويافا وقت أن هُزمت جيوش الأمة. ها هو الجيل الثالث للاجئين يقود الشعب والسلطة والإبداع في كل مجال، ويعود كما كان: العمود الفقري للشعب، وسيكون للجيل الرابع للنكبة المدى المفتوح، لأنه تلقى تعليماً أفضل من الجيل الثاني والجيل الثالث. انه جيل قيامة الشعب الفلسطيني، بعد أن بدا أن النكبة حطمت العمود الفقري لهذا الشعب. أظن أن الصراع سيكون بين "جيل الصابرا" في إسرائيل، والجيل الثالث والرابع من اللاجئين الذي يرفع راية "التحدي الحضاري". "كيف اختفى عزمي" هنا نص بقلم رائد وحش: "اختفى عزمي الذي يؤمن بالسيف والحصان. اختفى وكأنه لم يكن يوماً هنا..! "مرةً سحب سيفه كأبي زيد الهلالي على دورية شرطة أرادت مصادرة خضروات بسطته، وقتها لم يحتمل، رأسه الذي كان يغلي من اختراق طائرة أميركية لسماء مدينة "بوكمال" الحدودية جعله يصرخ في السوق: "تمرجلوا في "أم كمال" وليس هنا..!" "صرخته نقلت اسم المدينة من "أبو" إلى "أم" لشعوره الصاعق بالعار. "في بيته شحاطة موضوعة في "فاترينة" زواره يظنونها لدرء الحسد، لكن قصتها قصة، فهي ذكرى من شهيد. حدث ذلك في الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني في ثمانينيات القرن الماضي، حين حاصرت قوات تنظيمه موقعاً عسكرياً، مدة أسبوع، لكنه ظل يعيق تقدمهم بكل الأسلحة المتاحة فيه. وعند اقتحامه تبين أن كل من في الموقع هم ثلاثة فتية لا أكثر، ولم يكن الموقع ليسقط لولا سقوطهم شهداء، خلال الأسبوع كله كانوا يديرون أسلحتهم بالتناوب على الهاون والراجمة والرشاشات، ولا ينام منهم إلا واحد فقط، ولمدة قليلة. "عزمي حين سمع القصة ذهب ليلاً إلى الموقع ودفن الشباب، وأخذ الشحاطة من رجلي أحدهم، فالاثنان ماتا حافيين. "نحن الذين لا نعرف أي اثر منه، ولا الطريق التي سلكها، هل لنا، على الأقل، بفردة من حذائه؟".   نقلا عن جريدة الايام 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هــذا جـيـلـنــا الـثـالـــث هــذا جـيـلـنــا الـثـالـــث



GMT 19:34 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 19:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 19:28 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 19:19 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 19:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

GMT 18:02 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon