هل تلقّى الرئيس وعداً ما من الوزير كيري، خلال اجتماع الساعة بينهما، عشية خطاب الرئيس في الجمعية العامة، ومن ثمّ تبخّرت من الخطاب "مفاجأة" قالت مصادر فلسطينية غير رسمية، قبل أسابيع، إنها ستكون في الخطاب.
قبل يومين من الخطاب، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إنه سيكون خطاباً "مهمّاً" ولعلّه كان يقصد فقرة قال فيها الرئيس: إن الاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل لن يبقى "مجانياً"، أي أن على إسرائيل أن تبادل الاعتراف بمثله!
مع ذلك، حمل الخطاب إشارتين جديدتين، إذ أشار إلى مشروع التقسيم الدولي لعام 1947، ومطالبة دولة الانتداب البريطاني بالاعتذار من الشعب الفلسطيني.
هل يلمح الرئيس إلى "الانسحاب" الفلسطيني من اوسلو، كما دعا إلى ذلك أحد مهندسيها، أحمد قريع؟
اشتكت مصادر فلسطينية، غير رسمية، أن الرئيس أوباما، الذي التقى رئيس الوزراء نتنياهو، فيما اعتبرته مصادر إسرائيلية وأجنبية، "لقاء الوداع"، قبل سبعة أسابيع من إنهاء أوباما ولايته الثانية؛ لم يرافقه اجتماع متوازن مع الرئيس عباس!
منذ عدة شهور، يتحدثون عن "خطاب وداع" قد يلقيه الرئيس اوباما، حول رؤية أكثر تفصيلاً للحل الإسرائيلي ـ الفلسطيني من أفكار سلفه، بيل كلينتون، في نهاية ولايته.
هل أخبر الوزير كيري الرئيس الفلسطيني أن الرئيس الأميركي جدّي في خطاب حفلة تنصيب الرئيس الجديد للإدارة الأميركية، أو انتقال الموقف الأميركي في مجلس الأمن من التعامل الحذر مع المشروع الفرنسي إلى التأييد؟ أم أن اوباما سيخلف الرئيس كارتر في "لجنة حكماء"؟
في العناوين الصحافية الفلسطينية أن الرئيس دعا الأمم المتحدة إلى اعتماد العام 2017 عاماً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض والشعب الفلسطيني، أي إنهاء احتلال طال نصف قرن.
لكن، في خطاب افتتاح الدورة، الذي اعتاد رئيس أميركي أن يلقيه، قال الرئيس أوباما إن الاحتلال لن يستمر "إلى الأبد".
خلال اجتماع أوباما ـ نتنياهو، أشار الأول إلى أن ولايته ستنتهي خلال شهور، بينما سيبقى "بيبي" كما دعاه، يحكم إسرائيل سنوات مقبلة.
في دورة العام المقبل 2017 لن يكون الأمين العام، بان كي مون، في منصبه، لكن خلفه سيبقى يمثّل الأمم المتحدة في هذه "الرباعية"، التي أصدر وزراؤها بياناً جديداً، على هامش لقاءات الجمعية العامة.
هل كان على الرئيس الفلسطيني أن يُضمِّن خطابه عبارة غير أن الاعتراف الفلسطيني، حسب اوسلو، بدولة إسرائيل لن يبقى مجانياً، وأن يشير إلى أن الجمعية العامة قبلت عضوية دولة إسرائيل فيها قبولاً مشروطاً، على غير العادة في قبول الدول الأعضاء فيها، أي مشروطاً بقبولها قرار التقسيم الدولي دولتين: عربية ويهودية.
نعرف أن قرار التقسيم وصف إسرائيل، مسبقاً، بدولة يهودية، لأنه كان سابقاً على اختيار بن ـ غوريون اسم الدولة: إسرائيل.
إلى متى ستظل هذه الرباعية تعطي للحل الدولي اسماً كروياً هو "الحل بدولتين" بدلاً من اعتراف أميركا بدولة فلسطين؟
نعرف أن 11 دولة مهمة تنتظر أن تعترف بدولة فلسطين إذا اعترفت بها فرنسا، وأن الصيغة الأولى للمشروع الفرنسي لمؤتمر دولي، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن بلاده عازمة جدياً على عقده، تحدّث عن اعتراف فرنسي، حال فشل المؤتمر الدولي.
واضح وجود علاقة بين المشروع الفرنسي وضوء أخضر (أو أصفر متقطّع) أميركي، ومن دونه لن تقدّم باريس مشروعها إلى التصويت في مجلس الأمن.
إذا عبّرت "الرباعية الدولية" عن معارضة "شديدة" للنشاط الاستيطاني المستمر، فلماذا تواصل واشنطن، التي هي ربّان "الرباعية" عرقلة أي مشروع قرار دولي ضد الاستيطان والاعتراف بدولة فلسطين.
وافقت الجمعية العامة على صيغة قبولها الاعتراف بدولة فلسطين، لكن أميركا تمسك بأعنّة مجلس الأمن حول اعترافه باعتراف الجمعية العامة.
نتذكر أنه، مطلع ستينات القرن المنصرم، انصاعت الدول الاستعمارية لافريقيا (فرنسا ـ بريطانيا ـ البرتغال ـ إسبانيا ـ بلجيكا) لقرار اتخذته "لجنة تصفية الاستعمار" في الجمعية العامة، بإنهاء الاستعمار، وقبلت عضوية عشرات الدول الافريقية الجديدة، دون مرحلة انتقالية في الإدارة الاستعمارية إلى الإدارة الوطنية، ما سبّب فوضى وحروباً أهلية إفريقية، خاصة في الكونغو ـ البلجيكي سابقاً.
فلسطين جاهزة للتحول إلى دولة منذ سنوات اوسلوية طويلة، إذا توقفت هذه "الراعية" عن خوفها على "حل الدولتين" وخوفها على إسرائيل الديمقراطية من "الدولة الواحدة".
قتلاهم وقتلانا
حسب "القناة العاشرة" العبرية، قُتل خلال عام كامل 40 إسرائيلياً وجُرح 458 بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة.
مطلوب إحصاء فلسطيني عن قتلانا خلال هذه الفترة، لأنه ما من فقدان حياة يعادل فقدان حياة أخرى، بانتظار نتيجة محاكمة الجندي ليئور عازاريا الذي أجهز على الجريح الشريف، وشهادة الجنرال السابق عوزي دايان لصالح الجندي القاتل.
بين دولتين
على مستوى السفراء، وقّعت فلسطين وسانت فنسنت وجزر غرينادين، على اتفاقية في مقر الجمعية العامة لإقامة علاقات.
يعني؟ إذا كانت ميكرونيزيا وبولونيزيا تصوّت ضد فلسطين في الجمعية العامة، فإن دولة جديدة ستصوت لصالحها!
نسيت "وفا" أن تشير إلى موقع الدولة الجديدة في خارطة العالم، فربما صارت فلسطين تفوق إسرائيل في عدد سفاراتها في دول العالم.