سمير سلامة، سنوات المرض والتوهُّج
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

سمير سلامة، سنوات المرض والتوهُّج !

سمير سلامة، سنوات المرض والتوهُّج !

 لبنان اليوم -

سمير سلامة، سنوات المرض والتوهُّج

بقلم : حسن البطل

عادةً، للمعرض الفني ثلاثة أركان: لوحات الرسام/ الفنان على الجدران. مطويّة أو "كتالوغ" عن المعروضات.. والفنان يجول بين لوحاته وحضور معرضه.

المعرض الاستعادي غير، فهو موجز عن تاريخ الفنان مع حرفة الفن، وموجز تاريخ سمير سلامة، الممتد نصف قرن وفوقها نصف عقد، قد لا تكفيها ولا تفيها حقها ـ حقه جدران أربع صالات في رام الله، بيت لحم، والقدس، ولا حتى كتاب ضخم عن أعماله وحياته، وليس "كتالوغ" معرض موسمي في مكان واحد.

قلّما يجمع فنان موهبة رسم الوجوه (بورتريه) إلى رسم لوحة، كما قلّما يجتمع فيه فن البورتريه واللوحة، والموهبتان مع ثالثة هي تشكيل فني مجسّم لا يعلّق على الجدران، بل تحمله طاولات، كما في معرض الفنان في العام 2000 (مائة شهيد؛ مائة حياة) مطلع الانتفاضة الثانية بالتعاون مع السيدة عادلة العايدي.

فما بالك، إن كانت لوحات سمير مغمّسة ريشتها بألوان شتى: زيتية، اكليريك.. ومائية بخاصة. بلون واحد: الأسود، أو بلون ملوّن واحد، إلى بحر من الألوان في لوحاته عن المكان الطبيعي الفلسطيني والمدني العربي.

اختار سمير لغلاف كتاب "السيرة ـ المسيرة" لوحة تجريدية، لماذا؟ يقول: "أن تكون فنان تجريد أفضل من أن تكون أي فنان ملتزم سيئ".

صحيح، كما يقول إن "وطن الفنان لوحته"، لكن الوطن قد يكون ملصقاً سياسياً ـ فنياً، أو معرضاً تشكيلياً مجسّماً (مائة شهيد، مائة حياة)، أو رسم حارات المدن الفلسطينية والطبيعة الفلسطينية على جانبي "الخط الأخضر".

سمير، الفنان الموهوب في البورتريه واللوحة والتشكيل، متعدد المواهب كإنسان. مثلاً حوّل، وحده وبيديه، كوخاً آيلاً للسقوط ومهجوراً في عمق الريف الفرنسي الجنوبي، إلى بيت سكني، بعدما كان "خرابة"، وكفلّاح انتزع من الغابة المحيطة حاكورة أشجار مثمرة، وعمل "مساكب" من خضراوات يغذّيها بسماد طبيعي من مخلّفات مطبخ بيته، ومن أفنان وفروع وجذور أشجار الغابة الذابلة مؤونة الصيف لموقدة الشتاء

كفلسطيني صفدي المولد ضربته النكبة بين الوعيين الغريزي والمكتسب (3-4 سنوات) وشرّدته إلى المنافي، هو كفلسطيني لما اكتسب الجنسية الفرنسية، اجترح سابقة، قبل أوسلو: مكان الميلاد: صفد ـ فلسطين ـ 1944، أي سنة ميلادي مع "فراطة" أيام شهر.

مرّة واحدة زار البلاد، قبل احتلال 1967 مندسّاً بوفد طلابي سوري، ومرّات طيلة 12 عاماً ما بعد أوسلو يقيم في البلاد كفلسطيني ـ أجنبي وفي فرنسا كمواطن فرنسي.

المرّة قبل الأخيرة كانت في تشرين الثاني من العام الماضي. زهاء عشرين فناناً اجتمعوا في بيت على وليمة، وتبادلوا حديثاً هاتفياً طويلاً مع الفنان المقدسي فلاديمير تماري في منفاه الياباني، وقبل رحيله بعد مرض طويل.

افتتاح معرضه الاستعادي كان مشحوناً. كان حاضراً جلوساً على مقعد متحرك وفي فتحتي خيشومه أنبوبا أكسجين. قال كما قال درويش: "هزمتك يا موت الفنون جميعها".. وأضاف: لكن القدر هو الأقوى، الفنون أبقى من الموت، لكن الموت أبقى من الفنان.

الإنسان كون صغير، ولنجوم الكون أعمارها المقدّرة كما عمر الإنسان، وفي شيخوختها، قبل الانطفاء، تتوهّج إلى "مستعرّ أعظم". سمير توهّجت لوحاته في أعوام مرضه الوبيل، فأنجز العام الماضي 40 لوحة منها أربع فقط في كتاب حياته "السيرة ـ المسيرة" بمعرض صالة "غاليري وان" الافتتاحي، وسواها في معارض بالتوالي ـ والتزامن يوماً بعد يوم.

في تقليبي كتاب حياته عَدَدت ما ينوف على 30 لوحة أنجزها في توهّج تقدم مرضه: "وجودي سيتواصل عَبر أعمالي.. وهذا ما يهمّني".

لديّ اجتهاد في تصميم سمير وتركيزه على لوحة التجريد، وهو أن بلدة معلولا السورية وبيوتها الملونة والمعلقة أسفل جرف صخري، هي المدرسة التطبيقية للفنانين السوريين في دراساتهم الأكاديمية.

رسم سمير معلولا من خطّ النظر الأرضي، ثم رسمها كما لو يراها من علٍ، كما تبدو حقول الأرض وبيوتها من طائرة.

هل ستتوهّج الألوان في لوحاته العام المقبل، أم أن "الاستعادي" هو تحية وتلويحة الوداع، وانطفاء رحلة نصف قرن ونصف عقد من السنوات؟

انظروا إلى صوره الفوتوغرافية، وتفهمون لماذا كنت أداعبه أن يلعب دور ارنست همنغواي في فيلم سينمائي. "الفلسطيني والمنفى" بدلاً من "الشيخ والبحر".

تعلّمت من سمير فن إيقاد موقدة الحطب في بيته الريفي الفرنسي، دون قطعة شمع أبيض، ولم أتعلم منه صنع برطمانات المربّى من ثمار أشجار حاكورته، وأرسل إليّ صوراً لثلاث شتلات أشجار مثمرة زرعتها كبرت، وصارت تطرح ثمراً.. ومربّى!

يا صديقي، الذي أناديه "سميري" في رحيق العمر بقية من توهّج فنان هو أشبه "مستعرّ أصغر" وكون صغير، وإنسان متعدد الموهبة في الفن، ومتعدد المواهب في الحياة. ليّن العريكة. قوي الإرادة، شديد المثابرة!

المصدر:جريدة الأيام

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سمير سلامة، سنوات المرض والتوهُّج سمير سلامة، سنوات المرض والتوهُّج



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 19:48 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

تأليف الحكومة اللبنانية يدخل مرحلة "الاستعصاء"

GMT 07:35 2014 السبت ,05 تموز / يوليو

حلم الحاكم فى مصر

GMT 05:07 2016 الأحد ,22 أيار / مايو

عظمة المرأة الصعيدية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon