القدس يمام و «جدري الموت»
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

القدس: يمام و «جدري الموت»

القدس: يمام و «جدري الموت»

 لبنان اليوم -

القدس يمام و «جدري الموت»

بقلم : حسن البطل

السابعة مساء؛ القدس لا تشبه القدس... صيفاً!   
الخامسة مساء: القدس لا تشبه القدس.. شتاء!   
القدس تحاول، على مدى أعوام الاحتلال، أن تشبه مدينة الله. غير أن اليمام هو الذي يرى الله كما يحبّ الله؛ ويرى اليمام أتباع الديانات الثلاث لا كما يرون أنفسهم.. أو القدس التي يتنازعونها منذ ألفي عام.   
ربما كان المهندس الذي صمّم، ما يسمى اليوم "كلية شميدت" من بين قلّة من البشر رأوا القدس العتيقة بعيني اليمام. على مستوى نظرة اليمام للأفق القدسي، ترى هذا التآلف بين هندسة حجر الكلية وهندسة حجر الأسوار.. وبالذات، الحجر الذي يكلّل باب العامود.   
.. ذلك المهندس بنى صرحاً واحداً للأولاد الذين يدخلون دين العلم أفواجاً جيلاً بعد جيل.. ليروا الأفق المقدسي كما هو: خطّ جميل يصل "سرّة الأرض" بكبد السماء. لم يرشّح شميدت نفسه رئيساً لبلدية مدينة الله، لم ينتخبه أحد لهذا المنصب. بنى مبنى تتآلف فيه المدرسة مع أسوار المدينة المقدسة.
***
أجهل القدس صباحاً، لولا أن تلك القبة المذهبة مرآة نظيفة تعكس نور شمس الصباح ونور شمس الأصيل كما يكون الجمال. رحم الله الملك حسين، لقد أكمل جميل المهندس الذي بنى كلية شميدت، وأضاف عنصر تآلف آخر بين أفق المدينة وقبابها. قبة زرقاء تحضن قبة من ذهب.
***
من على سطيحة "بابا أندرياس" تستطيع أن ترى الأفق القدسي كما يراه اليمام البرّي، الذي لا يغيّر خطّ طيرانه العشوائي - على مستوى طيران اليمام دائماً - بين القباب.   
"الإنسان طير لا يطير"؛ واليمام ليس أي طائر يطير. إنه خير من يرى مدينة الله من مستوى أرض الحرم القدسي، وكنيسة القيامة. يرى الى أعلى القبة ذات الهلال هنا.. وأعلى القبة ذات الصليب هناك.
***
يسمونها "الجثمانية" وستبقى على اسمها من أول الدهر الى آخره.. وسيبقى لوجه الموت في الجثمانية صورة "جدري الموت". من على سطيحة مطعم/ مقهى أندرياس تشرب القهوة (كما تريد) وترى طيران اليمام (كما يريد).. لكنك ترى جدري الموت لا كما يراه الذين يعبدون الله في كنيسة القيامة أو الحرم القدسي..    
.. لا كما يراه اليمام الحرّ في مدينة يحتلها أتباع دين من أتباع دين.. إلى أن يحرّرها الله من الجميع!
***
ماذا فعل السيد المسيح أيضاً؟ طرد الباعة من كنيسة الرب؟   
ماذا على رئيس بلدية فلسطيني أن يفعل إذا رأى العلَم الفلسطيني يرفرف فوق الحرم؟   
عليه أن يطرد جميع هؤلاء الباعة الذين يحتلون باحة ساحة باب العامود.. باستثناء أمهاتنا وخالاتنا الفلاّحات اللواتي يأتينك بالنعناع الريان وورق العنب وثمار القرى!    
السابعة مساء، صيفاً، تبدو ساحة باب العامود أكثر بشاعة من سوق الحسبة في البيرة. لماذا؟    
ساعات رديئة، أحذية رديئة، علب سجائر مزوّرة، أرانب وطيور تحسد اليمام، وتنتظر السكين الذي يحزّ رقابها..    
وفي الخامسة مساء (شتاء) أو السابعة مساء (صيفاً) ينتهي مهرجان البيع والشراء.. وتبدو أحجار سور باب العامود جديدة نسبياً، أمام كل هذا الحطام أسفلها. يهرب اليمام الى القباب. يهرب من القباب الى النوم، يحلم بالصباح الجميل، قبل أن يأتي الباعة، الذين يأتون قبل أن يأتي الذين يرفعون صلواتهم للأعالي.. مخلوطة بهديل اليمام!
***
من آخر مدينة البيرة حتى أول مدينة الرام، لا تشعر أنك ذاهب الى السلام على الأرض، إلى السلام في السماء. هكذا، إذاً، القدس تتزنّر بدروب بشعة، وطرق رديئة، وحواجز عسكرية.. بشعة ورديئة معاً!   
طريق قلنديا ليس كالطرق، وشارعها ليس كالشوارع.. وأيضاً، مطار قلنديا ليس كأي مطار آخر. لا هو مهبط طائرات، ولا هو مطار. يقال: إنه كان أقدم مطارات الشرق الأوسط. وبينما لا يختلس اليمام طيرانه فوق القدس، فإن الطائرات تختلس شرعية الطيران من مهبط قلنديا. من هنا تبدأ أول الكذبة حول توحيد المدينة قسراً.    
المدينة التي يعشقها الجميع، يتزوجها الجميع بالتناوب. هذا فعل اغتصاب، ولليمام رنّة الحزن في هديل لم ينقطع ألف عام، ألفي عام.   
اليمام هو اليمام. الله هو الله. والبشر ليسوا يماماً.. ولو كانت لصلواتهم استعارة هديل اليمام.   
القدس الخامسة مساء (شتاء).   
القدس السابعة مساء (صيفاً).
.. ولليمام أن يستعير القدس فوق أجنحته، وأن تستعير المدينة لسانه، وللبشر أن يستعيروا عبوديتهم في مدينة الله.. الى أن يستعيروا حريتهم في حرية الآخرين.. في مدينة عبّاد الله.   
.. وإلى أن يذهبوا، جيلاً وراء جيل، الى "جدري الموت " في "الجثمانية ". لا يستحق القدس إلاّ اليمام..   
.. واليمام يبقى. والهديل هو الهديل السادسة مساء أو السادسة صباحاً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس يمام و «جدري الموت» القدس يمام و «جدري الموت»



GMT 21:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

بروفة رابعة لحزب «الملفوفة»!

GMT 14:11 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انـطـبـاعـان عـابـران

GMT 08:31 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

حيرة الولد بهاء

GMT 08:46 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان!

GMT 09:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

«السيد نائب الرئيس».. متى؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon