هل إيران هي عدو
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

هل إيران هي عدو؟

هل إيران هي عدو؟

 لبنان اليوم -

هل إيران هي عدو

حسن البطل
حسن البطل

«قتلتُ رستم.. وربّ الكعبة» هل كانت صيحة المقاتل العربي الإسلامي بداية فتح بلاد فارس، أم كانت النهاية الظافرية لمعركة القادسية فقط؟هل نختصر التاريخ الطويل والمعقّد الفارسي ـ العربي بالقول: العرب أعطوا إيران دينهم التوحيدي؛ وأعطتهم الحضارة والإدارة، والعلوم، وفقه اللغة العربية، كما أعطتهم بلاد الإغريق الفلسفة والحكمة!

يروي التاريخ المشترك المبكّر لعلاقة المحاربين العرب، البداة الحفاة، ببلاد فارس أمرين: دهشة شعراء العرب لبذاخة وفخامة إيوان كسرى، والثاني: ان محاربي القبائل العربية تنازعوا أسلاب هذا الفتح، وبالذات سجادة مرصعة بالأحجار الكريمة، فاحتكموا إلى الخليفة الذي أمر باقتسامها بحدّ السيف، وتوزيع رقعها بين القبائل المتنازعة عليها!

يروي التاريخ، أيضاً، أن معركة القادسية الحاسمة عسكرياً كانت بداية فصل دموي طويل من التمرد الفارسي، استمر قروناً أربعة في الخلافتين الإسلاميتين: الأموية والعباسية، ضد حكم الولاة العرب على بلاد فارس، وكذا بلاد ما وراء النهر والسند.

نعرف أن حروب الإمبراطورية الفارسية مع الإمبراطورية البيزنطية هي مَن أضعف الإمبراطوريتين بما مكن الفتح العربي من التغلب عليهما بحدّ السيف الذي يرفع عبارة التوحيد: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله.

اليوم، ترسم اللغة العربية حدود العالم العربي، لكن الحرف العربي صار لغة بلاد فارس، وكذا حتى بلاد خيبر (أفغانستان الحالية) وإلى بدايات القرن العشرين لغة بلاد الأناضول والإمبراطورية العثمانية، إلى أن أمر أتاتورك باستبدال الحرف العربي باللاتيني.

لماذا حافظت إيران على كتابة لغتها الفارسية بالحروف العربية؟ لأنها أنتجت به تراثاً معرفياً غنياً من حضارتها وباللغة العربية، أيضاً، خلافاً لإمبراطورية آل عثمان، التي جاء مؤسسوها من عمق بوادي آسيا بلا تراث حضاري مكتوب، علماً أن القرآن كان أول كتاب بالعربية.

لا أعرف متى بدأ ذلك النشيد القومي ـ العربي: «لنا مدنية سلفت/ سنحييها وإن دثرت».. إلخ، لكن لبلاد فارس أن تقول: الحضارة الإسلامية ـ العربية هي، في الواقع، حضارة عربية ـ فارسية، كما نعرف فضل النحاة واللغويين الفرس، بعد الإسلام، على لغة الضاد، وتقعيدها، وتنقيطها.

نظر دعاة العروبة والقومية العربية إلى إيران وتركيا بالذات وفق «استراتيجية التخوم»، أي العروبة في مواجهة بلاد فارس والأناضول، وادعوا أن «عزة الإسلام من عزة العرب».إيران تتاخم العراق العربي، وسورية العربية ـ العروبة تتاخم تركيا، لكن الحدود القومية متداخلة في عربستان ولواء الاسكندرون وديار بكر.

أطلق صدام حسين على حربه، الضروس والمديدة، مع «الجمهورية الإسلامية الإيرانية» اسم «قادسية صدام» مخالفاً النصيحة الاستراتيجية الذهبية: إياك أن تتصدى بالقوة لموجة في أول مدّها، وانتهى الأمر إلى ما نعرفه الآن، وخسر العراق صفته «دولة تخوم»، وكان عليه أن يحقق حلمه: «سنبني في العراق دولة غير اعتيادية في العالم الثالث»، وصارت إيران هي التي تبني نظاماً ودولة غير اعتيادية في العالم الإسلامي، وكذا تركيا من أواخر القرن الماضي إلى حكم أردوغان.

الآن، انتقل الصراع من الخانة القومية إلى الخانة المذهبية، وصار لإسرائيل أن تدّعي تحالفاً بين إسرائيل اليهودية والدول العربية السنّية وتركيا السنّية، في مواجهة الخطر الإيراني و»العدو» الإيراني، .. والمذهب الشيعي!

لا يعرف البعض أن المذهب الشيعي لم ينشأ في إيران، بل في العراق، وأن صلاح الدين الكردي العراقي لم يكن بطلاً إسلامياً بل بطلاً إسلامياً سنّياً في وجه انتشار فرق وشيع المذهب الشيعي حتى في مصر الفاطمية والمغرب، أيضاً، قبل العداء للصليبيين.

كان شاه إيران الأخير (الذي لم يجد قبراً سوى في أرض مصر السنّية) قد حاول دولة علمانية مطعمة بالحضارة الفارسية القديمة، كما حاول أتاتورك دولة علمانية مطعمة بالحضارة الأوروبية.

إن عداء تركيا الإسلامية لإسرائيل شيء عابر، لكن عداء إيران الإسلامية لها شيء عميق، ليس لأسباب دينية فقط، ولا بسبب اعتمادها «ديمقراطية إسلامية» فريدة، ولا حتى بسبب مشروعها النووي، أو تشجيعها للإرهاب ضد إسرائيل.

في إيران الإسلامية يتحقق تجدّد الحضارة القديمة الفارسية، وجيش قوي، كما الجيش التركي، بينما تتهاوى دول التخوم العربية في العراق وسورية وتتشظى!
إسرائيل ديمقراطية يهودية ـ عنصرية، وايران نموذج ديمقراطية إسلامية ـ شيعية، وتركيا ديمقراطية إسلامية ـ سنّية، ووحدها موسكو الأرثوذكسية في دور «المايسترو» بين الدول الثلاث لمقاومة الإرهاب.

إذن، ما الذي تخشاه إسرائيل من «العدو الإيراني»؟ إنه التقدم الإيراني المتسارع في العلوم والتكنولوجيا، وعدد الباحثين العلماء، الذي يسابق ما لدى إسرائيل ويتفوق عليها في ميادين متزايدة.

كما نعرف، وقفت أوروبا لإحباط مشروع محمد علي النهضوي في مصر، وقت أن كانت الهوّة العلمية بين فرنسا ومصر ثلاثة عقود، ثم وقف الغرب وإسرائيل لتحطيم المشروع النهضوي العربي بقيادة ناصر، ثم مشروع صدام حسين لبناء دولة غير اعتيادية في العالم الثالث.

إسرائيل لا تريد لإيران أن تبني مشروعاً نهضوياً ـ إسلامياً ينافس الديمقراطية اليهودية بديمقراطية إسلامية ويسابقها في قوتها العسكرية والاقتصادية والعلمية.كان ناصر يقول إن الصراع العربي ـ الإسرائيلي له جذر حضاري، وكل ما في الأمر من عداء إيران ـ إسرائيل يتعلق بذلك.

.. والآن، أميركا في عهد ترامب تشارك إسرائيل في النظرة إلى بلاد النفط والغاز العربية ـ الإيرانية، وفي سلام إقليمي يغلّف السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي، أو الحلف السنّي ـ الإسرائيلي، هو ضد الإرهاب السنّي أولاً، ثم ضد النهضة الإيرانية المعادية للغرب وإسرائيل معاً.بدلاً من «كماشة» عربية تحيق بإسرائيل صار الحال كماشة تركية ـ إيرانية تحيق بدول التخوم العربية المتهاوية أو تحاول إسرائيل، أن تجد دوراً مناوراً فيه.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل إيران هي عدو هل إيران هي عدو



GMT 20:34 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كأنّك تعيش أبداً... كأنّك تموت غداً

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 20:30 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المواجهة المباشرة المؤجلة بين إسرائيل وإيران

GMT 20:28 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

صراع الحضارات... اليونان والفرس والعرب

GMT 20:25 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

واجب اللبنانيين... رغم اختلاف أولويات واشنطن

GMT 20:23 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الشرق الأوسط... الطريق إلى التهدئة والتنمية

GMT 20:21 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

على مسرح الإقليم

GMT 20:19 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ضربة إسرائيلية ضد إيران!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon