أيلولات ملوّنة بالأحمر والأسود والأخضر
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أيلولات ملوّنة.. بالأحمر والأسود.. والأخضر!

أيلولات ملوّنة.. بالأحمر والأسود.. والأخضر!

 لبنان اليوم -

أيلولات ملوّنة بالأحمر والأسود والأخضر

بقلم - حسن البطل

قبل58 حولاً، كنت في عمر الصبية عهد التميمي. بعد ثلاثة أيام، من أيلول هذا العام، ستطالعكم صحف وفضائيات بمرثيات وذكريات وتحسُّرات على رحيل من كان زعيم الأمة: جمال عبد الناصر، في 28 أيلول من العام 1970.
باستثناء خطابين جماهيريين لناصر، ألقى اثنين فحسب خلف الميكروفون في الاستديو: خطاب انفصال سورية عن مصر، في 28 أيلول 1961؛ وخطاب الاستقالة بعد النكسة الحزيرانية!
ما عادوا يقولون: ما أشبه اليوم بالبارحة.. لكن خطاب ناصر الاستسلامي إزاء انفراط عُرى الجمهورية العربية المتحدة RAU قد يذكّرنا بحال سورية في خطاب الانفصال وبحالها اليوم.. وبالذات فقرة مستقبلية منه هي: "أعان الله سورية الحبيبة على أمورها، وسدّد خطاها، وبارك شعبها..".
يردّون انقلاب العقيد حيدر الكزبري إلى أسباب عدة: اقتصادية وسياسية وإدارية، مثل قوانين الإصلاح الزراعي والتأميم الاشتراكية في العام 1960، وقد أضيف إليها قانون العشائر، علماً أن العقيد الكزبري كان قائد سلاح الهجانة في الجيش السوري.
هاكم إضاءة لقانون العشائر، حيث فشلت البرلمانية السورية، من الاستقلال إلى الوحدة، في تشريعه، لكن وبجرة قلم شرعه ناصر. قبل ذلك كانت العشائر في البادية لا تسجل ولاداتها ووفياتها في سجل الأحوال المدنية، بما يتبع ذلك من خضوع شبابها إلى قانون "خدمة العلم" الإلزامي في الجيش.
إلى هذه الأسباب، كان هناك سبب أيديولوجي وآخر رجعي ديني، حيث قال دعاة الانفصال إن الاشتراكية من الشِرْك.. وهذا حرام شرعاً، واتخذوا من جفافٍ ضَرَبَ سورية والمنطقة في أعوام الوحدة الثلاثة سبباً وذريعة، خاصة أن عام 1962 كان وفير الأمطار!
القوى الرجعية، المحلية والإقليمية، التي دعمت الانفصال وروّجت له، هي ذاتها التي شاركت في حرف "الربيع السوري" إلى اتجاهات صدام بين العروبة والإسلام. ربما لذلك، قال ناصر بعد انقلاب عبد الله السلّال يوم 26 أيلول 1962 على حكم الإمامة في اليمن: "سنحارب الرجعية في أحضان الاستعمار؛ ونحارب الاستعمار في قصور الرجعية" علماً أن اليمن كان عضواً في "اتحاد الجمهوريات العربية" أي سورية ومصر.. واليمن الإمامي.
من أيلول الانفصال، إلى أيلول انقلاب السلّال، إلى أيلول رحيل ناصر.. فإلى "أيلول الأسود" عام 1970، ثم أيلول صبرا وشاتيلا في لبنان، ولاحقاً أيلول الأوسلوي 1993.. ولا ننسى أيلول الانتفاضة الثانية في أيلول 2000!
نعم، هي مجرد مصادفات تاريخية ليس إلّا، لكنها جعلت أيلول "مطرزاً" أكثر من بقية شهور السنة بالأسود والأحمر والأخضر، وفي أيلول الجوّال الفلسطيني كنتُ في عمر يختلف، وأحياناً في بلد يختلف.. إنها أيلولات نصف قرن ونيِّف.
كنتُ يافعاً في الصدمة الأيلولية الأولى؛ صدمة الانفصال. ربما لأن ضابطاً انفصالياً سورياً أباح بسرّ الانقلاب إلى أخته، التي أباحته إلى أختي.. ثم لي.
كان والد صديقي السوري فيصل دركياً مناوباً في سراي دوما، وسألته أن يتصل بعبد الحميد السراج محذراً، لكنه استخفّ بالمعلومة ولم يفعل. في صبيحة 28 أيلول 1961 كنتُ تلميذاً في الصف العاشر، مدرسة ثانوية دوما للبنين. كان معلم الصف يختلف، فقد كان مساعداً في الجيش، وكنّا في أول درس لتنظيم "الفتوّة" شبه العسكري، حيث اعترضتُ وزميلي الفلسطيني كامل، والجزائري سيف الدين على الانفصال، فجاء قائد المنطقة، وكان برتبة رائد، وسمع من لهجاتنا الفلسطينية والجزائرية أننا غير سوريين.. فشتم فلسطين والجزائر.. وقال: "سورية للسوريين"!
لما علم أهل دوما، وتنظيم المقاومة الشعبية فيها، بما قال الرائد، جرت تظاهرة مسلحة شعبية أنزلت العلم السوري القديم (ثلاث نجوم حمر) وأعادت رفع علم الجمهورية المتحدة (نجمتان خضراوان)، وسقط قتلى وجرحى في ما دعته إذاعة "صوت العرب" ثورة دوما ضد الانفصال، بينما خرج مؤيدوه في دمشق ضد الفلسطينيين المؤيدين للوحدة وناصر، ورفعوا هتاف: "يا إلى غزة، يا إلى المزّة"!
أخي المقاتل الطيراوي في زمن النكبة الذي سبق وحلّ نزيلاً في سجن المزّة، وأنا عدتُ بعد أوسلو الأيلولية إلى غزة. كان أخي عضواً في "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، وكان يعترض على صفة "الاشتراكية" ويفضّل عليها صفة "الاجتماعية"، على غرار ما يستخدمه الحزب النازي ـ الهتلري!
بعد الانفصال السوري، جرت محاولات لإحياء الوحدة أو الاتحاد، من إعادة ترميم الوحدة مع مصر، إلى اتحاد الجمهوريات العربية (سورية، مصر، ليبيا).. إلى "دولة البعث" بين جناحي الحزب في سورية والعراق، ولما سألت أخي عن احتمالات نجاح "دولة البعث" أو فشلها، قال: إن لم تنجح ستكون هذه بداية الانهيار لجناحي الحزب.. وهذا ما حصل، في الفترة بين عامي 2003 و2011، من سقوط بعث العراق، والتمرّد الشعبي على حكم بعث سورية.
أعرف أن المناسبات العربية والفلسطينية تطرّز شهور العام، لكنها، بالذات، تطرّز مناسبات ووقائع أيلولية، كما يطرّز أيلول من كل عام المناسبات الدينية اليهودية.
***
يكتب زميلي الأستاذ عادل الأسطة مقالاً ثقافياً يوم الأحد، وفي بقية الأيام يكتب "خربشات" كان نصيبي منها خربشة عن قراءته لكتاب من أربعة كتب أهديتها له، عنوانه "وأنت يمشيك الزمان". سرّتني عبارة فيها: "كما لو أنني أقرأها للمرة الأولى، بعد مواظبتي على قراءتها في "الأيام".. أي لم تبهت على مرّ الأيام والسنوات، ولا تزال طازجة وحارّة.
لا أعرف هل كان عادل، اللاجئ مثلي، في بلد يختلف في هذه الأيلولات أم لا؟
.. وما سبق "خربشات أيلولية".
حسن البطل

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيلولات ملوّنة بالأحمر والأسود والأخضر أيلولات ملوّنة بالأحمر والأسود والأخضر



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon