أطراف النهار شخـــوص
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أطراف النهار شخـــوص

أطراف النهار شخـــوص

 لبنان اليوم -

أطراف النهار شخـــوص

بقلم :حسن البطل

السيد (أ): وئيد الخطى، يكاد يجرجر خطاه. في إحدى يديه كتاب مرجعي سميك، وفي الأُخرى عكاز. أفتح له أو يفتحون باب المقهى. يستند على عكازته ليصعد درجة واحدة بين سطح الرصيف وسطح أرضية المقهى.

صيفاً يرتدي بذلة مهندمة، وشتاءً فوقها معطف سميك، وصيفاً شتاءً يعتمر كوفيته الحمراء وعقاله.

إنه زبون آخر في مقهى أنا زبونه الدائم. إن شاح زبون عنه، ذهب إلى زبون آخر، وألقى عليه محاضرة مفككة عن القدس والمقدسات، وعن أركيلوجيا البلد وآثارها، ففي يده دائماً كتاب سميك بالعربية والإنكليزية عن الموضوع.

عاماً بعد عام، تثقل خطواته من بيته في أول شارع الإرسال إلى مقهى رام الله. هذا هو مشواره اليومي، وهذا هو مقهاه، لكنه لا يطلب شيئاً ليشربه، ولا يشعل سيكارته ليمجّها. فقط يستريح على كرسي مريح فترة دقائق، يعود بعدها إلى بيته وئيداً وئيداً.. أبطأ من يسير على الرصيف.

كان باحثاً في شؤون آثار البلاد، وكانت له دراسات في بحوثه، وله بعض الكتب، أيضاً، في مجال اهتمامه.

لم يطعن في السن كثيراً، لكن طعنه خرف مبكر، أو اثر جلطة خفيفة في الدماغ، ضربت ملكة التفكير والكلام لديه، وصار يخلط بين الأزمان الحاضرة والماضية.. وبين أشياء شخصية مبعثرة لا رابط بينها.

في يده كتاب سميك، وفي الأُخرى عكازته، فإن كان اليوم بارداً أطلّ، وإن كان اليوم ماطراً غاب، فلا يستطيع استبدال الكتاب السميك أو العكازة بمظلة تقيه من المطر.

بعد خريف العمر يأتي شتاء لن يطل فيه على مقهاه السيد (ز) كهل بدين من زبائن المقهى يساعد عمّاله الشباب في جمع الفناجين والكؤوس والمنافض عن الطاولات، والأراكيل المتروكة على الأرضية، أو يجلب نارة لبعض الزبائن.

كهل غريب عجيب في منتصف العمر، يعتمر الكاسكيت صيفاً شتاءً، هندامه قديم ومهركل أبداً، يمازحه عمّال المقهى مزاحاً خفيفاً أو ثقيلاً، أو حتى بذيئاً، فإما يتجاهل مزاحهم الخفيف؛ وإما يهددهم بالمنافض والكراسي فيتظاهرون بالفزع منه، ثم يقدمون له الشراب مجاناً.. والسكائر، أيضاً.

إنه ظاهرة عجيبة بين زبائن المقهى، فهو يفهم الكلام البسيط، ويرد عليه بكلام أبسط، ككلام الأطفال.

نادراً ما يطلب سيكارة من زبون مختار، لكنه مدخن شره، يشعل السيكارة من السيكارة؛ ونادراً ما يشعل سيكارته من ولّاعة على أي طاولة، فهو ينفث الدخان ولا يبتلعه. هل تعرفون مدخناً شرهاً لا يحمل ولّاعة قط، لكن يدخن بالبلاش من علب الدخان البلدي التي يهديها له عمّال المقهى.

 رجل «عَ البركة» كما يُقال، أو كهل ـ طفل يأكل بالمجان ويدخن بالمجان، ويشرب بالمجان.. ويعود إلى بيته البعيد أول الليل بتاكسي بالمجان!

السيد (م): شاب أهيف ضعيف العقل، وخصم لدود في المزاح للسيد (ز) وتجده دائماً ينتقل من مقهى إلى آخر، ومن مطعم سندويشات إلى غيره، من أول النهار إلى آخر الليل. يستطيع أن يفك الحرف، فقد تعلم حتى الصف السادس، وغالباً يزدرد ما في أكياس «الشيبس»، وعلاقته بالسيد (ز) كعلاقة قطبي المغناطيس، ما يدفع (ز) إلى كتابة رسالة شكوى احتجاج لصاحب المقهى. ما يكتبه ليس خرابيش دجاج، لكن بخط مسننّات متتالية ومتصلة.

السيد (x): في يده حقيبة جلدية تحوي كتباً، وفي يده الأخرى يحمل كتابين أو ثلاثة للعرض من كتب الأساطير، مثل «نور على نور» أو «سيدنا نوح عليه السلام».. إلخ!
كهل حسن الهندام، لا يكلّ ولا يملّ من التطواف على المقاهي، ويصعد في المقهى إلى الطابق العلوي، ولم أره يوماً يبيع شيئاً مما يحمل من كتب.

حليق الذقن دائماً، مع ربطة عنق دائماً، مع حطة حمراء دائماً. بائع كتب متجوّل دائماً، لا يفتح فمه أبداً، ولا يلحّ أو يستعطف لبيع كتاب.

السيد (و): شاب كفيف مع عصا حديثة لأمثاله، قابلة للطي، وبسطة يُعلّقها في رقبته، وفيها أشياء بسيطة: ولّاعات، بطاريات، مناديل جيب من ورق.. علكة.. وأشياء أخرى.

يرى بأنامل يديه المرهفتين، أو يرى بأذنيه المرهفتين، ويسارع الزبائن إلى الشراء من بسطته بسعر سخي؛ ويسارع العمال إلى مساعدته على الجلوس وفي البيع، في ليالي أيام الجمع تنعقد جلسة طرب وموسيقى وغناء، ويشارك فيها السيد (و) عزفاً وغناءً.

السيد (x): إنه ليس من زبائن المقهى، لكنه يعمل في دكانة قريبة تبيع مثلّجات وبوظة. كم تبلغ المسافة بين حلويات الكرامة ومركز خدمات الزبائن لشركة «جوال»؟
ثلاثون مرة، أربعون، خمسون.. يقطع المسافة القصيرة بخطوات واسعة وسريعة جدا على الرصيف القصير يمكن أن تتساءل بينك وبينك: لماذا لا يقطع رصيف شارع ركب من محله إلى ساحة المنارة؟ ربما لأن الرصيف مزدحم بالسابلة بطيئة الخطوات، ربما لأن طبيبه نصحه أن يخطو كذا مائة متر يومياً، ربما لأنه مصاب بالسكري من النوع الأول أو الثاني، وهو يعرف المسافة القصيرة بالأمتار ويضربها بعشرات المرات التي يخطوها كل يوم.
***
مقهى رام الله خليط من الزبائن. مقصد مراسلي الفضائيات. لا هو مقهى شعبي، ولا هو كافتيريا. ختيارية وشبّان، متقاعدون ونشطاء اجتماعيون، فنانون وصحافيون، طلاب جامعات ومتبطّلون.

 المصدر : جريدة الأيام

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطراف النهار شخـــوص أطراف النهار شخـــوص



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon