شجرة البطم العنيدة
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

شجرة البطم العنيدة

شجرة البطم العنيدة

 لبنان اليوم -

شجرة البطم العنيدة

بقلم :حسن البطل

هي الشجرة القوية تجلس على الرصيف، كما يجلس البشري المتعب. مقعدته على الحافة، وكوعاه على ركبتيه، وفي إحدى يديه سيجارة مثلاً، وكوب قهوة مثلاً. قل هذا عامل نظافة يستريح وأمامه عربته الملأى.

هي شجرة بطم معمّرة، على قارعة شارعين. معمّرة حقاً، فقد زُرعت على حافة الرصيف قبل شق الشارع وبناء رصيف، ومن ثم زُرعت باقي الأشجار غير العنيدة تفسح مجالاً بين الحافة والرصيف.

منذ قرابة ثلاث سنوات، تدور حرب موت وحياة بين عمال البلدية وشجرة البطم العنيدة هذه.

في مرّة نشروا جذعها، فأطلقت جذورها العميقة فيضاً من الأغصان المتشابكة، مشكّلة دغلاً أخضر طغى على الرصيف، وامتدّ بعض طغيانه إلى الشارع.

في مرّة لاحقة، اجتثّوا أغصانها الفوضوية، وصلموا جذعها المقطوع مرة ثانية إلى مستوى الشارع، فصرخت قوة اليخضور في شروشها القوية فيضاً أكبر عشوائية وغزارة من الأفنان اليانعة الخضرة.

في مرة ثالثة، قلت إن حرب العناد بين الشجرة وعمال البلدية قد حُسمت، بعدما سقوها سُمّاً زعافاً من النفط والنار. فوجئت أنها أطلقت، بعد أسابيع، بداية موجة ثالثة من العروق الخضراء.

ماذا سيفعل هذا البشري في المرّة الرابعة؟ هل سيهدم الرصيف وجانباً من الشارع، ويجتث شروش الشجرة، أم سيتركها في حالها تنمو أجمة خضراء تسد الرصيف بأسره وجانباً من الشارع؟

لو كانت شجرة البطم العنيدة والعريقة في عرصة دار قديمة مرشحة للهدم لبناء عمارة، لكان ممكناً أن تذهب شروشها العميقة ضحية أسنان الجرافة وهي تمهّد أساساً للمبنى.

حصل مثل هذا الاجتثاث الأخير لشجيرات من الخروب في قطعة أرض صارت معدّة لبناء عمارة عالية بين عمارتين.

مصرع شجرة الخرُّوب، التي كانت بين عمارة وفسحة لعمارة أخرى، لم يكن بلا مفاجأة قتل أُخرى. كانت الشجرة موطناً لأفعى من نوع «العربيد ـ الحنش» قاتلت أسنان الجرافة حتى هلاكها!

أحكي لكم قصة حقيقية عن شجرة في تقاطع شارعين في رام الله ـ التحتا، قبالة مدرسة عزيز شاهين الثانوية للبنات ( شارع الشقرة وشارع دار جَغَب).

شجر، بشر، حجر؟ هل هذا جانب آخر من «عبقرية» لغة الضاد، أم مجرد مصادفة. إذا احتاج البشري إلى قتل شجرة بطم أو خرُّوب مثلاً، لبناء عمارة قد ينتصر، لكن إن احتاج لقتل شجرة على حافة الرصيف، مثل شجرة البطم العنيدة هذه أعيته الوسائل.

يا جماعة، قولوا لموسى حديد، رئيس البلدية، أن يعفّ عُمّاله عن مواصلة حرب إبادة، حرب حياة ـ موت مع هذه الشجرة العنيدة!

يقولون إن الشعب الفلسطيني له جذور «النعنع»، أو يقولون إن له جذور الصبّار، أو تقول شجرة البطم هذه إن شروشها الضاربة في عمق التربة هي كجذور هذا الشعب في عمق ترابه الوطني.

***
مع سلوك عُمّال البلدية إزاء شجرة عنيدة أكثر من «تيس الجبل»، فإن عُمّالها يستحقون الشكر على تشجير أرصفة الشوارع، في «حرب» مع شبيبة عابثة دأبها هو قطع جذوع الشجيرات، فتنمو جذورها أو لا تنمو.

في غير الشوارع الرئيسية في المدينة، صارت البلدية تشتل في حوض الأشجار نباتات مثل الزنبق أو غيره، وصار الناس، في غير شوارع رئيسية يزرعون شجيرات أو نباتات معمّرة في قوّارات جميلة، أو حتى في براميل حديدية، أي أن تقاليد قوّارات شرفات المنازل الملأى بالأخضر صارت تقاليد أرصفة على قارعات الطرق.. سُرَّ من يرى!
***
مادام الحديث عن حماية ممكنة لما تبقّى من أبنية قديمة أمام زحف العمران الطولاني، فقد لاحظت مبنى قديما وجميلا، حجارته وردية مصقولة يدوياً، في زمن المباني من حجارة الطوبزي السميكة والنافرة، أمام ما كان متنزه بلدية رام الله.

صار المبنى مقرّاً لشرطة رام الله، وضاق عن استيعاب عملها، فبنوا طابقاً بشعاً يعلو المبنى الجميل.. ثم انتقلت قيادة الشرطة إلى مبنى آخر جديد وكبير. اهدموا البشع الطارئ والمضاف!

البشر يموتون، وقد تموت البيوت بعد موت أصحابها وأجيال أجيالهم، إذا لم تسعفها يد الرحمة بإعادة إحيائها مع تحديث معين لوظيفتها الجديدة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجرة البطم العنيدة شجرة البطم العنيدة



GMT 21:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

بروفة رابعة لحزب «الملفوفة»!

GMT 14:11 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انـطـبـاعـان عـابـران

GMT 08:31 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

حيرة الولد بهاء

GMT 08:46 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان!

GMT 09:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

«السيد نائب الرئيس».. متى؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon