الشـفـرة
تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد
أخر الأخبار

الشـفـرة ؟!

الشـفـرة ؟!

 لبنان اليوم -

الشـفـرة

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

«اليقظة التي في النوم، والنوم الذي في اليقظة». من القائل؟ أنا أقتبس العبارة، ولا أنسبها إلى قائلها.ابن عربي؟ النفّري؟ التوحيدي. أخلط بين عبارات هؤلاء، وبين صوفي ومعتزلي.لكنني، قبل ثلاثين عاماً، استيقظت من نومي. «اليقظة التي في النوم، والنوم الذي في اليقظة» منعني الاستيقاظ من الانتحار ليلتين في أسبوع.كيف دفعني «اللاوعي» إلى الإمساك بشفرة حلاقة تقليدية بأصابع يدي اليمين، ومحاولة قطع شرايين يدي، بين الكف والساعد؟ من أين التقطت الشفرة؟ هل سرت إليها كما يسير النائم «في النوم الذي في اليقظة»؟

جالساً على طرف السرير وفي أصابع يمناي شفرة، وأصابع كف يسراي مضمومة بتشنج. كيف أيقظني الوعي من اللاوعي .. فأخزيت عين شيطان اللاوعي؟ يقولون: الشيطان دفعك للموت انتحاراً، أو يقولون: الشيطان منعك من تلاوة القرآن!إذاً، سرتُ نائماً باللاوعي. حررت شفرة الحلاقة من جرابها الورقي المزدوج. جلست على طرف السرير المفرد (سفري) في غرفة لا يشاركني فيها أحد .. ثم استيقظت!هل اصفرّ وجهي؟ لم أنظر في مرآة. هل زاد وجيب قلبي؟ نسيت. ماذا فعلت؟ رميت شفرة الحلاقة، كيفما اتفق، بين رفوف خزانة ملأى بالكؤوس والصحون والصواني ونمت..!

قلت مرتين في ليلتين خلال أسبوع، إذ في المرة الثانية أيقظني وعيي عن محاولة ثانية لا واعية .. وكنت مستلقيا، وذراعاي مرفوعتان بتشنج، والشفرة بين أصابع يمناي. كيف وجدت الشفرة الحقيرة بين رفوف الخزانة؟ هل رأيتها نائماً، وسرت إليها نائماً، والتقطتها نائماً؟لم أخبر أحداً، ولا بالذات أمي، عن كابوس مزدوج، نصفه في اللاوعي، ونصفه في الوعي. كل ما فعلته أنني التقطت بنطالي، والتقطت من جيبه الخلفي حافظة الأوراق والنقود، ودسست الشفرة بين جيوب الحافظة.

هل تصدقونني؟ مرّت ثلاثون سنة أُخرى، بعد ثلاثين سنة، وثمة شفرة حلاقة لها مكانها بين جيوب حافظة النقود. سأهزم شيطان اللاوعي بعقلي الإنساني الواعي.ثلاثون سنة لم تتكرر محاولة الانتحار اللاوعية مرة ثالثة، وخلالها كنت استعمل الشفرة في مآرب أخرى، لعود الثقاب مآرب أخرى غير الاحتراق، ملموس أيضاً، للخيط لسلك الكهرباء .. وحتى للحذاء..الخ!عندما رويت القصة لأصدقاء هذا العام كذّبوني، لكن أبرزت لهم شفرة حلاقة بين جيوب الحافظة فهي لا تكذب. تنام بجرابها الورقي بين بطاقات الصراف الآلي و»كرت» عداد الكهرباء، وبطاقات الصحافة .. وصور جواز السفر..الخ!

هكذا، تحديت شيطان اللاوعي وقهرته بالوعي .. لكنني، خلال النصف الثاني من عمري، راودتني فكرة الانتحار مرّتين وأنا في وعيي.مرّة كنت بلا نوم أياماً، موقوفاً في مطار خلدة اللبناني العام ١٩٦٥، بعد هبوط اضطراري لطائرة P.A الباكستانية.المسافرون امتطوا طائرات أخرى، وأخي وأنا بقينا في «التوقيف» لأننا نحمل وثائق سفر للاجئين الفلسطينيين في سورية لا يجوز لهم دخول لبنان، أو أن أخي البارز في الحزب السوري كان ممنوعاً من دخول لبنان بعد محاولة الحزب للانقلاب.

ممنوع السفر براً من بيروت لدمشق، وعلينا انتظار طائرة من طراز DC4 قادمة من حلب وعائدة إلى حلب تقل في عودتها مسافرين اثنين.لامني أخي إذ عاملت المضيفة بفظاظة تصدر عن شاب أمضى ليلتين على كرسي.
اندفعت إلى باب الطائرة محاولاً فتحه، وإلقاء نفسي من علو في البحر. مرّت المضيفة ضاحكة وقالت: «التواليت هناك». إلى الآن، أشعر بخدر في ساقي كلما وقفت على مرتفع شاهق ونظرت إلى الأسفل.وفي المرة الثانية؟ تعرفون أن مخدرات معينة تجعل المتعاطي يتوهم أنه طير بجناحين.

لم أتناول أي مخدر في حياتي سوى البنج الطبي.. لكن سهرة منتصف ليلة عام جديد، كانت أرملة المغدور كمال خير بك، عميد الدفاع في الحزب السوري القومي، تسهر معنا في بيت الشاعر أدونيس.كانت ترتدي الأسود، وتلتحف بشال أبيض، ترقص رقصة الثكلى وتغني أغاني الفراق.أوصلناها إلى بيتها أول الفجر. دعتنا إلى كأس أخيرة. رقصت وغنت. شعرت أنني طير. خرجت إلى الشرفة، وراودتني فكرة الوثب منها. هممت بالوثب. جاءت زوجتي: «حانت ساعة الانصراف».أربع محاولات انتحار: مرتان هزم الوعي اللاوعي «اليقظة» التي في النوم، مرتان هزم الوعي اللاوعي «النوم الذي في اليقظة».الشفرة تبقى في حافظتي. أحياناً أرفعها قبل سفرة جوية. أحياناً أنسى وترافقني في السفر.شاعر قديم قال: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة واحدة .. لفسد!

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

ثلاث علامات في «الشارع الرئيسي»

«حتى أنتَ..» يا بوتين ؟

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشـفـرة الشـفـرة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon